fbpx
الشيخ سالم المرقشي يزور جبهات القتال بعدن ويتفقد احوالها
شارك الخبر

تقرير- رعد حيدر الريمي

على الرغم من الالتزام القتالي في التمترس والتقدم في الجبهات والاستمرار في تحقيق الانتصارات المتتالية لم تعد المقاومة الشعبية الجنوبية بقيادة الشيخ سالم المرقشي  في جميع جبهات عدن محصورة في الاعمال القتالية في مواقع الشرف والصمود فحسب؛ بل تتجسد ادوارها الوطنية في شتى الجوانب الامنية والخدماتية التي تامن حياة المواطنين في مناطق عدن وأبين  وماجاورها.

 

فبرزت ادوارها في تشكيل الحراسات الدورية التي تقوم بمراقبة سير الحركة في الطرقات وتامين المحلات التجارية والتواصل مع التجار في توفير ضمان المواد والسلع الضرورية وضمان ثبات الاسعار للعامة من السكان.

كذلك انبثقت منها لجان خدماتية انسانية تأوي النازحين وتتواصل مع منظمات انسانية عالمية توفر المواد الطبية الضرورية للمستشفيات في مراكز المدن وفرق اجتماعية توعوية تتولى نشر الوعي عن كيفية التعاطي مع الظروف التي تمر بها هذه المناطق في نطاق عمل الجبهة والجنوب عامة وسد كل الثغرات التي يحاول الغزاة المحتلون الاختراق من خلالها لخلق ضوضاء تخلخل اطر الحياة للمواطن الجنوبي.

فبعد ان قطعت مليشيات الاحتلال الكثير من الضروريات كالكهرباء كلياً وانقطاع لفترات متفاوتة لشبكات الاتصالات النقالة والثابته والانترنت ومحاربة دخول المواد الغذائية والمحروقات ومشتقاتها الى المناطق التي اصبحت محررة من الاحتلال ومليشياته.

وفي لقاء مع  الشيخ/ محمد سالم المرقشي تحدث قائل : إن حروب الحوثي العبثية التي يشعلها في المحافظات ـ بغباء سياسي واضح ـ سبباً كافياً لعودة نشاط تنظيم القاعدة إلى الواجهة في اليمن.. كما حصل في حضرموت كما هي ايضاً دافع قوي لانفصال الجنوب اليمني الذي بات على الأبواب ـ على حد تأكيده- رغم أن بعض توجهات المكونات لا تخدم القضية الجنوبية بقدر ما تدفع لإحياء صراعات الماضي..

 

في حديث مقتضب عن الأوضاع والأحداث الجارية في اليمن, ومآلاتها المستقبلية, يتطرق الشيخ المرقشي إلى حكومة بحاح التي يرى فيها نجاح في ظل تحكم الحوثيين ويؤكد أن المنطق السياسي هو المنطق الوحيد للخروج بالأمزمة من المازق  .

 

 

*شيخ محمد ماهي رؤيتكم لما يحدث اليوم في اليمن بعد احتلال الحوثيين للعاصمة عدن وتمددهم إلى المحافظات؟

 

– احتلال الحوثي لعاصمة عدن بمفرده دليل واضح على سعيه الحثيث لتقسيم اليمن.. ومؤشرات ذلك نشوب المعارك والاقتتال في المحافظات التي وصل إليها غازياً..

 

وما يدور فيها من حروب عبثية يذهب ضحيتها اليمانيون وحدهم، والأهم من ذلك أن هذه الحروب التي أشعلها الحوثي- بغباء سياسي واضح- كانت سبباً كافياً لعودة نشاط القاعدة في حضرموت إلى الواجهة بعد أن كادت أن تتلاشى اثر محاربة الدلوة لها.

 

*كيف تقيم المقاومة عل أرض الواقع ؟

من خلال مجريات الحرب اظهرت المقاومة الشعبية الجنوبية قوة وصلابة مستميتة في صد العدوان الحوثي والمليشيات الانقلابية التابعة للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح.التي ما أن توسوس لهم نفوسهم النتنة بمنكر إلا فعلوه…الأبرياﺀ من أطفال ونساﺀ قتلوهم…البيوت الآهلة استهدفوها…المياه والكهرباﺀ قطعوها …المستشفيات المدارس طواقم الإسعاف والاسرى لم تسلم منهم… ونحن نعلنها صراحه اننا استمدينا هذه القوة من من القوة التي منحنا ايها الملك المبجل سلكان وذلك بقراره الصائب عاصفة الحزم التي كانت خير عون لنا في ضل الظروف الراهنة .

 

*في نظرك ما هي انعكاسات حروب الحوثي على الوطن؟

 

– بالطبع انعكاسات سلبية كبيرة على الوضع اليمني عموماً وهي سبب رئيسي ودافع قوي لانفصال الجنوب.. لان ما يقوم به الحوثي افزع الجنوبيين ودفعهم إلى توحيد جهودهم التي كانت مشتتة في وجه هذا التحدي الخطير.. بل وسرع عملية الانفصال التي كان يراها المراقبون بعيدة المنال.

 

إن إقدام الحوثيين على احتلال صنعاء وسلوكهم التسلطي وانتهاكاتهم لحرمات البيوت ونهب محتوياتها ونهب الأسلحة من المعسكرات وتواطؤ الرئيس السابق علي عبدا لله صالح معهم والاغتيالات التي طالت العقلاء في الشمال في عهدهم ..كلها مؤشرات دفعت الجنوبيين إلى تأييد الانفصال لأنهم لان الجنوبيين لا يستطيعون التعايش مع مثل هذا الفكر الموغل في مجاهل التاريخ .. وعليه يمكننا القول إن الانفصال بات على الأبواب.

 

 

 

*ما سبب الحساسية المفرطة للجنوبيين من الحوثيين؟

 

– أسباب كثيرة منها: أن الحوثيين يريدون فرض مذهبهم بالقوة ويريدون عودة الطائفية المقيتة إلى الواجهة وهذا ما يجمع على رفضه كل الجنوبيين على مختلف توجهاتهم ومشاربهم. كما أن تمددهم في المحافظات ووقوفهم عند حدود ما قبل الوحدة يمثل إيحاءً للجنوبيين بانهم لا يريدون التوحد معهم وإنما يريدون بلادهم فقط.

 

ولنتذكر أنهم أثناء الحروب الستة في صعده حين يأسرون الجنود إذا وجدوا فيهم جنوبيين أطلقوا سراحهم وقالوا لهم: اذهبوا حرروا بلادكم أولاً، وهذا إعلان صريح بدعوة الجنوبيين للانفصال.

 

كما أن نبرة الخطاب الحوثي في الإعلام تحمل نفس مفردات النظام السابق في السيطرة وفرض الوصاية.. وما وجودهم في صنعاء إلا بمثابة انقلاب على السلطة الحالية.

 

يتضح ذلك في لغة خطاب الحوثي الذي يملي شروطه على الرئيس عبد ربه منصور ويعطي له التوجيهات وكأنه المرشد العام للجمهورية اليمنية على قرار إيران التي يستقوون بها. والمخيف في خطابهم هو التضليل وإنكار الحقائق والكذب على الملأ.

 

فاحد الصحفيين سأل محمد عبد السلام الحوثي في قناة أزال عن دعم إيران لهم, فأجاب بالنفي القاطع.. مع أن العالم كله يرى الدعم الإيراني لهم وكذلك تصريحات الإيرانيين بدعم الحوثيين في اليمن تفضح كذب الحوثة فهذا علي اكبر ولاياتي يصرح للإعلام بدعم إيران للحوثة.. ومثل هكذا سلوك ينزع ثقة الجنوبيين من الحوثة.

 

أنا من اشد المتعصبين ضد أقوال القاعدة وأفعالها وأنها إرهاب واضح.. واليوم أضيف الحوثيين.. لأنهما وجهان لعملة واحدة فكلاهما إرهابيين والإرهاب ملة واحدة.

 

ألا ترى أن الحوثيين وهم يصرخون بشعارهم ليل نهار “الموت لأمريكا…” وعند احتلالهم لصنعاء لم تسلم من عبثهم إلا السفارة الأمريكية لا بل أنهم يحرسونها علناً فماذا يعني ذلك؟!.

 

قد تتساءل لماذا اكره الوحدة وأحب الانفصال.. وأقول لك: لقد جعلونا بعد94م- مواطنين من الدرجة الثانية وحسّسونا بأننا محتلون, وأعطيك مثالاً: في إحدى الإدارات سجلوا كشفين بالموظفين.. كشف (أ) وكشف (ب) وطبعاً كشف (أ) للشماليين وكشف(ب) للجنوبيين.. وأشياء أخرى لا داعي لنشرها, فهل بعد هذا الوضوح من وضوح؟!.

 

*هل ترى أن مؤشرات الانفصال أقوى من البقاء في الوحدة ؟

 

– نعم وما يحدث اليوم في اليمن من صراعات طائفية ومذهبية حوثية – مهما تلونت- لهو اكبر دليل على قرب حدوث الانفصال، فالجنوبيون ليس لديهم نفس طائفي أو مذهبي ولن يقبلوا بها في بلدهم..

 

كما أن إخواننا في الشمال لا يستطيعون- في المدى المنظور – إقامة دولة مدنية تكون السيادة فيها للنظام والقانون.. فالعالم يسير إلى الأَمام “بفتح الألف” وهم يسيرون إليه بكسرها “كسر الألف”.. إنهم يريدون العودة إلى الحاكم بأمر الله.

 

*إذا ما حصل الانفصال :هل ترى أن مكونات الحراك لن تقود الجنوب إلى الصدام؟

 

– لا أظن أن الجنوبيين – بعد معاناتهم- سيعودون إلى مربعات الماضي الأسود من الصراع والسبب أنهم قد اكتسبوا خبرة كبيرة وفهماً عالياً يبعدوهم عن العودة إلى مربع العنف..

 

*كلمة أخيرة تود قولها؟

 

– أدعو الجنوبيين إلى التصالح والتسامح وطي صفحة الماضي والتوحد في وجه التحديات الكبيرة والمتسارعة ونبذ الخلافات العبثية لأنها ستجعلنا فريسة سهلة للطامعين في السيطرة على الجنوب بالنظر إلى ثرواته الكبيرة التي يسيل لها اللعاب..

 

وأتمنى من كل قلبي أن يتفق الجنوبيون سريعاً على حامل واحد للقضية الجنوبية فعدم وجوده هو العائق الوحيد أمام استعادة الدولة والوطن.. وأتمنى من إخواننا في الشمال أن يتفهموا موقفنا ويحترموا خياراتنا وسنظل إخوة أشقاء وجيراناً أوفياء لبعضنا نحفظ حقوق الجوار.

qw

أخبار ذات صله