fbpx
إمام الحرمين: السعودية لم تكن داعية حرب.. و«عاصفة الحزم» تأتي لحماية مقدساتها
شارك الخبر

يافع نيوز – الشرق الاوسط

شدد إماما وخطيبا الحرمين الشريفين، على أن السعودية حينما أمرت ببدء عمليات «عاصفة الحزم» تأتي لحماية وحراسة مقدساتها، وأنها لم تكن يومًا داعية للحروب، محذرين من الانسياق وراء الشائعات التي تؤثر على المعنويات والعزائم.

وقال الشيخ صالح آل طالب إمام وخطيب المسجد الحرام، خلال خطبة الجمعة، أمس: «السعودية لم تكن يوما داعية حرب، وليس في تاريخها تجاوز أو عدوان، ولكن إذا لم يكن إلا الأسنة مركبا فما حيلة المضطر إلا ركوبها»، مبينًا أن المملكة قادت التحالف لإحقاق الحق ودحر الباطل حراسة للمقدسات وحماية لبيضة المسلمين، وانتصارًا لأهل اليمن المضامين.

وأضاف: «من بركات هذه العاصفة أن تسقي ماء الأمل قلوبا طال صداها وأوشك ظلام اليأس أن يطويها فقد رأوا كيف في ليلة بدأت كواحدة من ليال القهر واليأس، لكنها لم تنتصف حتى دخلت تلك الليلة التاريخ بما حملت من بشرى، وأزالت من ذل وما قلبته من موازين وغيرت من سياسات».

وأشار آل طالب مع بدء عمليات إعادة الأمل للشعب اليمني يظهر شرف مبادئ السعودية في إنهاء عاصفة حققت مرادها في أقل من شهر، وأوقفت العصف عند تحقق المراد. لقد كشفت الأحداث زيف المبطلين وأظهرت عوار المفسدين.

ووجه أمام الحرم المكي للقوات المرابطة قائلا: «أنتم يا جنودنا البواسل من المقاتلين والمرابطين في الثغور فلقد كففتم الشر عن بلاد المسلمين، ورفعتم راية الحق والعدل وبلغتم ذروة المجد والشرف. إنا لنرجو أن يكون عملكم جهادا ونصركم فتحا وموت من مات منكم شهادة. احتسبوا واصبروا إن الله مع الصابرين، فإن أزهار أمل الأمة تفتحت بأقدامكم وأمانيها القديمة بعثت بحزمكم ولا يأخذنكم الزهو والاستعلاء، فقد حاسب الله خير مجاهدين لما أعجبوا بكثرتهم».

ووجه نداء لعامة المسلمين بالالتفاف حول ولاة الأمر قائلاً: «اليوم هو يوم اجتماع الكلمة ووحدة الصف، ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم. الوحدة والتماسك في نسيج المجتمع الواحد وبين الشعوب المسلمة، يجب أن نترفع عن كل الخلافات وأن نتحد على ما نحن بصدده، وأن نحذر كل ما يؤدي إلى الخلاف والتضعضع وتفتيت الداخل أجلوا خلافاتكم، وتناسوا خصوماتكم. كفى تخوينا لبعضكم بعضا على رأي أو آراء، كل فرد منكم هو رجل أمن وعلى ثغر والحذر من الإشاعات والأخبار الملفقة ولا تدفعنكم شهوة السبق في نقل الأخبار إلى الإشاعة، دون تثبت فكم من خبر مصدره العدو تبرع الضحايا في إذاعته بينهم، ليفت في عضدهم. أنتم الرداء لجنودكم، ادعوا لهم وثبتوهم أسعدوا وأيدوا الجنود الذين هم في الرباط وعلى حدود البلاد واخلفوهم في أهلهم خيرا».

وفي المدينة المنورة، حذر الشيخ حسين آل الشيخ إمام وخطيب المسجد النبوي، من الانسياق وراء الشائعات التي هي سبيل المنافقين والكفار في تفتيت الصف الإسلامي، مبينًا أنها مسلك مذموم ومنهج يسلكه الأعداء والمتربصون لحصول الهزيمة المعنوية والوقوع في الفتنة والأمور المشينة للتأثير على المعنويات والعزائم، وأن الواجب على أهل بلاد الحرمين في الوقت الذي توجه إليهم سهام الأعداء المتعددة أن يجتمعوا مع قائدهم خادم الحرمين الشريفين، ويكون كل فرد جنديا يحفظ الله به الأمن والرخاء والاستقرار التي هي مقاصد ضرورية يجب مراعاتها وحفظها والدفاع عنها خاصة وقت الشدائد والأزمات.

من جانبه, حث الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي عام السعودية رئيس هيئة كبار العلماء رئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، القوى الأمنية والعسكرية، على عدم إفشاء أسرار الأمة، وأن يكتموها ويعالجوا القضايا بالحكمة والخلق الحسن.

وبين مفتي السعودية، خلال إلقائه خطبة أمس (الجمعة)، التي ألقاها في جامع الإمام تركي بن عبد الله وسط الرياض أن الجنود مؤتمنون على الدفاع عن الدين والأمن والبلاد، مطالبهم بالصبر والاحتساب والشجاعة بكل أمانة وإخلاص، والاستماع وتنفيذ أوامر القادة.

وحذر مفتي السعودية من التعرض لما يضر الأمة، والسعي للتفريق في قضاياها الكبيرة، أو أن تكون من الأعداء ضد أمتك فيما يفرق شملهم ويشتت كلمتهم ويؤلب جمعهم ويذهب قوتهم؛ فهذه خيانة، والخائنون لأمتهم هم الذين يقفون مع أعداء الأمة، فلا يبالون بخيانة الأمة، يظهرون في الظاهر أنهم معهم، وهم بالباطن خونة لهم مع الأعداء يساندونهم على أمة الإسلام لإضاعة الأمة وإضعاف كيانها وإضعاف شأنها. وبين أنه «من الواجب طاعة ولي أمرها والسمع والطاعة له في المعروف والتعاون معه فيما ينفع الأمة ويوحد صفها ويعلي شأنها، أما الخارجون عن طاعة ولي الأمر، أو الذين يخالفونه في تنفيذ أمره، فهذه خيانة، فلا بد من طاعة ولي أمرنا بالمعروف»، داعيًا الإعلاميين أن يتخذوا الإعلام المؤيد للأمة، والبعد عن الأكاذيب وتأليب الصراع.

من جانب آخر، أكد الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، خلال إلقائه خطبة الجمعة بجامع خادم الحرمين الشريفين بمدينة جيزان، أن الارتباط الدائم والوثيق بين نعمة الأمن والأمان، واجتناب عبادة الأصنام، أن نعمة الأمن والأمان تستوجب منّا جميعا أن نكون عينًا ساهرةً، وأن نكون رجال أمن للغيرة على عقيدتنا وأمننا. وبين السديس أنه لا يجوز أن يُعرض الأمن في بلاد الحرمين الشريفين لأي نوع من أنواع الفوضى، محذرًا من أسباب الفرقة والاختلاف.

وأكد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، أن أمن السعودية أمن للمسلمين جميعا، داعيًا الأمة الإسلامية إلى أن تعيش حياة الوسط والاعتدال، مشددا على أن الخروج عن هذا المنهج الوسط هو الظلال المبين، فكل الويلات جاءت بسبب الغلو والتكفير والتفجير، أو التساهل والتخلي عن الثوابت.

وأشار الشيخ الدكتور السديس إلى ما عاناه الإخوة في اليمن من فئة باغية أرادت تعكير صفو حياتهم حتى رأينا من تلك الفئة ما يبعث على الأسى، فأخلوا بأمن اليمن الشقيق وحدود بلاد الحرمين الشريفين، مبرزا موقف خادم الحرمين الشريفين الذي سجل مواقف شجاعة بالحسم وقطع دابر الظالمين، «انتصارا لإخواننا في اليمن، فكانت (عاصفة الحزم) دحرا للمفسدين وردا لعدوانهم، فحققت الشرعية والأمن، ونصرت المظلوم ودفعت الظالم».

وشدد السديس على أن إعادة الأمل في الأمة نهج قويم حثّ عليه الكتاب والسنة، ومواكب لمقاصد الشريعة الإسلامية، وانتصار للأمة وإعادة للأمل في النفوس، وإتاحة لفرصة البناء والإعمار.

أخبار ذات صله