fbpx
ذمار تنتفض ضد الحوثيين.. والمقاومة تتقدم في عدن.. ومواجهات مشتعلة في تهامة
شارك الخبر

يافع نيوز – الشرق الاوسط

بينما تشهد محافظة الحديدة، التي تسيطر عليها جماعة الحوثي المسلح، غرب اليمن، توافدا من أبناء مديرياتها للانضمام إلى المقاومة الشعبية المسلحة ضد المسلحين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح،

وشهدت محافظة ذمار الشرارة الأولى للانتفاضة الشعبية ضد جماعة الحوثيين المسلحة، حيث بدأت الشرارة انطلاقها من مدينة مغرب عنس، بمحافظة ذمار، عند قيامهم بطرد جماعة الحوثي المسلحة من المديرية والسيطرة على كافة النقاط التي كان يسيطر ويتمترس عليها المسلحين الحوثيون بعد فرارهم من مديرية القفر، بمحافظة إب؛ الأمر الذي يُعد الخطوة الأولي من نوعها يقوم فيها محافظة أبناء ذمار، الواقعة تحت سيطرة المسلحين الحوثيين، في حين يؤكد مراقبون لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه الانتفاضة قد تتسع في الأيام القادمة ضد الميليشيات المسلحة في المحافظة التي تُعد أحد معاقل الزيدية والمعقل الثاني لجماعة الحوثيين المسلحة بعد صعدة».

وقال مصدر محلي لـ«الشرق الأوسط» إن «العشرات من المسلحين من أبناء مديرية مغرب عنس، أجبروا جماعة الحوثي المسلحة الحوثية على مغادرة نقاط التفتيش التي كانت قد نصبتها في الأسبوع الماضي في بعض المناطق بالمديرية عندما لجأت إليها بعد أن دحرتها قبائل مديرية القفر بمحافظة إب».

وأكد المصدر ذاته أن «المسلحين من أبناء قبائل مغرب عنس سيطروا على جميع النقاط التي كان المسلحين الحوثيين يتمترسون فيها وفي مداخل المديرية وحدودها مع مديرية القفر المجاورة لها من الجهة الجنوبية، وأن هناك تنسيق قائم بين قبائل مديريتي مغرب عنس بمحافظة ذمار، والقفر بمحافظة إب المتجاورتين».

وحذر عدد من مشايخ وعقال أبناء محافظة ذمار من تحول الأحياء السكنية إلى ثكنات ومخازن للسلاح ما يعرض حياة المدنيين للخطر، ودعوا في بلاغ لهم، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، «جماعة الحوثي والوحدات العسكرية والأمنية للعمل على تجنيب المدينة المسالمة كل الأسباب التي تضر بأبنائها، لأنهم المسؤولون اليوم عما يجري في البلاد، وذمار لا حاجة لها بأي تجمعات مسلحة ولا تخزين للأسلحة، فأهلها يرفضون اللجوء للسلاح كما يرفضون قيام أي طرف بمهام الدولة أو تمكين قيادات الدولة لأي طرف من القيام بأعمالها».

وطالب المشايخ إخلاء المؤسسات الحكومية من المجاميع المسلحة والأسلحة، وكذا إخراج الأسلحة من المخازن التي استحدثت لها والمنازل في أحياء المدينة وحاراتها حفاظا على سلامة المدنيين الأبرياء. محملين محافظ المحافظة وجماعة الحوثي المسلحة وقيادات المحافظة المسؤولية عما سيحدث نتيجة تعريض أبناء مدينة ذمار لمخاطر قصف الطيران الذي يرصد الثكنات ومخازن الأسلحة والمجاميع المسلحة.

وتستمر جماعة الحوثي المسلحة في التصعيد من انتهاكاتهم التي تطال الكثير من الشخصيات الاجتماعية والدينية والناشطين الحوثيين والسياسيين والصحافيين والشباب وقيادات الحراك المناهضين للانقلاب الحوثي على الشرعية الدستورية والمؤيدين لعملية «عاصفة الحزم» ضد المعاقل العسكرية للحوثيين والرئيس السابق صالح؛ الأمر الذي أشعل فتيل الغضب الشعبي لدى أبناء تهامة الذين قرروا البدء في انتفاضة شعبية لطرد الحوثيين من تهامة ككل وجميع المرافق الحكومية التي استولت عليها بما فيها ميناء الحديدة، ثاني أكبر ميناء في اليمن بعد ميناء عدن، أكد شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» أن «المواجهات بين المسلحين الحوثيين وشباب المقاومة في تهامة ما زالت مستمرة، وأن هذه الأخيرة استهدفت طقما خاصا بالحوثيين بقنبلة يدوية وتم تبادل لإطلاق النار في مدينة العمال بالحديدة».

وأوضح الشهود أن «المسلحين الحوثيين يستمرون بحملة الاعتقالات ومنها قيامهم بعملية اعتقالات لشباب كانوا موجودين أمام سوق عثمان، في مدينة الحديدة، بعد اشتباك دار بين المسلحين الحوثيين ومسلحين».

وكان أبناء إقليم «تهامة» في مدينة الحديدة قد بدأوا المقاومة الشعبية المسلحة ضد المسلحين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح منذ أيام، مطالبين بطرد الحوثيين من تهامة ورفضهم احتلالها من قبل الميليشيا المسلحة وتأكيدا على التمسك بإقليم تهامة دون هيمنة أو وصاية، والإفراج عن جميع المعتقلين في سجون الحوثيين بما فيهم مؤسس ورئيس الحراك التهامي السلمي، العميد خالد خليل والقيادي في الحراك المهندس محمد عمر مؤمن، الذي اختطفته الجماعة يوم أمس واقتاده إلى مكان مجهول.

في المقابل، أطلق ناشطون يمنيون على صفحات التواصل الاجتماعي «فيسبوك» و«تويتر» دعوة إلى أبناء العاصمة اليمنية صنعاء لإطلاق مقاومة شعبية مماثلة لمقاومة الجنوب والخروج في احتجاجات شعبية ضد جماعة الحوثي المسلحة والموالين للرئيس السابق علي عبد الله صالح.

وقال الناشطون في منشوراتهم وتغريداتهم على صفحة التواصل الاجتماعي «يجب على المواطنين في صنعاء على وجه التحديد الخروج في احتجاجات شعبية مسلحة ضد التحالف الخبيث القائم بين علي عبد الله صالح وجماعة الحوثيين التي نفذت انقلابا على الشرعية الدستورية، وأن الشعب قام بثورة شعبية في 2011 ضد الظلم والفساد وأعداء الدولة المدنية الحديثة فكيف يسكت حاليا على عودة نظام صالح تحت عباءة الحوثيين».

وأضافوا «عدن المدنية تقاوم تحالف صالح والحوثيين بكل ما لديها من قوة من أجل رفض الانقلاب، فكيف بصنعاء التي كانت منارة للثورة لم تحرك ساكنا، يجب الخروج الآن بعد أن نهضت تعز وإب ومأرب وحضرموت وأبين والضالع، ماذا تنتظر باقي المحافظات والعاصمة على وجه التحديد، فسكوتها يثبت أنها تقبل الوصايا المفروضة من قبل جماعة إيران (الحوثيين) ونظام صالح، أين المسيرات المليونية التي كانت في الستين؟!، أين من يقول (لا) في وجه جماعة ونظام فاسدين». مشيرين إلى «أن الأوضاع المتردية في كل المحافظات اليمنية تدفع بالمواطنين إلى التحرك سريعا والنهوض كباقي المحافظات من أجل رفض الانقلاب الذي يتزعمه عبد الملك الحوثي وعلي صالح في تحالف بدء ينهار عقب اتفاق الدول العربية على عاصفة الحزم».

في غضون ذلك، لا تزال المواجهات محتدمة بين المقاومة الشعبية وميليشيات صالح والحوثي في محافظة عدن الجنوبية، وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن هذه المواجهات متركزة في أطراف مدينتي المعلا وخور مكسر اللتين تدور بهما معارك ضارية إذ شوهدت عصر أمس الخميس دبابة موالية لصالح والحوثي وهي متمركزة بجوار شرطة المعلا وتطلق نيرانها صوب الجبل الغربي المحاذي الموجدة به جماعة من أفراد المقاومة المسلحة برشاشات متوسطة، وفي اتصال أجرته الصحيفة بعدد من سكان المدينة أكدوا استمرار هذه المواجهات الحاصلة في نطاق المساحة الموجودة بها مطاحن الغلال ومحيطها الواقع فيه عدة مبان مثل فندق معلا بلازا وعمارة أولاد ثابت وشرطة المعلا وسواها من المنشآت التي تمترست بها ميليشيات وقناصة صالح والحوثي ومنذ قرابة الأسبوع وهي متحصنة بداخل هذه المباني وتقوم بأعمال قنّاصة وضرب عشوائي وتخريبي. إلى ذلك قال قائد في المقاومة الشعبية بجبهة البريقة غربا لـ«الشرق الأوسط» إن يوم أمس الخميس حققت المقاومة تقدما على الأرض بحيث باتت تسيطر الآن على المساحة الممتدة من مصنع الحديد القريب من مدينة الوهط بمحافظة لحج شرقا وحتى مدينة الفردوس غربا والمتاخمة لمنطقة عمران على الشريط الساحلي، وأضاف القائد الميداني أن ميليشيات صالح والحوثي تحتمي الآن في مزارع منتشرة حول مدينة الوهط وكذا في عمران الساحلية التي انسحبت إليها أول من أمس. وفي مدينة خور مكسر أفادت معلومات عن اشتباكات ما زالت تسمع أصواتها في مثلث الكورنيش والعلم والصولبان وذلك عقب ضرب الطيران يوم أمس لمواقع يتواجد بها اتباع صالح والحوثي إذ كانت الطيران قد ضربت تجمعا وآليات في فندق الرحاب على الكائن في كورنيش ساحل أبين كما ضربت تجمعا آخر في جولة فندق ميديكور الواقع على ذات الطريق الساحلي، علاوة على ضربات أخرى استهدفت مطار عدن وجزيرة العمال وجولة السفينة وأماكن مختلفة تواجدت بها تجمعات أو تعزيزات متجهة إلى عدن. وفيما المعارك على أشدها بين شباب المقاومة وميليشيات صالح والحوثي قال سكان مدينة كريتر لـ«الشرق الأوسط» إن تيار الكهرباء قد عاد إلى منازلهم وبعد أربعة أيام متتالية على انقطاعها كليا عنهم، وأكد هؤلاء أن المدينة بدأت تتنفس الاستقرار تدريجيا خاصة بعد تمكن المقاومة فيها من السيطرة على معظم أرجاء المدينة التي عاشت أياما من المواجهات المسلحة والتي انتهت بدحر ميليشيات صالح والحوثي إلى تلال معاشيق شرق المدينة وعزلها هناك، اشتباكات من بعد ضربات الطيران وحتى اللحظة وحديث عن عشرين قتيلا بين الميليشيات إثر صواريخ الطيران.

وفي محافظة الضالع شمال عدن شن طيران التحالف ضرباته الجوية ظهر أمس الخميس على مواقع توجد بها قوات الرئيس الأسبق وزعيم ميليشيات الحوثي، وقال مصدر في جبهة الضالع لـ«الشرق الأوسط» إن غارات الطيران استهدفت ظهر أمس مجموعة أهداف عسكرية منتشرة في شمال وشرق مدينة الضالع، وأكد المصدر أن طيران التحالف قصف موقع جبل الخزان وكذا معسكر قيادة اللواء 33 مدرع والاثنان يقعان في الناحية الجنوبية الشرقية من مدينة الضالع فيما قصفت الطيران أهدافا أخرى تمثلت بمبان للسلطة المحلية والأشغال العامة والطرق في منطقة سناح وكذا نادي النصر الرياضي بمنطقة الجليلة ومبنى صندوق الرعاية الاجتماعية وموقع الخربة والثلاثة الأخيرة واقعة في منطقة الوسط شمال مدينة الضالع، وأضاف المصدر أن ضربات أمس حققت أهدافها جميعا وبدقة وفاعلية كبدت الميليشيات خسائر في الأرواح والعتاد إذ شوهدت موقع وآليات ودبابات القوات المتمردة على الشرعية وهي محترقة فيما سيارات الميليشيات تقوم بنقل القتلى والجرحى إلى مدينة قعطبة المجاورة. من جهة ثانية كانت مدينة الضالع قد شهدت اشتباكات وبمختلف الأسلحة خلال ساعات المساء من أول من أمس الأربعاء، وقال قائد عسكري في المقاومة الشعبية بمدينة الضالع لـ«الشرق الأوسط» إن هذه الاشتباكات ناتجة عن محاولة اختراق أقدمت عليها ميليشيات الحوثي ومحاولة التقدم هذه تمت مواجهتها والقضاء عليها وذلك بعد تمكن المقاومة من قتل شخصين وأسر أربعة أشخاص إلى جانب تدمير الطقم الذي كانوا يستقلونه.

هذا وكانت المواجهات قد اندلعت في جبهات مختلفة من الضالع إثر اندلاع الغارات مباشرة إذ سمعت أصوات الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة طوال ساعات الظهيرة والعصر وحتى أذان المغرب، وأفادت المعلومات الأولية عن مهاجمة المقاومة لعدة مواضع منتشرة على الطريق الرئيس الرابط بين مدينتي الضالع جنوبا وقعطبة شمالا وذلك فور غارات الطيران على مواقع تتجمع بها آليات وأفراد الميليشيات حيث قال مصدر طبي في مدينة قعطبة لـ«الشرق الأوسط» إن قتلى وجرحى صواريخ الطيران عشرات الأشخاص، منوها بأن مستشفى المدينة وصل إليه نحو عشرين قتيلا.

أخبار ذات صله