fbpx
مقاتلو المعارضة السورية “يعذّبون” أسيراً أجنبياً برقصة الدبكة الحورانية
شارك الخبر

يافع نيوز – الأناضول

بثّ ناشطون سوريون على شبكات التواصل الاجتماعي على الانترنت، تسجيلاً مصوراً يظهر عنصرين من مقاتلي المعارضة وهما يدرّبان أسيراً أجنبياً وقع بأيديهم وهو يقاتل إلى جانب قوات النظام، على “الدبكة الحورانية” التي تشتهر بها منطقة حوران في جنوب غربي سوريا.

وظهر في التسجيل، الذي اطلع مراسل “الأناضول” عليه، عنصرا المعارضة وهما واقفان يرتديان زياً عسكرياً، فيما وقف بينهما الأسير ذو الملامح الأسيوية وهو يرتدي زياً عسكرياً أيضاً، ليبدأ العنصران بالدبكة وغناء الأهازيج ويطلبان من الأسير تقليدهما والتعلم منهما.

وفيما كان عنصرا المعارضة مستمتعان بـ”الدبكة” وغناء الأهازيج الشعبية المرافقة لها، لم تبدو على وجه الأسير علامات الرضا والارتياح لما يقوم به، إلا أنه لم تبدو عليه أيضاً علامات تعذيب كما لم يظهر في الفيديو قيام أحد بتعنيفه أو الإساءة إليه.

و”الدبكة” وهي رقصة فولكلورية شعبية منتشرة في بلاد الشام (سوريا، لبنان، فلسطين، الأردن) وهي تمثل جزءا من تراث تلك البلدان، وتمارس غالباً في المهرجانات والاحتفالات والأعراس وتختلف طريقة أدائها من منطقة لأخرى، فيما تتميز “الدبكة الحورانية” بطولها حيث تستمر أحياناً لعدة ساعات خلال حفلات الأعراس أو الاحتفالات الكبرى، ويمثل طول أدائها دليلاً على الرجولة وقوة مؤدّيها.

وفيما رأى بعض المعلّقين على التسجيل المصور من رواد التواصل الاجتماعي، أن آداء “الدبكة” بالنسبة للأسير نوع من أنواع التعذيب، خاصة أنه لا يعرف حكماً أصولها أو الغاية منها، اعتبر آخرون أن المقاتلين يقومان بتسلية الأسير والترويح عن نفسه وتعليمه الفلكلور الذي يعتزان به خاصة أنهما لم يتعرضا له بأي إساءة.

ولم يتسنّ لمراسل “الأناضول” التأكد من صحة التسجيل من مصدر مستقل، كما لم يتسنّ له معرفة الفصيل المسلح الذي ينتمي له العنصران، خاصة أنه يتواجد في محافظة درعا عدد كبير من الفصائل المسلحة المعارضة مثل الجيش الحر وجبهة النصرة وفصائل إسلامية أخرى.

ووقع خلال الأسابيع الماضية عشرات الأسرى من قوات النظام بيد قوات المعارضة في محافظة درعا الواقعة ضمن ما يسمى “سهل حوران”، وذلك خلال المعارك التي يسعى خلالها مقاتلو المعارضة للسيطرة على مناطق ما يزال النظام يسيطر عليها في المحافظة التي تلقب بـ”مهد الثورة”، كونها احتضنت أولى المظاهرات التي اندلعت ضد النظام في مارس/ آذار 2011.

وكان من بين الأسرى من قوات النظام جنود أجانب يقاتلون إلى جانب قوات النظام من الحرس الثوري الإيراني إضافة إلى مقاتلين من حملة جنسيات أفغانية وشرق آسيوية.

وعادة ما يحافظ مقاتلو المعارضة على الأسرى الذين يقعون بقبضتهم من قوات النظام، بانتظار إجراء صفقات تبادل للأسرى مع النظام لإطلاق سراح معتقلين في سجونه.

واستعان النظام السوري منذ مطلع عام 2013، بميليشيات ومقاتلين أجانب للقتال إلى جانب قواته التي تكبدت خسائر كبيرة في القتال المستمر مع قوات المعارضة منذ أربع سنوات، ومن أبرز تلك المليشيات إلى جانب حزب الله اللبناني، “كتائب أبو الفضل العباس″ و”حزب الله العراقي”، وغيرها من الفصائل الشيعية، إضافة إلى مقاتلين وخبراء من الحرس الثوري الإيراني، فضلاً عن مقاتلين متفرقين أو ما يسمون بـ”المرتزقة” الذين يكون غالبيتهم من الشيعة ويقاتلون إلى جانب النظام الذي ينتمي رئيسه بشار الأسد وأركان حكمه للطائفة العلوية، التي تعتبر فرقة من فرق الشيعة.

أخبار ذات صله