fbpx
أسطول إيران البحري في باب المندب يهدّد التجارة العالمية
شارك الخبر

يافع نيوز – العربي الجديد

بعد مرور أكثر من ثلاثة أسابيع على “عاصفة الحزم” التي أطلقها تحالف عربي بقيادة السعودية ضد جماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن، تفاقم الصراع عقب تحريك إيران لقطع من أسطولها البحري لتعزيز تواجدها في خليج عدن وقبالة مضيق باب المندب، ما يهدّد حركة التجارة العالمية. وحسب محللين ومسؤولي شركات ملاحة لـ”العربي الجديد”، لن تتوقف مخاطر الحرب على

الملاحة عند مضيق باب المندب، بل ستطال إمدادات النفط وحركة السفن في قناة السويس شريان الملاحة العالمية، كما سترفع من تكلفة الملاحة بالمنطقة وتؤثر سلباً على اقتصاديات بعض الدول العربية. وكانت مصادر عسكرية أميركية كشفت في وقت سابق، أن أسطولاً إيرانياً مؤلفاً من سبع إلى تسع سفن حربية يتجه نحو اليمن، في وقت تصاعدت فيه المخاوف الأميركية من مجابهات سعودية إيرانية قد تغرق المنطقة في حرب إقليمية، وأرسلت إيران الأسبوع الماضي مدمرتين إلى المياه الدولية في مواجهة السواحل اليمنية، تحت غطاء مكافحة القرصنة. ارتفاع التكلفة وتعطل الملاحة وفي هذا إطار تأثيرات اشتعال الصراع على مضيق باب المندب على اقتصاديات المنطقة، قال الخبير الاقتصادي عبد الناصر المودع لـ” العربي الجديد” إن توجه إيران إلى تكثيف قواتها البحرية في المياه الإقليمية الدولية في خليج عدن قد ينقل الصراع من إطاره اليمني إلى صراع اقليمي بين إيران ودول التحالف العربي، ما يؤدي إلى آثار سلبية على حركة التجارة والملاحة البحرية وإمدادات نقل النفط عبر مضيق باب المندب. وأكد المودع أن إيران كانت تدفع حلفاءها الحوثيين للسيطرة على باب المندب، بما يمكنها من السيطرة على أكبر قدر من المضايق العربية، للتحكم في حركة التجارة العالمية. وأوضح المودع أن إرسال إيران أسطولها البحري إلى خليج عدن بعد فترة قليلة من إرسالها سفن حربية، هدفه بعث رسائل إلى السعودية ومصر وبقية دول التحالف، بأنها جاهزة لدعم حليفتها في اليمن جماعة الحوثيين التي تتعرض لقصف جوي دخل أسبوعه الرابع في إطار عملية “عاصفة الحزم”، مشيراً إلى أن التدخل الإيراني سيؤثر بشكل مباشر على الملاحة في قناة السويس في حالة تفاقم الأوضاع. وبدأت مصر في إجراء توسعات جديدة في مشروع قناة السويس في أغسطس/الماضي، وتم جمع 64 مليار جنيه (9 مليارات دولار)، عبر شهادات بفائدة 12 %، لتمويل المشروع، ما يهدّد مصر بخسائر فادحة في حالة تفاقم الصراع على مضيق باب المندب، حسب المودع. ومن جانبه قال مدير التأمين البحري في شركة كاك اليمنية للتأمين، على الشميري، لـ”العربي الجديد”، إن تفاقم الصراع في المنطقة يبعث رسائل سلبية إلى شركات الملاحة والشحن العالمية، بأن منطقة خليج عدن وباب المندب أصبحت منطقة خطرة مع احتمالات اشتعال حرب إقليمية.

وأكد الشميري أن الصراع الدائر في اليمن أدى إلى تشديدات من الشركات العالمية، من معيدي

التأمين بالنسبة لتغطية المخاطر السياسية في اليمن، مشيراً إلى أن التواجد الإيراني قد يؤدي إلى توقف هذه الشركات تماما عن منح ضمانات للشركات اليمنية لان الصراع يتفاقم ويتسع.

وأوضح مدير عام شركة الحلال اليمنية للملاحة أحمد الحسني، لـ”العربي الجديد”، أن تزايد النفوذ الإيراني في هذه المنطقة المهمة سيرفع تكاليف الملاحة بل ويهدّد بتعطلها.

وقال الحسني، إن “حدوث أي تحرش من البحرية الإيرانية بالقوات البحرية للتحالف العربي،

سيؤدي إلى رد فعل قوي وإلى انعكاسات مباشرة على حركة النقل البحري، وإمدادات النفط”.
ويكتسب المضيق أهمية عالمية حيث يعبر نحو 4 ملايين برميل من النفط يومياً عبر باب المندب إلى أوروبا وأميركا.

إمدادات الطاقة في خطر

وأكدت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري الصادر السبت الماضي، أن تفاقم الصراع المسلح في اليمن، زاد المخاوف بشأن أمن إمدادات الطاقة من الشرق الأوسط.

وقالت الوكالة، التي تقدم استشارات للدول المستهلكة للنفط، إنه في الوقت الذي يعد فيه اليمن منتجا صغيرا للخام ولا يشكل إنتاجه سوى جزء ضئيل في الإنتاج العالمي، فإن مجاورته للسعودية أكبر مصدر للنفط في العالم تدفع أسواق النفط العالمية في حالة قلق.

وأظهرت بيانات تتبع حركة السفن، الأسبوع الماضي، أن ما لا يقل عن أربع ناقلات للنفط والغاز المسال كانت متجهة إلى اليمن غيرت مسارها بسبب الصراع الدائر.

وأضاف تقرير وكالة الطاقة الدولية أن “تفاقم الصراع قد يعرض ممرات ملاحية حيوية للخطر، أو يجر القوى الخليجية إلى حرب بالوكالة في شبه الجزيرة العربية، حيث يوجد أكبر حقول النفط في العالم”.

وتصدر دول الخليج المنتجة للنفط خاماتها عبر خليج عدن على الساحل الجنوبي لليمن وعبر مضيق باب المندب بين اليمن وجيبوتي.

وحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية فإن نحو 4% من إمدادات النفط العالمية في 2013 أو ما يعادل 3.8 ملايين برميل يوميا نقلت عبر باب المندب.

كما تقوم السعودية بتشغيل خط أنابيب بترولاين الذي ينقل بشكل رئيسي، النفط من شبكة حقول شرق البلاد إلى ميناء ينبع على البحر الأحمر لتصديره إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

ويتجه نحو ثلثي صادرات النفط السعودية إلى آسيا، وبالتالي ستتعرض الناقلات التي ستبحر عبر مضيق باب المندب وخليج عدن إلى خطر كبير، حيث ينشط القراصنة، في رحلة أطول

بنحو 1200 ميل، والتي تستغرق حوالي خمسة أيام، حسب محللين. ومضيق باب المندب، ممر مائي يصل البحر الأحمر بخليج عدن وبحر العرب، وقد ظلت أهمية باب المندب محدودة حتى افتتاح قناة السويس 1869 وربط البحر الأحمر وما يليه بالبحر المتوسط ومختلف دول العالم. وتحول إلى واحد من أهم ممرات النقل والمعابر على الطريق البحرية بين بلدان أوروبية والبحر المتوسط، وعالم المحيط الهندي وشرقي أفريقيا. وازدادت أهمية الممر، مع ازدياد أهمية نفط الخليج العربي، ويسمح مضيق باب المندب لشتى السفن وناقلات النفط بعبور الممر بيسر على محورين متعاكسين ومتباعدين، ويقدر عدد السفن وناقلات النفط العملاقة التي تمر من خلاله في الاتجاهين، بأكثر من 21000 قطعة بحرية سنوياً. وتبقى أهمية باب المندب مرتبطة ببقاء قناة السويس أولا وممر هرمز ثانيا، مفتوحين للملاحة، أمام ناقلات النفط خاصة، وتهديد هذين الممرين أو قناة السويس وحدها يحول السفن إلى طريق رأس الرجاء الصالح.

أخبار ذات صله