fbpx
حركة النهضة: عاصفة الحزم خيارا اضطراريا لا بد منه لإسقاط القوى الانقلابية
شارك الخبر
حركة النهضة:  عاصفة الحزم خيارا اضطراريا لا بد منه لإسقاط القوى الانقلابية


يافع نيوز – خاص

اصدرت حركة النهضة بياناً هاماً حول الاحداث والتطورات الجارية في اليمن، حيث اعتبرت الحركة ان عاصفة الحزب خياراً اضطرارياً لابد منه لاسقا القوى الانقلاية .

جاء ذلك في بيان صادر عن الحركة ” يافع نيوز ” ينشر نص البيان :

بيان صادر عن حركة النهضة بخصوص تطورا الأحداث في الساحة اليمنية

بسم الله الرحمن الرحيم

لقد عاشت حركة النهضة الأحداث المتسارعة في الساحة اليمنية عمليا في كافة مراحلها، ووجهت أعضائها ومنتسبيها منذ الأيام الأولى للأحداث بضرورة التزام الخيار الشعبي والاصطفاف الوطني كخيار مبدأي في نهج الحركة السياسي والفكري، واليوم وفي لحظة فارقة وعند مفترق طرق في المسارات السياسية تستدعي البيان وتجلية المواقف، فإن الحركة تؤكد لجماهير الشعب مايلي:

أولا: إن أحداث الحادي والعشرين من سبتمبر2014م التي سيطرت فيها الجماعة الحوثية ومن تحالف معها من أركان نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح، على العاصمة اليمنية صنعاء، وما تلاها من أعمال انقلابية باغتصاب مؤسسات الدولة وفرض الحصار المسلح والإقامة الجبرية على رئيس الجمهورية ورئيس وأعضاء الحكومة، ثم إصدار الإعلان الدستوري الذي شرع للمليشيات المسلحة حق التحكم بمصير ومستقبل البلاد، وانتهاء بإعلان التعبئة العامة ضد الجنوب، هي التي جرت اليمن إلى منزلق الحرب المدمرة، وسدت كافة آفاق الحل السياسي السلمي للأزمة اليمنية..

  ومن هذا المنطلق فإن الجماعة الحوثية وحليفها المخلوع والوحدات العسكرية الموالية لهما، هم وحدهم الذين يتحملون المسؤولية الشرعية والقانونية والأخلاقية والتاريخية عن هذه الحرب وما ينتج عنها من مآسي وأضرار في حق الشعب اليمني ومستقبل أجياله القادمة.

ثانيا: إن التدخل الإيراني المباشر في العملية الانقلابية في اليمن منذ خطواتها الأولى، في ظل الصمت المطبق من القوى الدولية العظمى، قد كشف للعالم حقيقة المخطط التآمري الهادف إلى تسليم اليمن  للمحور الاستعماري الجديد..

  وبالتالي فقد أصبحت مسؤولية اسقاط هذا المشروع مسؤولية قومية تقع على عاتق جميع العرب والمسلمين، ولا تقتصر على اليمنيين وحدهم.. وعليه فإن حركة النهضة ترحب بالموقف الإيجابي لدول مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية والدول الإسلامية الداعم للشعب اليمني في خياره المصيري.

ثالثا: إن الحرب الظالمة والعدوان الهمجي الذي تشنه الجماعة الحوثية وحليفها المخلوع على الجنوب، وما تقوم به ميليشياتهم من جرائم حرب ضد المدنيين في مدينة عدن، على خلفيات مناطقية وطائفية، ليؤكد أن تلك القوى هي قوى احتلال متجردة من أبسط مقومات الوحدة الوطنية، وأن هدفها من هذه الحرب هو فرض واقع جديد لنظام سياسي يقوم على الضم والإلحاق والهيمنة السلالية والتمييز العنصري..

  ومن هذا المنطلق تناشد حركة النهضة القوى الوطنية في الشمال والجنوب أن تقوم بواجبها في تحريك انتفاضة شعبية عارمة ذات بعد وطني لإسقاط هذا التحالف الانقلابي العنصري والحفاظ على ما تبقى من مقومات مشروع الدولة اليمنية الاتحادية، ما لم فإن شعب الجنوب قد قرر مصيره بدماء أبنائه أن لا بقاء للوحدة في ظل هيمنة وتفرد هذه القوى السلالية والعنصرية في حكم اليمن.

رابعا: إن التوظيف السياسي السيئ للورقة الدينية من قبل الجماعة الحوثية لتبرير الاجتياح المسلح للمحافظات والمدن الآمنة بدعوى محاربة الإرهاب زوراً وبهتاناً، قد أدى إلى إذكاء الروح الطائفية والانقسام الاجتماعي في المجتمع اليمني..

 ومن هذا المنطلق فإن حركة النهضة تدعو الجماعات الدعوية والهيئات الشرعية الى القيام بواجبها في نبذ الطائفية، والحفاظ على النهج الشرعي السليم للمقاومة القائم على قواعد دفع الصائل، والهادف إلى كسر الانقلاب وإحباط المشاريع الاستعمارية الأجنبية، كما نناشد علماء المدرسة الزيدية إلى الوقوف بحزم في وجه النزغ الطائفي والجنون السياسي للجماعة الحوثية للحفاظ على أواصر الأخوة الاسلامية ومقومات التعايش المجتمعي بين أبناء اليمن.

خامسا: نحيي المقاومة الشعبية في مدينة عدن الباسلة، التي سطرت أروع ملاحم البطولة والفداء، وأدهشت العالم بصمودها العظيم في ظل شحة الإمكانيات المادية وقلة السلاح وعدم الاستعداد المسبق لمثل هذه الحرب غير المتكافئة.

  إن ما يميز هذه المقاومة الشعبية أنها شبابية الروح، مدنية الطموح، ذاتية المنطلق، واعية في أهدافها في دفع العدوان عن النفس والمال والعرض، وحماية ما تبقى من شرعية الدولة، وكسر مشاريع التمدد الاستعماري الفارسي في المنطقة، وأنها بهذا التميز جديرة بحق أن تكون نموذجا للمقاومة في سائر المحافظات الأخرى.

 ومن هنا ندعو شباب ورجال المقاومة في عدن وسائر المحافظات الثائرة إلى سرعة التواصل لتشكيل حامل سياسي موحد ناطق باسم المقاومة وحامل لأهدافها، بعيدا عن تدخلات القوى السياسية التقليدية، وأن تقدم المقاومة مشروعا للمستقبل وفيا لدماء الشهداء ومحققا لطموحات الأجيال.

سادسا: تتابع حركة النهضة باهتمام بالغ التحركات السياسية الدولية والإقليمية الجارية بخصوص اليمن، وتعبر الحركة عن ارتياحها من الموقف الخليجي الحازم في وجه المشاريع الأجنبية المستهدفة تمزيق المنطقة العربية، وتنظر الحركة إلى عاصفة الحزم باعتبارها خيارا اضطراريا لا بد منه لمساعدة اليمنيين لإسقاط القوى الانقلابية وقطع دابر المخططات الاستعمارية الهادفة إلى فصل اليمن عن محيطه العربي والخليجي، كما تعبر الحركة عن ارتياحها من الموقف العربي الموحد الصادر في مؤتمر القمة العربية، والنجاح المميز للديبلوماسية العربية في مجلس الأمن الدولي في استصدار القرار رقم (2216)..

وبناء على هذه المعطيات فإن حركة النهضة تدعو كافة القوى السياسية اليمنية إلى الاستفادة من هذا المناخ الدولي والدعم الإقليمي غير المسبوق واستغلال فرصة الحوار القادم المرعي دوليا وعربيا وخليجيا، والتوجه إليه بروح وطنية لصياغة مشروع وطني يخرج اليمن من أزماتها المزمنة، ويمكنها من الاندماج في عمقها الخليجي، وينقلها من مرحلة الصراع إلى مرحلة البناء والتنمية والنهضة.

ختاما: تشيد قيادة الحركة بمواقف أعضائها وأنصارها المنضبطة بتوجهها السياسي الداعم للمقاومة الشعبية، والمنحاز سياسيا إلى صف الشرعية، والرافض للانقلاب، والمقاوم للمشروع الاستعماري والفكر الطائفي التمزيقي.. وتحيي الأبطال من أعضائها وأنصارها وعموم شباب المقاومة الصامدين في جبهات الشرف، وتدعو الله لهم بالثبات والنصر والتمكين، وتؤكد عليهم ضرورة الالتزام بالمنطلقات الشرعية للمعركة دون سواها، وتتوجه متضرعة إلى الله العلي القدير بخالص الدعاء للشهداء الأبرار بالرحمة والغفران، وللجرحى بالشفاء والعافية، وللأسرى بالحرية، ولعموم الشعب اليمني بالأمن والاستقرار، إنه سميع عليم.

صادر عن حركة النهضة للتغيير السلمي

عدن

17 ابريل 2015م

 

أخبار ذات صله