fbpx
حزب صالح يتصدع.. والرياض: لا دور لإيران في مستقبل اليمن
شارك الخبر

يافع نيوز – الشرق الأوسط

علمت «الشرق الأوسط» أن الرئيس المخلوع في اليمن، علي عبد الله صالح، يمارس ضغوطا على قيادات حزبه (المؤتمر الشعبي العام) لمنع الكثيرين منهم من الاستقالة أو الانشقاق، في ضوء التداعيات الحالية في اليمن والمواقف الرافضة لعدد من القيادات للتحالف بين صالح وعبد الملك الحوثي، زعيم الحوثيين في اليمن. وقالت مصادر خاصة، إن صالح «في الوقت الذي بات فيه فارًا من ضربات قوات التحالف بسبب تحالفه العسكري مع الحوثيين لاجتياح الجنوب، فإنه يسعى إلى الإبقاء على حزبه متماسكا عبر الضغط على الكثير من القيادات لعدم إبداء مواقف معارضة لتوجهاته، وبالأخص إعلان استقالاتهم». وأشارت المصادر، التي رفضت الإفصاح عن هويتها، إلى أن «حزب المؤتمر بات يعاني تصدعات تنظيمية وسياسية كبيرة، حيث بات أنصاره الحقيقيون في اليمن في حيرة من موقف حزبهم ومن الحرب غير المبررة التي يشارك فيها الحزب وقيادته ضد الجنوب، إضافة إلى تصدعات خارجية، فالصورة المهزوزة لصالح، ازدادت اهتزازا في الخارج عندما بينت مواقفه أنها تخالف كل ما كان يدعيه وتحالفه مع الحوثيين الذين خاض ضدهم ست حروب، إضافة إلى انكشاف خيوط علاقته بالتنظيمات الإرهابية، كتنظيم القاعدة وغيره من الحركات الإرهابية»، حسب المصادر.
وجاء وصول الشيخ سلطان البركاني، رئيس الكتلة البرلمانية لحزب المؤتمر الشعبي العام، عضو الأمانة العامة للحزب (المكتب السياسي) والمقرب من الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، إلى العاصمة السعودية الرياض، تأكيدا لما نشرته «الشرق الأوسط»، الاثنين الماضي، حول انشقاقات واستقالات غير معلنة في حزب المؤتمر الذي يتزعمه صالح. وحصلت «الشرق الأوسط» على نص استقالة البركاني التي وجهها لرئيس الحزب (صالح) وأعضاء الأمانة العامة، وقال فيها: «أتقدم إليكم باستقالتي من عضوية (المؤتمر الشعبي العام)، وذلك لما وصل إليه البلد من حروب واقتتال نتيجة تعنت جميع الأطراف السياسية التي حالت دون الوصول إلى حلول تخرج الوطن مما هو فيه». وأضاف: «لقد بدأت الأزمة مطلع عام 2011، وقد كان موقفي منها واضحًا من خلال وقوفي ودعمي للشرعية الدستورية التي كانت متمثلة بالرئيس السابق علي عبد الله صالح، وهذا الموقف كان منطلقًا من إيماني الكامل بالأنظمة المؤسساتية والتشريعات الدستورية كوسيلة مثلى للوصول للحكم». وقال البركاني في استقالته: «اليوم، أؤكد أنني ما زلت متمسكًا بما كنت أؤمن به بالأمس من خلال دعمي ووقوفي مع الشرعية الدستورية المتمثلة بالأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي، كما أؤكد تمسكي بمبدأ الحوار والسلم كخيار لا مناص منه لتجنيب وطننًا الحبيب الحروب والصراعات». ودعا سلطان البركاني أعضاء حزب المؤتمر الشعبي العام و«بقية الأطراف للعودة إلى جادة الصواب وإعادة الأمور إلى نصابها واستكمال عملية الانتقال السياسي، وذلك بالاحتكام إلى المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني».
كما حصلت «الشرق الأوسط» على رسالة منسوبة إلى نائب رئيس حزب المؤتمر، الدكتور أحمد عبيد بن دغر، وهو نائب رئيس الوزراء وزير الاتصالات السابق، قال فيها إنه رأى حزبه «تقوده العصابة وسلم أمر الجيش الذي بناه (المؤتمر) للحوثي كي يجعلهم دروعا بشرية، لتمرير مشروع إيراني في بلدي اليمن؛ لذلك قررت أن أغادر، ولكن واجبي يحتم عليّ أن أوصل الحقيقة إلى كل يمني غيور على وطنه، وخصوصا قيادة (المؤتمر الشعبي العام)، إخواني في قيادة (المؤتمر).. (المؤتمر) يذبح، والجيش يقدم كبش فداء، والأمر محسوم، فلا تصمتوا حتى ينتهي كل شيء، ويضيع حزب المؤتمر ويضيع ما تبقى من جيشكم، الحوثي يقدم نفسه قوة على حساب المؤتمر وعلى حساب جيش (المؤتمر)، نحن أبناء اليمن العربي وأصل العرب، كيف نتنكر لعروبتنا وأصلنا ونكون فرسا، لماذا لا نكون مع إخوتنا العرب، حتى لو أخطأوا هم في الآخر إخواننا.. الفرس لا يعنيهم أن نعيش أو نموت، إنما الذي يعنيهم أن نكون ورقة في أيديهم يضغطون بها في محادثاتهم.. نحن جزء من اليمن، بل نحن الجزء الأكبر في اليمن فكيف نسلم أمرنا وبلدنا وجيشنا لابن إيران في كهف مران وننسى وطننا تأكله النار».
وتأسس حزب المؤتمر الشعبي العام عام 1982، ومنذ ذلك الحين وصالح يتزعمه، وفي 22 مايو (أيار) عام 1990، وقع علي عبد الله صالح، رئيس حزب المؤتمر، رئيس الشطر الشمالي أو ما كان يعرف بالجمهورية العربية اليمنية، مع علي سالم البيض، أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني، رئيس الجنوب أو ما كان يعرف بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، اتفاقية قيام الوحدة اليمنية، وتقاسم الحزبان السلطة في اليمن لأقل من ثلاث سنوات، ثم جرت أول انتخابات ديمقراطية عامة في البلاد في 27 أبريل (نيسان) 1993، وأنتجت برلمانا وسلطة ثلاثية هي: حزب المؤتمر الشعبي العام، وحزب التجمع اليمني للإصلاح الإسلامي، والحزب الاشتراكي اليمني، قبل أن تدخل البلاد في أزمة سياسية ثم في حرب أهلية اندلعت في أواخر أبريل عام 1994، وبعد الحرب شكل المؤتمر والإصلاح حكومة ائتلافية كمنتصرين في الحرب، وانتهى ذلك التحالف والائتلاف بانتخابات عام 1997، التي انفرد حزب المؤتمر في ضوئها بالسلطة.

أخبار ذات صله