fbpx
ردا على المبادرة البخيتية .. بقلم : رانـيا حسـن زيـــن
شارك الخبر
ردا على المبادرة البخيتية .. بقلم :  رانـيا حسـن زيـــن

 

إنه لشيء يبعث بالتهكم ويبث الاشمئزاز في النفس،عندما نسمع أو نرى مبادرة تصدر من رعاة الحرب على الجنوب واغتصاب السلطة في الشمال لوقف نزيف الدم في المدن الجنوبية وخروج مشرَف لكل الأطراف المتصارعة تمهيدا لإعطاء حق تقرير المصير. تعقيبا لما بادر به الأخ علي البخيتي،نقول له نحن في الجنوب لم تعد تنطلي علينا مثل هذه الترهات والوعود الزائفة والمبادرات السقيمة،فكل ما تقومون به ينصب في ديمومة الانتهاك الصارخ للجنوب وأهله وإيجاد ذرائع وحجج واهية،الهدف منها حبك المؤامرات والتلفيق والقيام بما هو أدهى وأمرّ مما تقبلون عليه،ولأن قواكم خارت وعزائمكم انهارت،تريدون كسب مزيدا من الوقت لتجميع شتاتكم،ولأنكم تفاجأتم بأن لحم الجنوبيين مرّ ولن يكونوا لقما سائغة لكم،وظننتم بأن عدن ستسقط بين ليلة وضحاها كما سقطت عمران وصنعاء وغيرها من المدن،أو بالأحرى لم يكن سقوطا سريعا وهزيلا وإنما كان تسليما طوعيا تم التكتيك له.

وأنتم يا من كنتم تدعوا بأنكم تقفوا إلى جانب القضية الجنوبية ومؤازرتها في مؤتمر الحوار وتم صمخ أذاننا “بالشـــراكة ثم الشـــراكة ولا مناص من الشــــــراكة”،لكن هذه المناصرة لم تصمد طويلا، فبمجرد سقوط عمران وأخواتها أنقلبتم على كل شيء سواء فيما يخص الشمال أو الجنوب،ولم تقبلوا حتى بإقليمين ولا بستة أقاليم وحاصرتم رئيس الجمهورية ورئيس وزرائه وبعض وزراء حكومة الكفاءات(الجنوبيين)وتم منعهم من السفر،وقمتم بقمع المظاهرات المناهضة لكم وأقتحمتم مؤسسات الدولة تحت مبرر حمايتها.فكل هذه الممارسات كنتم تستنكرونها وتنددون بها وتزمجرون في وجه كل من يقوم بها(أنتم وسيدكم)،ويلقي خطابات رنانة لكي تدغدغ عواطف الناس وتستميل عقولهم صوبكم،فقد كنتم تلبسون ثوبا غير ثوبكم الحقيقي،فلقد تكفلت الأحداث الماضية بتعريتكم وسقوط أقنعتكم.

وما أن تمكن الرئيس الوصول إلى عدن،شرعتم بتدبير المكائد وإظهار الدسائس ووجدتم ثغرة لاقتحام الجنوب تحت مسوّغ محاربة الدواعش والتكفيريين ،حقا إنها لمهزلة كبيرة.فبالله عليكم:هل من تقاتلونهم من القاعدة الدواعش؟أنتم موقنون بأنهم أبناء الجنوب ورجال المقاومة الشعبية المؤلفة من أبناء الحراك الجنوبي وأهالي الجنوب وليس هم أتباع الرئيس هادي كما يزيف البعض حقيقة ما يدور في الميدان،ولعلمكم من يقاتل في الجنوب ليس فداءا لهادي ولا لغيره وإنما تضحية للجنوب وشعبه،فكل حصيف مهتدٍ يدرك بأن الوحدة اليمنية ماتت والميت لا يقتل مرتين،ولكن أنتم بشنكم هذه الحرب الجائرة الشرسة كمن يقوم بطعن الميت(الوحدة اليمنية)مررا فهوا حتما لا يشعر وإنما يزداد المنظر دمامة وبشاعة.فلم تكتفوا بهذا القدر، بل تستهدفون المارة من المواطنين العزّل والأطفال الأبرياء وقاصدي المساجد وتقتحمون المنازل لاعتلاء الأسطح لكي تبدعون وتبرزون مهاراتكم بالقنص وتحشدون المزيد يوما بعد يوم صوب الجنوب وتختطفون من يسعف  الجرحى، والأنكى من ذلك تحاولون هدم معالم عدن التاريخية خاصة والجنوب عامة لتطمسوا الهوية الجنوبية ، فهذا إن دلّ فإنما يدل على مقدار الحقد والغِل والضغناء تجاه الجنوب،فأنتم وعفاش وأذنابه مصابون بفوبيا الانفصال،فكل ما تخشونه أن نستعيد جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، ولكن نود أن نعلمكم بأننا عازمون وماضون في استعادتها بكامل سيادتها،فمهما قتلتم من خيرة أبناءنا ورجالنا ومهما هدمتم من منازلنا ودكيّتم من معالمنا، فبإذن الله النصر سيكون حليفنا. فكل ما تقدمون عليه يشير إلى قرب هزيمتكم وضعضعة نفوسكم، فأنتم وعفاش من تريدون بالمبادرة خروج مشرف ليس سواكم.ولكن هيهات أن نرضخ لكم أو لغيركم، فأما الظفر وأما المنيّة.

ويا له من تناقض عجيب حين تعملون على جر البلاد إلى النيط والهلاك من خلال سوءات أعمالكم وهوج ممارساتكم، فإذا بكم تشجبون تدخل عاصفة الحزم ونسمع منكم وعوعة مفادها أنه تدخل خارجي وانتهاك لسيادة اليمن ، وبالمقابل نرى من بين حاشيتكم ضباط إيرانيين. كفاكم استهانة بعقول الناس وتحقيرا لدمائهم .فكل الذي يحدث عبارة عن تخاتل وتدليس ومقت، وكل الذي يُنشر لقولٌ هِتر.

فالجنوب قــــــادم قــــــــادم ، فلا منــــــــاص من استقلال وتحرير الجنوب!

الرحمة للشهداء ، والشفاء للجرحى ،وتحية إجلال وإكرام لك يا عدن ولحج والضالع وأبين وشبوة والمهرة وحضرموت.

 

رانـيا حسـن زيـــن

 

أخبار ذات صله