اديب السيد

ﻟﻴﺲ ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺔ ﻗﻠﻢ ﻭﻻ ﻛﺎﺗﺐ ﻭﻻ ﻣﺆﺭﺥ ﺃﻥ ﻳﺼﻒ ﻭﻳﻌﻄﻲ ﻣﺎ ﻳﺠﺮﻱ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻲ ﺟﻨﻮﺑﻨﺎ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﺣﻘﻪ، ﺧﺎﺻﺔ ﻭﻫﻮ ﻳﺨﻮﺽ ﺩﻓﺎﻋﻪ ﺍﻟﺸﺮﺱ ﺿﺪ ﺍﻟﻐﺰﻭ ﻭﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﺍﻟﺒﺮﺑﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﻨﺘﻪ ﻣﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻭﺻﺎﻟﺢ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ .
ﻓﻔﻲ ﺣﻴﻦ ﻳﻨﺒﻬﺮ ﺍﻟﻨﺎﻇﺮ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪ ﻭﺍﻟﻤﺘﺎﺑﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻟﺼﻤﻮﺩ ﺷﺒﺎﺏ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺍﻻﺑﻄﺎﻝ ﻓﻲ ﻋﺪﻥ ﻭﺍﻟﻀﺎﻟﻊ ﻭﺑﻘﻴﺔ ﺟﺒﻬﺎﺕ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ .. ﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺔ ﺍﻟﻨﺎﻇﺮ ﻭﺍﻟﻤﺘﺎﺑﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﺍﻥ ﻳﺼﻒ ﻣﺎ ﻳﺠﺮﻱ ﻭﻟﻦ ﻳﺠﺪ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﺣﻘﻪ ﻭﻭﺻﻔﻪ .
ﻻ ﺍﻗﻮﻝ ﺫﻟﻚ ﺯﻳﻔﺎ ﻭﻻ ﺍﺩﻋﺎﺀ .. ﺑﻞ ﻣﺎ ﺷﺎﻫﺪﺗﻪ ﻭﺗﺎﺑﻌﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺨﺼﻮﺹ ﻓﻲ ﻋﺪﻥ ﻭﺍﻟﻀﺎﻟﻊ ﻭﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ .. ﺟﻌﻠﻨﻲ ﺃﺗﻴﻘﻦ ﺍﻥ ﺍﻟﻨﺼﺮ ﺣﻠﻴﻒ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ .. ﻭﺃﺟﺰﻡ ﺍﻥ ﺍﻟﺘﺄﺭﻳﺦ ﺳﻴﻜﺘﺐ ﻣﺎ ﻳﺠﺮﻱ ﺑﺄﺣﺮﻑ ﻣﻦ ﺫﻫﺐ ﻭﻧﻮﺭ .
ﻋﻦ ﻣﺎﺫﺍ ﺃﺗﺤﺪﺙ؟ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﻤﻮﺩ ! ﺃﻡ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺂﻟﻒ ! ﺃﻡ ﻋﻦ ﺍﻹﻳﺜﺎﺭ ﺳﻮﺍﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻭ ﺍﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻨﺎﺯﺣﻴﻦ ! ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻏﺎﻓﻠﺔ ﻋﻤﺎ ﻳﺠﺮﻱ .
ﻓﻌﻦ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ .. ﻫﺎﻫﻢ ﺷﺒﺎﺏ ﻋﺪﻥ ﻭﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻳﻨﺤﺘﻮﻥ ﻓﻲ ﺟﺪﺍﺭ ﺍﻟﺘﺄﺭﻳﺦ ﻣﻼﺣﻢ ﻭﻳﻨﻘﺸﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺤﺎﺗﻪ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭﺍﺕ .. ﻳﺜﺒﺘﻮﻥ ﺍﻧﻬﻢ ﺍﻻﻗﺪﺭ ﻭﺍﻷﺟﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻭﺣﻔﻆ ﻛﺮﺍﻣﺘﻪ .. ﻭﻳﺠﺴﺪﻭﻥ ﺣﺘﻰ ﻭﻫﻢ ﻳﺤﺎﺭﺑﻮﻥ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺧﻼﻗﻴﺎﺕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻘﺪﺗﻬﺎ ﻣﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺍﻟﻐﺰﻭ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ .. ﻓﻔﻲ ﺣﻴﻦ ﺷﺒﺎﺑﻨﺎ ﻳﻨﻘﺬﻭﻥ ﺟﺮﺣﻰ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻭﻳﺴﻘﻮﻧﻬﻢ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﻳﺄﻭﻭﻫﻢ.. ﺗﻘﻮﻡ ﻣﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺍﻟﻐﺰﻭ ﺑﻘﺼﻒ ﻣﻨﺎﺯﻝ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﻴﻦ ﺍﻻﻣﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﻋﺪﻥ ﻭﺍﻟﻀﺎﻟﻊ ﻭﻟﺤﺞ ﻭﺑﻘﻴﺔ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ .. ﻭﻗﺘﻞ ﺍﻃﻔﺎﻟﻬﻢ ﻭﻧﺴﺎﺀﻫﻢ ﻭﺗﺸﺮﻳﺪ ﺍﺧﺮﻳﻦ ﻭﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻝ .. ﻭﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻳﻨﻜﺮ ﺷﺒﺎﺑﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺩﺓ ﻣﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺍﻟﻐﺰﻭ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻬﻢ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻟﻠﻘﺘﺎﻝ .. ﻳﺰﻳﺪ ﻗﺎﺩﺓ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﺤﻄﻮﻥ
ﻭﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﺃﻣﻴﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﺭﺳﺎﻝ ﺍﻃﻔﺎﻟﻬﻢ ﻟﻤﺤﺮﻗﺔ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﺘﺪﻭﻥ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﺍﻣﺔ ﺷﻌﺐ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻭﺇﺑﺎﺀ ﺳﻜﺎﻧﻪ .. ﻓﻲ ﺳﻴﻨﺎﺭﻳﻮ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺍﺻﺤﺎﺑﻪ ﺍﻧﻪ ﺳﻴﻜﺮﺭ ﻟﻬﻢ ﻧﺼﺮ 94 ﺍﻟﺴﻬﻞ .
ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻌﺘﺪﻱ ﻭﺍﻟﻤﻌﺘﺪﻯ ﻋﻠﻴﻪ .. ﻟﻜﻦ ﺍﻥ ﻳﺴﻘﻂ ﺍﻟﻤﻌﺘﺪﻱ ﺑﻜﻞ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﺴﻘﻮﻁ ﺍﻟﺪﻧﻲﺀ .. ﺍﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺳﻘﻮﻃﻪ ﺑﻌﺪﻭﺍﻧﻪ ﻓﺬﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﻨﺪﻯ ﻟﻪ ﺟﺒﻴﻦ ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ .. ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﺘﺮﺽ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﻗﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﺘﺪﻯ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻗﺪ ﻳﺠﻨﺪ ﺍﻻﻃﻔﺎﻝ ﻭﻳﻨﺘﻘﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺘﺪﻳﻦ ﻭﻳﻤﺎﺭﺱ ﺍﻟﻌﺒﺚ .. ﻳﺜﺒﺖ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺍﻧﻪ ﺭﻏﻢ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻻ ﺍﻧﻪ ﻣﻠﺘﺰﻡ ﺑﺎﻻﺧﻼﻕ ﻭﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻐﺰﻭﻩ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺗﺴﻘﻂ ﻓﻲ ﺣﻀﻴﺾ ﺍﻓﻌﺎﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﺸﻴﻨﺔ ﻭﻣﻤﺎﺭﺳﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻮﺣﺸﻴﺔ .. ﻓﺎﺣﺮﺍﻕ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻝ .. ﻭﻗﺼﻒ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ .. ﻭﻗﺘﻞ ﺍﻻﺑﺮﻳﺎﺀ .. ﻭﺍﻟﺰﺝ ﺑﺎﻻﻃﻔﺎﻝ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﺭﻙ ﻻ ﻳﺪﺭﻭﻥ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺍﺷﺘﺮﻛﻮﺍ ﻓﻴﻬﺎ .. ﻭﺗﺸﺮﻳﺪ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺑﻌﺪ ﺍﺳﺘﻬﺪﺍﻑ ﻣﻨﺎﺯﻟﻬﻢ ﺑﺎﻟﻤﺪﻓﻌﻴﺔ ﻛﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺃﻗﺬﺭ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺮﻓﻬﺎ ﺍﻟﺘﺄﺭﻳﺦ ﻭﻟﻢ ﻳﻤﺎﺭﺳﻬﺎ ﺇﻻ ﺍﻟﺼﻬﺎﻳﻨﺔ ﻭﺍﻟﺘﺘﺎﺭ .. ﻫﺎ ﻫﻲ ﻣﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺗﺤﺎﻟﻒ ﻏﺰﻭ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺗﻤﺎﺭﺱ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻣﻨﻪ .
ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﺗﺠﺴﺪ ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻟﻐﺰﻭ ﻣﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺍﻟﺸﺮ ﻭﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﺃﺭﻗﻰ ﻣﻌﺎﻧﻴﻬﺎ ﻭﺍﺑﻬﻰ ﺻﻮﺭﻫﺎ ﻭﺃﺟﻞ ﻗﺪﺭﺍ ﻟﻬﺎ .. ﺣﻴﻦ ﻳﺘﺨﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﻋﻘﻮﻥ ﻭﺍﻟﻤﻄﺒﻠﻮﻥ ﻋﻦ ﻭﺍﺟﺒﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ .. ﻭﺣﻴﻦ ﺗﻨﻜﺸﻒ ﺍﻗﻨﻌﺔ ﺍﻟﺨﻮﻧﺔ ﻭﺑﺎﺋﻌﻲ ﺍﻻﻭﻃﺎﻥ .. ﻭﺣﻴﻦ ﺗﻘﻞ ﺍﻟﻤﺆﻧﺔ ﻭﺍﻟﻌﺘﺎﺩ ﺃﻣﺎﻡ ﻋﺪﻭ ﻫﻤﺠﻲ ﻟﺪﻳﻪ ﻛﺜﺎﻓﺔ ﺑﺸﺮﻳﺔ ﻭﺍﺳﻠﺤﺔ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﺿﺨﻤﺔ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﻭﺧﻼﻳﺎ ﻧﺎﺋﻤﺔ ﺑﺎﻋﺪﺍﺩ ﻏﻔﻴﺮﺓ .. ﻣﻊ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺗﺠﺴﺪ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺻﻤﻮﺩﻫﺎ ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﻱ ﻭﺑﻄﻮﻟﺘﻬﺎ ﺍﻟﻔﺬﺓ .. ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺑﻬﺮﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ..
ﻭﺣﻴﻦ ﺗﺮﻯ ﺍﻟﺘﺂﻟﻒ ﻭﺍﻹﻳﺜﺎﺭ ﻭﻛﻴﻒ ﻳﻔﺘﺢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﺑﻴﻮﺗﻬﻢ ﻟﻠﻨﺎﺯﺣﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﻥ .. ﺗﺪﺭﻙ ﺍﻥ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺳﻴﻨﺘﺼﺮ ﺭﻏﻢ ﺟﺮﺍﺣﻪ .. ﺫﻟﻚ ﻳﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻀﺎﻟﻊ ﺑﺄﺑﻬﻰ ﺻﻮﺭﻩ .. ﺣﻴﻦ ﻳﺨﺮﺝ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﻣﻦ ﺑﻴﻮﺗﻬﻢ ﻟﻴﻨﺘﻘﻠﻮﺍ ﺍﻟﻰ ﺑﻴﻮﺕ ﺍﻫﺎﻟﻴﻬﻢ .. ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻮﺗﻬﻢ ﻳﺘﺮﻛﻮﻫﺎ ﻟﻠﻨﺎﺯﺣﻴﻦ ﺍﻟﻬﺎﺭﺑﻴﻦ ﻣﻦ ﻧﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﻐﺮﻭ ﻭﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﻭﻣﺪﻓﻌﻴﺘﻪ ﺍﻟﻐﺎﺷﻤﺔ .
ﺣﻴﻦ ﺗﺮﻯ ﻣﺎ ﻳﺠﺮﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ .. ﻟﻦ ﻳﺴﺎﻭﺭﻙ ﺍﻟﺸﻚ ﻭﻟﻮ ﻟﺤﻈﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﻬﺰﻳﻤﺔ .. ﺑﻞ ﺳﺘﺪﺭﻙ ﺍﻥ ﺍﻟﻨﺼﺮ ﺭﺩﻳﻒ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﺴﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﻞ ﺍﻥ ﺗﺠﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﺷﻌﻮﺏ ﻭﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ .. ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺎﺕ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﺗﺸﻜﻞ ﺟﺒﻬﺎﺕ ﺻﻤﻮﺩ ﻓﻮﻻﺫﻳﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﻋﺪﻭﻏﺎﺷﻢ ﻭﻣﺘﻬﻮﺭ ﻻ ﺍﺧﻼﻕ ﻟﻪ ﻭﻻ ﻗﻴﻢ .
ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻏﻴﺮ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻻﻣﺲ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻗﻠﻨﺎﻫﺎ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻟﻴﺲ ﺍﻋﺘﺒﺎﻃﺎ .. ﺑﻞ ﻟﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺣﻘﺎ ﻭﺣﻘﻴﻘﺔ .. ﺍﺑﻄﺎﻝ ﺷﺒﺎﺏ ﻭﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﻣﻘﺎﻣﻮﻥ ﻳﺘﺼﺪﺭﻭﻥ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﻭﻳﻘﺪﻣﻮﻥ ﺍﺭﻭﺍﺣﻬﻢ ﻓﺪﺍﺀ ﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﻛﻞ ﺟﻨﻮﺑﻲ، ﺭﻏﻢ ﺟﻨﻮﺑﻴﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﺘﻠﻤﻮﻥ ﻓﺘﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻟﻠﺘﺂﻣﺮ
ﻭﺍﻟﺘﺨﺎﺫﻝ ﻣﻊ ﺍﻟﻐﺰﺍﺓ ﻭﺍﻟﻤﺤﺘﻠﻴﻦ ﺿﺪ ﺷﻌﺐ ﻣﻘﻬﻮﺭ ﻳﻨﺘﻤﻮﻥ ﺍﻟﻴﻪ .

ﻓﻬﻴﻬﺎﺕ ﻟﻐﺰﺍﺓ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺍﻟﺠﺪﺩ ﻭﻋﻤﻼﺋﻬﻢ ﺍﻟﻤﺴﻨﻮﺩﻳﻦ ﺑﻜﻞ ﺍﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝﻭﻓﺌﺎﺗﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﺍﻥ ﻳﺠﺪﺩﻭﺍ ﺍﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻭﺍﺫﻻﻝ ﺷﻌﺒﻪ ﻭﻣﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺍﻓﻌﺎﻟﻬﻢ ﺍﻟﻤﺸﻴﻨﺔ .. ﻫﻴﻬﺎﺕ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻥ ﻳﺨﻀﻌﻮﺍ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺍﻟﺜﺎﺋﺮ ﻟﺮﻏﺒﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻧﻴﺔ ﻭﻧﺰﻭﺍﺗﻬﻢ ﺍﻟﻤﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻟﺤﻘﺪ ﻭﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭﺍﻟﻄﻐﻴﺎﻥ .
ﺇﻧﻪ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺍﻟﺤﺮ .. ﺇﻧﻬﻢ ﺷﺒﺎﺏ ﺭﺿﻌﻮﺍ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺻﺪﻳﺪ ﺍﻣﺎﺗﻬﻢ .. ﺇﻧﻪ ﺷﻌﺐ ﻟﻢ ﻳﺨﻀﻊ ﻷﻋﺘﻰ ﺍﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺣﻴﺚ ﻧﻜﺲ ﺭﺍﻳﺘﻬﺎ ﺗﺤﺖ ﺃﻗﺪﺍﻣﻪ .. ﻓﻤﻦ ﺃﻧﺘﻢ ﻳﺎ ﻣﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺍﻟﻐﺰﻭ .. ﻭﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺃﺗﻴﻢ ﺍﻳﻬﺎ ﺍﻟﻐﺮﺑﺎﺀ ؟ ﻓﻠﻴﺲ ﻟﻜﻢ ﻓﻲ ﺟﻨﻮﺑﻨﺎ ﻣﻜﺎﻥ .. ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺍﻥ ﺗﻠﻔﻠﻔﻮﺍ ﺍﺷﻼﺀ ﺟﻨﻮﺩﻛﻢ ﻭﻋﻮﺩﻭﺍ ﺍﻟﻰ ﺍﻭﻛﺎﺭﻛﻢ ﻭﻛﻬﻮﻓﻜﻢ ﻭﻗﺒﺎﺋﻠﻜﻢ .. ﻓﻬﻨﺎ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺍﻟﺤﺮ ﻻ ﻳﺨﻀﻊ .. ﻻ ﻳﺴﻘﻂ .. ﻻ ﻳﺴﺎﻭﻡ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﻧﺎﺻﺮ ﺍﻟﻤﻈﻠﻮﻣﻴﻦ ﻭﻣﻨﻜﺲ ﺭﺃﻳﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻄﻐﺎﺓ .. ﻭﻫﻮ ﻣﻌﻨﺎ ﻭﻟﻨﺎ ﺧﻴﺮ ﻧﺎﺻﺮﺍ ﻭﻣﻌﻴﻨﺎ