fbpx
عدن الصمود قصيدة لـ ” عيدروس النقيب “
شارك الخبر
عدن الصمود قصيدة لـ ” عيدروس النقيب “

عدن الصمود

شعر . د. عيدروس نصر ناصر

عدن الصمود تطهري من رجسهم وتحرري
واحمي حماك من الذئاب وصابري وتصبَّري
من ضوء صبحكِ زلزلي حصن الطغاة وفجـِّري
وتشامخي فوق النجوم تسامقي وتبختري
اليوم فجرك لاح في أفق الحياة الأنظرِ
فتبسّمي في عزَّةٍ وعلى البغاة تجبَّري
إن البغاة أرانبٌ بعباءة المستكبِّرِ
لم يفلح الأوغاد في كسر الشموخ الأكبر
لم ينجحوا في قهر من فتكوا بكل غضنفرِ
لم يستطيعوا كسر شعـــبٍ مؤمنٍ مستبشرِ
كلا ولن يقووا على لمس المحيط الأخضرِ
*       *     *

عدن الصمود يقيننا وسؤالنا وجوابنا
آليتِ إلّا أن تضـجّي ملء آفاق الدنى
وأبيتِ إلّا أن تدوسي من طغى وتفرعنا
محمولةً وسط القلوبِ وملء باقات المنى
بصمود أبطال الوغى أبداً جبينك ما انحنى
لن يفلح الغازون مهــما جيشوا في حربنا
لن يستطيعوا قهرنا كلّا ولا إخضاعنا
لن نقبل العفن القبيح يعيش فوق ترابنا
انتِ التي منذ الطفولة والصبى علمتنا
معنى الحياة بعزَّةٍ وكرامةٍ في أرضنا
أنتِ التي لقنتنا معنى وكنه حياتنا
أنت الحياة وأنتِ في كتب الوفا عنواننا
*      *       *

عدن الحبيبة أشهدُ أنت أشدُّ وأجلدُ
في وجه باغٍ داس ما رسم الجدود وشيدوا
قاومتِ من خانوا العهود ومن بغوا وتنمردوا
قد أقبلوا مثل الوحوش وهددوا وتوعدوا
من بعد ما أبدوا التودد بالمودة أفسدوا
حنثوا بكل عهودهم ومع اللئام تجندوا
رضعوا حليبك في الصباح وفي المساء تمردوا
لم يحفظوا عهدا ولا أوفوا بما قد عاهدوا
صاروا مثالا للخساسة في الأنام تفردوا
نهبوا المنازل والمخازن بالتراث تفيدوا
تباً لهم من آبقين تطاولوا وتمددوا
زعموا الوفاء وباللآمة تاجروا وتزودوا
قد حان عرسك يا جميلة إن مزنك يرعدُ
وشعاع صبحك لاح يعزف للجمال وينشدُ
زيلي غبارك يا حبيــبة فالعدا لن يصمدوا
سيموت كل الطامعيـن وأنت نجمك يصعدُ
ويظل وجهك باسماً رغم الجراح يزغردُ
*        *        *

عدن الصمود تفنني في كنس كل معفِّنِ
قولي لهم إنا بنوكِ لغاصبٍ لن ننحني
سنصوغ مجدكِ من دمانا بالكفاحِ المعلنِ
فتظلّلي بقلوبنا وسط العيون تكنّٓني
سنصون عرضك طاهرا بعزيمةٍ لن ننثني
ونظل مفتوحي القلوبِ وسيعةٍ كي تسكني
لن نكترث للمارقين وكل حقدٍ مزمنِ
نفديك ثراك بروحنا ودمائنا والأعينِ
ونصدُّ عنكِ أذى الذئاب وكل غرٍّ أرعنِ
كي تكشفي معنى انبعاثك للورى وتبرهني
*    *   *
عدن الحبيبة شمِّري عن ساعديك وعمِّري
دوسي بنعليكِ على رأس الطغاة وكبري
وتنظفي من كل وغـــدٍ مارقٍ ومسمسرِ
من بعد دحر الطامعين محال أن لا تكبري
فلتسكني بظلوعنا بقلوبنا فلتكبري
في بؤبؤ العين امكثي وسط القلوب تمخطري
افدي بروحي كل شبـرٍ من ثراك الأخضرِ
واخيط من جسدي بساطاً أحمرا كي تعبري
بدمي سأفدي بقعةً كبرت بحجم المشتري
افدي شبابك حينما هبوا لصدِّ المنكرِ
قد حطموا أسطورة الـجيش الذي لم يقهرِ
فتكوا بخصمك كالأسود جسارةً كي تفخري
وتعملقوا في ليلةٍ كانت بطول الأشهرِ
ثبتوا ولم يتراجعوا في وجه خصمٍ فاجر
وقحٍ كأسراب الذباب مقززٍ ومنفرِ
أسقوه من كأس المنايا كل قهر قاهرِ
رسموا طريقك بالتفاني والعبير الأحمرِ
لم يبخلوا من أجل أن تثبي ولا تتقهقري
بذلوا الدماء مع النفوس بهمةٍ وتفاخرِ
وتسابقوا للموت في ثقةٍ وعزمٍ مثمرِ
طوبى لهم من فتيةٍ وثبوا كجيشٍ أحمر
ما دمت أنجبتِ أسو
دا مثلهم لن تقهري

أخبار ذات صله