fbpx
لعبد الملك الحوثي . . . رفقا بمقاتليك وبالبيئة الجنوبية*

د عيدروس نصر ناصر

لا أدري إن كانت الأخبار عن عدد القتلى من أنصار الحوثي تصل إلى زعيم هذه الحركة المصابة بالجنون، أم إن مخبريه لا يعلمونه إلا بالانتصارات الوهمية التي يزعمون أنهم يحققونها على النساء والأطفال والعجزة من المدنيين الجنوبيين.

تشير المعلومات والصور والبيانات التي تنشرها وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي إلى إن الحركة الحوثية وأنصارها من جيش صالح وأولاده تفقد يوميا مئات القتلى من أفرادها على أيدي المقاومة الجنوبية محدودة القدرات والتجهيزات والخبرة، والتي تتعرض للهجمات إما عن طريق الكمائن أو عن طريق المواجهة المباشرة.

كان كاتب هذه السطور قد حذر الحركة الحوثية من مغبة التوجه جنوبا، وقلنا حينها إن على الحوثيين أن يعدوا ما يكفي من النعوش لمن سيسقط من القتلى من رجالاتهم، وكنا نعتقد أن الحوثيين يأبهون لضحاياهم ويكرمون قتلاهم بتشييعهم ودفنهم كما يليق بالمقاتل عند أهله، لكن الحوثيين كما يبدو لا يأبهون لعدد المتساقطين من أفرادهم، بل إنهم لا يحصون قتلاهم، إذ إن عشرات وأحيانا مئات القتلى يتساقطون في اليوم الواحد دون أن يقوم أحد برفع جثثهم التي تنتشر على قوارع الطرقات، وتغدو في كثير من الأحيان طعاما للكلاب والقطط وغيرها من آكلات اللحوم، وهنا يبدو أن ما يشاع عن أن الحوثي يمنح مقاتليه وثيقة تحمل تأشيرة دخول إلى الجنة ليست مزحة بل حقيقة.

لو إن لدى الحركة الحوثية قيادة مسؤولة تتعاطى مع الأمور بنظرة فيها قدر من الإنسانية والمسؤولية لأوقفت الحرب فورا وانسحبت من أرض المعركة ليس حرصا على المدنيين من الأطفال والنساء والعجزة الذين يقتلهم الحوثيون داخل منازلهم بنزوة عنصرية فاشية متميزة، فهذا ما لا يراهن عليه عاقل ، بل رفقا بمقاتليهم  الذين تتناثر جثثهم في الشوارع والشعاب والأودية ورفقا بالبيئة الطبيعية التي تتعرض للتلوث وانتشار الأوبئة بفعل ما يتركه تحلل هذه الجثث من أضرار بهذه البيئة.

قال لي أحد الإخوة أبناء الضالع أن بعض أقربائه وجدوا ولدا حوثيا لم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره جريحا فأخذوه إسعافا إلى منزلهم واستدعوا بعض الممرضين لعلاج جراح ذلك الصبي وفي هذه الأثناء دار حوارا مع الجريح عن سبب الحرب ولماذا جاء إلى الضالع فقال لهم ذلك الصبي ما معناه: جئنا لنعلمكم الإسلام لأنكم كفرة وملحدون، . . . هكذا يعبئ الحوثي صبيته وهكذا فعل علي صالح في وحلفاؤه عام 94م بالرهان على جهل وحمية بعض الصبية وإغراؤهم بالغنائم التي سيحصلون عليها بعد النصر المزيف.

نعلم أن لدى الحوثي وصالح فائضا من البشر وهم لا يأبهون لسقوط هؤلاء المقاتلين وطالما إنهم لم يعبأوا بجثث هؤلاء الصبية المرمية على الطرقات فلا أتصور أنهم حتى يتصلون بأهلهم للتعزية ناهيك عن التفكير بتعويضهم وجبر ضررهم، لكن هذا الإسراف بدفع الشباب والاطفال والجنود إلى الانتحار يحمل الحوثي وصالح وقادة قواتهما المسؤولية الإنسانية والأخلاقية والأدبية (إذا كان ثمة من بقايا أخلاق وإنسانية وأدب لديهم)، ومع ذلك فإن مسؤولية أهالي هؤلاء الشباب لا تقل عن مسؤولية من خطط ودبر ونفذ هذه الحرب الإجرامية ومن ساق هؤلاء الصبية إلى المحرقة.

إننا نقول لهؤلاء رفقا بمقاتليكم وبأمهاتهم وزوجاتهم اللواتي ينتحبن ليل نهار، ورفقا ببيئة عدن والمدن الجنوبية التي تدور فيها حربكم المجنونة، ارفعوا جثث جنودكم من الطرقات واكرموهم بدفنهم وكفوا عن هذا الجنون حتى وإن كنتم تعتقدون أن لا أحد قادر على مساءلتكم على هذه الجرائم التي ترتكبونها وتسوقون أنصاركم للمساهمة فيها.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

*   من صفحة الكاتب على الفيس بوك