fbpx
وداع الأحباب على مذبح الحرية (الفدائي الشجاع)

 

كتب : أحمد اليهري

فإذا احتدمت المعركة بين الحق والباطل حتى بلغت ذروتها، وقذف كل فريق بآخر ما لديه ليكسبها، فهناك ساعة حرجة يبلغ الباطل فيها ذروة قوته، ويبلغ الحق فيها أقصى محنته، والثبات في هذه الساعة الشديدة هو نقطة التحول، والامتحان الحاسم لإيمان المؤمنين سيبدأ عندها، فإذا ثبت تحول كل شئ عندها لمصلحته، وهنا يبدأ الحق طريقه صاعداً، ويبدأ الباطل طريقه نازلاً، وتقرر باسم الله النهاية المرتقبة.

الإمام محمد الغزالي (رحمه الله )

 

لقد ودع الجنوب نخبة من شباب الحركة الوطنية الجنوبية اللجان الشعبية في جبهات عدن وابين والعند ولحج والضالع وهم يذودون عن الارض والعرض والكرامة الوطنية في جبهات التضحية والفداء للدفاع عن تراب وطنا الغالي ودعنا اخوة واخوات لنا شاركونا النضال الوطني السلمي منذ 9 سنوات من اجل الدفاع عن حق شعب الجنوب في  حريته واستقلاله .

لقد كان مصير هذا الجيل التشريد والسجون والعذاب طيلة سنوات الكفاح وعندما نادى الوطن حمل الجميع السلاح وتوجه الى جبهات القتال من اجل الذود عن الديار والكرامة الوطنية نتحدث اليوم عن جيل كافح سنوات الظلم والقهر.

اليوم نشاهد الفدائيين يؤدون الامانة بوداعنا الى مثواهم الاخير نتحدث عن مئات الابطال الذي لااستطيع ان احصي عددهم الآن، مازل العدد يتزايد ومعركة استرداد الوطن مستمرة.

نتحسر على زهرة شبابنا ونذرف الدمع على فراغهم ولكننا نقول ان الجنوب لن يذل ولن ينكسر، نقول سيسجل التاريخ ان عدن ستكون ستالينجراد القرن الواحد والعشرين مقبرة للحوثين والحرس الجمهوري.

ستصمد مدينة عدن وستصمد جميع جبهات القتال  بإرادة فولاذية لن تنكسر و سيسجل التاريخ بأحرف من نور هذه المآثر البطولية التي رسمها الفدائيين الشجعان في مدن وشوارع الجنوب المحتل .

إن نور ثورة الاستقلال لن تنطفئ ومسيرة الشهداء لن تتوقف حتى تحقيق جميع الاهداف لهذا الشعب ولن نحيد قيد أنملة عن الطريق الذي رسمه لنا شهداء الثورة من قضوا نحبهم على دروب الحرية والاستقلال الوطني.

رحم الله جميع شهدائنا الأبطال وإنها لثورة تحررية حتى النصر بأذن الله.