fbpx
أول حرب شوارع يواجهها الحوثي .. بقلم نبيل سبيع
شارك الخبر
أول حرب شوارع يواجهها الحوثي .. بقلم نبيل سبيع

 

سيطر على خورمكسر ويقصف كريتر. وقد يسيطر الحوثي أيضا على كريتر ويدخل مسلحوه الى المجمع الرئاسي في معاشيق ويلتقطون لأنفسهم الصور على كرسي هادي، لكن حتى لو حدث هذا اليوم أو غدا أو بعد غد فإن المقاومة ستستمر ضده في بقية أحياء ومناطق عدن.
في البريقة والشيخ عثمان ومناطق تركز الحراك تحديدا، واجه الحوثي اليوم مقاومة شرسة بحسب المعلومات الواردة من هناك. وقد يسيطر الحوثي على هذه الأحياء والمناطق أيضاً، لكن المقاومة ستستمر ضده حيثما سيطر وحيثما حلّ في عدن.
بخلاف صنعاء التي استتب له الأمر فيها بعد انهيار القوة العسكرية التي واجهته داخلها وهروب علي محسن من الفرقة، من المستبعد أن يستتب له الأمر في عدن.
ويكفي أن تلاحظوا هذه المفارقة: المقاومة الحقيقية التي واجهها الحوثي في عدن حدثت وماتزال تحدث الآن بعد مرور أكثر من أسبوع على انهيار خطوط الدفاع التي شكلها هادي وبعد هروب هادي وكل رجاله من عدن.

باختصار:
الحرب التي يخوضها الحوثي اليوم في عدن هي أول حرب شوارع يواجهها حتى الآن لأنه تقريباً لم يواجه أي حرب شوارع في أي مدينة دخلها قبل عدن. والرفض المسلّح الذي يواجهه في عدن والجنوب عموماً لا يشكل سوى أُذْن الجمل، جمل الرفض الكبير الذي تحمله عدن له ولحليفه صالح، وهو الرفض الذي لا تنقصه القضية ولا ينقصه الراغبون الإقليميون والدوليون بتزويده بالعدة والعتاد.

حرب عدن قد تطول وتستمر حتى لو نشر الحوثي نقاطه في كل أنحاء المدينة، وهي ستكون مختلفة عن كل سابقاتها تقريباً حتى وإن كان دخول عدن قد بدا له سهلاً وشبيهاً بدخول كل المدن. ويبدو أنه يدرك هذا، لكنه يدرك أيضاً أنه لم يدخل عدن لنفس الهدف الذي دخل من أجله صنعاء: السيطرة عليها بغرض الحكم. بل دخلها لهدفٍ آخر: السيطرة عليها بغرض الحرب، حيث يسعى على الأرجح لاستباق أي نزول بري لقوات التحالف فيها كما لقطع الطريق أمام عودة هادي، وقبل هذا ربما لاستخدامها كورقة في أية مفاوضات قادمة.

ويبدو، بشكل عام، أن الحوثي لايسعى للسيطرة على عدن لأنه يريدها له بل لأنه لايريدها عليه. غير أن عدن، التي لن تكون له، ستكون عليه في كافة الأحوال: إنْ لم يكن بالقوات البرية التابعة لتحالف عاصفة الحزم، فبأبنائها.

أخبار ذات صله