fbpx
“عاصفة الحزم” بين الحسم وتقليم الأظافر.

بقلم: عبدالرب السلامي.

بعد مرور اسبوع من “عاصفة الحزم”، لا يزال المراقب يتساءل ماهو السيناريو الذي يسير فيه التحالف، هل هو حسم المعركة مع الحوثيين وحليفهم صالح وبالتالي القضاء على النفوذ الإيراني في جنوب الجزيرة العربية، أم أن العملية محدودة الأهداف، مقتصرة على تقليم أظافر القوى الانقلابية الموالية لإيران في اليمن، ثم التعامل معها كطرف سياسي بوضع جديد؟!.

نحن أمام إذن أمام سيناريوهين لمستقبل عاصفة الحزم..

* السيناريو الاول: سيناريو الحزم من أجل الحسم.
وهو سيناريو يتخذ من “عاصفة الحزم” وسيلة لحسم الأمور في اليمن لصالح شرعية الدولة، بدءا بتحرير الأقاليم من سيطرة الانقلابين وفرض سلطة الدولة الشرعية عليها، وانتهاء بتحرير العاصمة صنعاء وإجبار الانقلابيين على الاستسلام.

هذا السيناريو يتطلب ستة أمور:
1. ضربات جوية وبحرية لتدمير القوة الاستراتيجية ومراكز القيادة والسيطرة للقوى الانقلابية.
2. تحرك عسكري ميداني موازي على الأرض من القبائل واللجان الشعبية والوحدات العسكرية الموالية للشرعية، في كافة الأقاليم.
3. إيجاد قيادة عسكرية موحدة، تقود الوحدات الموالية للشرعية وتلم شمل المقاومة الشعبية وتنسق مع قيادة التحالف، وتمثل الشرعية ميدانيا.. وهذا معناه التعجيل باصدار قرارات رئاسية حازمة بتعيين وزراء للدفاع والداخلية وقيادات عسكرية ميدانية.
4. التدخل البري والبحري اذا تطلب الامر لحماية العاصمة المؤقتة عدن، وتأمين إقامة الرئيس وقيادة الدولة فيها.
5. إجبار الانقلابيين على الانكماش لتصبح أقاليم الجنوب ومأرب وتعز أقاليم محررة تقام عليها سلطة الدولة الشرعية، ثم الانطلاق منها كأرضية للدولة باتجاه تحرير العاصمة صنعاء.
6. اجبار الانقلابيين على الجلوس على طاولة الحوار كقوة مهزومة، قابلة بالنظام السياسي الجديد، الذي سيتشكل وفق مخرجات الحوار الجديد.

هذا السيناريو كان محتملا -عند بعض المتفائلين- مع بداية الضربة، لكنه اليوم بات شبه صعب لأسباب أهمها:

1. اختلاف المشاريع السياسية المعارضة للانقلابيين، بين المقاومة الجنوبية والمعارضة الشمالية والأحلاف القبلية.. وهو ما استطاع التحالف الانقلابي الاستفادة منه بتركيزه على جبهة الجنوب دون سواها.
2. البطئ الشديد في تحركات الرئيس هادي، واعتماده الكامل على الخارج، وهو ما جعل الوضع في الداخل يسير نحو تفكك جبهة المقاومة، بحسب اختلاف المشاريع السياسية والمذهبية والمناطقية، وهو ما سيؤدي بالضرورة إلى ظهور مليشيات وجماعات متصارعة داخلها.
3. القدرات المحدودة لتحالف عاصفة الحزم، التي لن تمكن التحالف من التدخل العسكري البري المباشر، وضعف قدراته في البناء السريع لجيش شعبي موحد في الداخل.

لاتزال فرص معالجة اختلالات جبهة عاصفة الحزم قابلة للتدارك، إذا تم الأخذ بالاسباب العاجلة الآنف ذكرها، مالم فإن طول الوقت يصنع الاحباط ويضعف معنويات الصف المؤيد لعاصفة الحزم، وهو ما يساعد الانقلابيين على امتصاص الضربة والانتقال الى موقع المبادرة من جديد، وبالتالي لن يكون أمام قوى التحالف العربي سوى الأخذ بالسيناريو الثاني الأقل سقفا.

* السيناريو الثاني:
سيناريو الحزم من أجل تقليم الأظافر.
وهو سيناريو يتخذ من عاصفة الحزم وسيلة لتقليم أظافر الانقلابيين، وإفقادهم القدرة على الهيمنة على القرار السياسي اليمني، مع بقاء التعامل معهم كقوة سياسية رئيسية موازية للقوى السياسية الأخرى في اليمن.

هذا السيناريو لا يهتم بمسألة تحرير الأرض، بقدر اهتمامه بإضعاف قوة الانقلابيين وإفقادهم القدرة على التحكم بالمسار السياسي لليمن، وهذا يتطلب أربعة أمور:

1. ضربات جوية وبحرية لإفقاد الانقلابيين القدرة على تهديد دول الجوار..
2. إضعاف قدرة التحالف الانقلابي في السيطرة على مؤسسات الدولة.
3. فتح المجال لنشوء قوى سياسية واجتماعية جديدة، وتسهيل سبل امتلاكها للنفوذ بهدف إعادة رسم خارطة القوى السياسية اليمنية.
4. استمرار العمليات حتى يرضخ التحالف الانقلابي، للجلوس على طاولة لحوار السياسي كطرف شريك معترف بالمساواة للقوى السياسية الأخرى.

هذا السيناريو قد ينجح في تقليم أظافر الحوثي وصالح وكذلك إيران في اليمن، لكن مسألة نجاحه في السيطرة على القوى التي ستنشأ خلال مرحلة الحزم الطويلة ستظل مسألة نسبية ومحفوفة بالمخاطر، لأن الفشل فيها يعني فشل عملية الحزم وعودة الأوضاع في اليمن إلى مربع الصفر.

ختاما؛ هل الحزم بحاجة إلى حزم؟!