fbpx
لله ثم للتاريخ !!

* لم تحز في نفسي تلك المعارك التي تدور رحاها في مناطق المحافظات الجنوبية أو تلك الدماء التي سالت بسببها, لان هذا أمر طبيعي جدا فعادة أي مطالب أو حقوق أو حريات لابد من أن يكون لها ثمن, ولابد من أن يدفع الكل ضريبة مطالبهم أكانت مشروعة أو غيرها,ولكن ما آلمني كثيرا هي عمليات (السلب) الممنهج التي سادت في الأيام الماضية والتي لازالت تمارس طقوسها حتى اللحظة على كل ماتقع عليه أيديهم من ممتلكات خاصة وعامة, متناسين كليا أن البلد والمحافظات الجنوبية تمر بلحظات عصيبة وحرجة وتتطلب تظافر الجهود وتكاتف الجميع بدلا من تحويل الجنوب إلى ساحة للسلب والنهب والعبث من قبل أولئك الذين لايهمهم مآل البلاد أو وضعها أو مصيرها بقدر ما يهمهم ماسيستولون عليه من ممتلكات خاصة أو عامة, وهذه والله (وصمة) عار ستظل في جباه كل من سولت لهم أنفسهم ممارسة مثل هذه الأفعال القبيحة والذميمة التي للآسف تأصلت فيهم هذه الثقافة منذ العام94م وباتت تجري في عروقهم..

* تجلت الصورة الحقيقة لمعظم أولئك الذين يدعون (الوطنية) ويتقمصون ردائها كذبا وزورا وبهتان,وباتت جلية واضحة المعالم حقائقهم وتكشفت للكل في ميادين البطولة والفداء,فولوا الأدبار ودسوا رؤوسهم كالنعام في التراب, ولم نعد نسمع (نعيقهم) الذي صموا به آذاننا في في ساحات السلم والمهرجانات,وتبخرت تلك الكلمات المعسولة وذلك الإنتماء الذي كانوا بفاخرون به بين الآخرين,فلم تنطق أفواههم (ببنت)شفة,وظلوا يرتعدون ويرتجفون خوفا من الآتي, ولازموا منازلهم وتدثروا كالأطفال,فلا وطنية بقيت, ولا دماء جنوبية تحركت ولا رجولة ظهرت,وأدركت بما لايدع مجالا للشك أن أولئك (الهلاميون) الذي يظهرون في الظل وفي الفنادق وفي المهرجانات وفي شاشات التلفزة لن يستقيم الوطن على سواعدهم ولن تحميه كلماتهم, فهم أول من خذله وأول من تنكر له ولاخير فيهم يرجى أو فائدة..

*القوى الضاربة التي كان الكل يعول عليها في التصدي لأي عدوان خارجي أظهرت أنها تفتقر (للتكتيك) وللتخطيط وللتنظيم, وليس لديها خطط لمجابهة أي طارئ, ولاتمتلك أسس تسير وفقها في عملها القتالي, وإنما تسير وفق الحمية والبطولات السابقة التي تلاشت اليوم أمام متغيرات الواقع التي أجبرتهم على التقهقر والتراجع في الكثير من مواطن المواجهة, ولهذا مسألة إعادة النظر في تنظيم وتكتيك وخطط تلك القوى شيء حتمي وضروري,بل ووضع خطط وأسس تضمن لهم عدم الوقوع في مأزق أخرى أو التقهقر أمام أي قوى أخرى معادية لهم,هذا في حال ظلت تلك القوى تتبجح وتتفاخر بأنها الدرع الحصين والأسوار التي تحطمت عليها الشرور,ليس من قبل الإنتقاص والتقليل من أدوارهم وبطولاتهم ولكن من قبيل الوعظ والنصح لهم..

* المعادن الحقيقة للبشر تظهر في مواطن الامتحان والمواجهات وتتجلى في المواقف العصيبة,ويظهر الغث من السمين, ومثل هؤلاء يجب الحذر منهم وفحص معادنهم قبل أن نمنحهم الثقة كاملة أو نوكل إليهم أية مهام جسام, وقد رأينا كيف تخاذل الكثيرين وتنكروا للعهود والمواثيق وأظهروا ولااءتهم لأسياد نعمتهم وتنكروا لكل شيء وأصابونا بمقتل حينما أنحسروا من كل المواقع والأماكن وتركوا ساحة النزال خالية ..