fbpx
لهؤلاء الأبطال تنحني الجباه!*

د. عيدروس نصر ناصر

شباب في ريعان العمر ومعهم عدد من الكهول وجدوا أنفسهم مجبرين على اختيار أحد خيارين، إما أن يحافظوا على حياتهم من خلال الخنوع والانصياع لقوى دموية غاشمة مشحونة بالعنصرية والفاشية ترغب في اجتياح كل شيء واستعباد كل من يختلف معها وكل من يتفق معها، وإما أن يقاوموا وينخرطوا في جبهة الدفاع عن أنفسهم وأهلهم وحريتهم وأرضهم وكرامتهم وشرفهم مجازفين بحياتهم وراحتهم وبدمائهم وأرواحهم، واختاروا الخيار الثاني عالي الكلفة لكنه الأكثر شرفا وسموا ونبلا.

يجترح هؤلاء الأبطال مآثر يمكن للمؤرخين أن يتخذوا منها مادة دراسية يتعلمها طلاب المعاهد والكليات العسكرية ومنتسبو الجيوش ليستنبطوا منها فنون القتال  والمقاومة ويتقنوا منها كيف يواجه عدد أقل من المقاتلين وبإمكانيات محدودة، ووسائل قتالية ضئيلة وبخبرة عسكرية منعدمة، جحافل جرارة من الجنرالات والقادة المحترفين وجنود الميليشات التي لم تفعل شيئا في عمرها غير القتال والمزودين بكل وسائل الحرب الحديثة من الطائرة والمدفعية والدبابة إلى الزوارق والصواريخ والراجمات، ومع ذلك تنتصر الفئة القلية على تلك الجحافل الجرارة من الغزاة وتجبرها على التراجع.

في معركة الشرف هذه سقط العديد من الشهداء الأبطال، سقطوا وهم يذودون عن الكرامة والعزة، ويقاومون الغزاة الجدد المسنودين بالغزاة القدامى، . . . هؤلاء الشهداء أبوا على أنفسهم أن يعيشوا حياة الذلة والخنوع بل فضلوا عليها الموت بعزة وكرامة، . . دماء هؤلاء الشهدا هي الزيت الذي يضيء مصباح الحرية وشمعة السير على طريق الغد الخالي من التبعية والاستبداد، وأرواح هؤلاء الشهداء هي الشموع التي تضيء لنا درب المستقبل المشرق الوضاء.

لمثل هؤلاء تنحني الجباه إجلالا وإكبارا وعرفانا بمأثرتهم التاريخية الخالدة . . . ولذكراهم نشعل القناديل ونضع أكاليل الزهور ونعلم أبناءنا وأحفادنا في الغد القريب أن الحرية التي سينعمون بها هي من صنع هؤلاء الأبطال، وإن ضريبتها كانت تلك الدماء الزكية التي انسكبت على طول وعرض تربة الأرض الطاهرة

العزة والخلود لهم والمجد والسؤدد لكل أبطال معركة الدفاع عن عدن والضالع ولحج وبيحان وكرش وكل أرض الجنوب الأبية.

ولا نامت أعين الجبناء

ـــــــــــــــــــــــــــ

*   من صفحة الكاتب على الفيس بوك