يافع نيوز – الشرق الاوسط
استمرت في اليمن، أمس، عمليات «عاصفة الحزم» التي تنفذها قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، وفي الوقت الذي شهدت فيه صنعاء هدوءا نسبيا، بعد الضربات القوية والموجعة التي تعرضت لها مواقع الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، أول من أمس، فقد شهدت عدن ومناطق جنوبية مواجهات عنيفة بين اللجان الشعبية والمقاومة، من جهة، وقوات الحوثيين وصالح المهاجمة، من جهة أخرى.
من ناحية أخرى، ألقت المقاومة أثناء تفتيشها الليلي في الخط الرئيسي الرابط بين الضالع ومحافظتي لحج وعدن على شاحنة ذخيرة لعتاد ثقيل. وأفاد مصدر مسؤول في المقاومة الشعبية لـ«الشرق الأوسط» بأن نقطة تفتيش أسفل نقيل جنوب المدينة عثرت على هذه الشحنة أثناء تفتيشها لشاحنة نقل تقل على متنها مادة الإسمنت، والتي اتضح أن كمية هذه الإسمنت تم استخدامها للتمويه فقط، لافتا في الوقت ذاته إلى أن نقاط التفتيش الليلية المنتشرة في الطرقات والمنافذ المؤدية إلى عاصمة المحافظة الضالع أسرت 13 حوثيا حاولوا التسلل إلى جبهة الضالع صباح أمس، وحسب مصدر طبي في لـ«الشرق الأوسط»، فإن مستشفيات في مديرية قعطبة بمحافظة الضالع استقبلت، أمس، جرحى الغارة الجوية التي نفذت على اللواء العسكري المرابط هناك والموالي لصالح والحوثيين، فيما جرى نقل الحالات الحرجة إلى محافظة إب، بوسط البلاد.
من جهة أخرى، عكست التطورات الأمنية والعسكرية نفسها على المواطنين العرب واللاجئين في اليمن، قال عدد من أبناء الجاليات العربية في اليمن إنهم يتعرضون لمضايقات كثيرة على يد ميليشيات حوثية بسبب مشاركة بلدانهم في تحالف عاصفة الحزم، حيث تعرض عدد من الأسر السودانية لكثير من المضايقات والاحتجاز في سجون خاصة. هذا واشتكى عدد من اللاجئين العراقيين من غياب دور منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية والإنسانية في اليمن في ظل هذه التطورات. وقال الدكتور رياض الإبراهيمي رئيس اللاجئين العراقيين في اليمن لـ«الشرق الأوسط»، إن اللاجئين العراقيين في اليمن لا يلاقون أي اهتمام من قبل المنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، وإن معظم هذه المنظمات أغلقت أبوابها، وفي رسالة مناشدة، تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منها، يطالب الإبراهيمي المنظمات الحقوقية بـ«توفير ملاذ آمن، كون القصف الجوي مستمرا وخطرا جدا وفق قانون اللجوء الإنساني وهي حالة حرب فعلية، إيجاد حلول بديلة في حالة تدهور الوضع الأمني ومنها أماكن آمنة خارج صنعاء حتى إجلاء اللاجئين خارج اليمن كحل نهائي وآمن، فتح مكتب الطوارئ الإنساني على مدار الساعة وهو تطوعي إنساني لتلقي استفسارات وبلاغات اللاجئين وتوجيه ومساعدة اللاجئين من خلاله، ونشر أرقام مكتب الطوارئ الإنساني والمستشفيات والمنظمات المتطوعة لخدمة اليمنيين واللاجئين على حد سواء».
وقال مصدر في مكتب الأمم المتحدة باليمن لـ«الشرق الأوسط»، إنهم يتلقون، يوميا، الكثير من البلاغات عن اعتقالات ومضايقات يتعرض لها اللاجئون على يد الميليشيات الحوثية في اليمن، وبالأخص العاصمة صنعاء. وأضاف المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه أو صفته، أن «مكتب الأمم المتحدة يقوم، حاليا، بمتابعة قضايا 5 من اللاجئين الذين يعتقلهم الحوثيون في صنعاء»، وأن «الحوثيين لا يعترفون ببطاقات الهوية التي تمنح الأمم المتحدة للاجئين وتعتقلهم بصورة عشوائية وبتهم متعددة وواهية». هذا ويذكر أن حالات المضايقة يتعرض لها أيضا اليمنيون الجنوبيون في صنعاء بسبب انتماء الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى الجنوب.