fbpx
معركة البطولة والفداء..لأبناء الجنوب الشرفاء

لن تكون كلماتي أبلغ من لعلعة الرصاص في أيادي الأبطال, ولن تكون توصيفاتي أفصح من إقدامهم وبطولاتهم وبسالتهم, ولن تكون أكثر حماسة من تلك الدماء التي جرت في أوردة الأبطال الذين جابهوا الدبابات والمصفحات والمجنزرات بإيمان مطلق الله ثم للقضية  والولاء لكل من حملهم رسالة مفادها أنتم لنا بعد الله..

اليوم تترجم  كل شيء على أرض الواقع إلى حقائق كما حدث في الأمس القريب في تلك (الملاحم) البطولية التي أجترحها أبطال الصحراء والعراء والجبال والبساطة والتلقائية,وأكدوا بما لايدع مجالا للشك أن الدين ثم الأرض والعرض كانت (نصب) أعين أولئك الأشاوس الذين صالوا وجالوا ليس بالأسلحة الثقيلة أو المدرعات وإنما بقلوب (جامدة) قوية كالجبال لاتهاب الموت  ولا تخشى العدو أيا كان (شكله) ونوعه وموقعه, بل تحمل بين جنباتها حلم الكثيرين من أبناء الشعب الجنوبي الذي ظل لسنوات طويلة تحت سلطة العصا والنار, ولم تستطع تلك الولاءات الضيقة أن تجتثه, بل استطاعت تلك الدماء الشابة الفتية لأبناء الجنوب عامة أن تجتث شأفته وتدك حصونه وتبيده بإذن الله وإلى الأبد..

 شأ الله أن ترتوي شوارع عدن وأزقتها وأشجارها بدماء الأبطال والشباب الأشاوس دفاعا عن الدين وعن الأرض والعرض ودحر من كان بالأمس (يتبجح) ويتفاخر بقوته الهشة ويؤذي بها الخلائق, شاء الله أن تكون تلك الدماء حياة لأراوح أخرى ستكمل مسيرة النضال والذود عن الجنوب أرضا وإنسانا, في معركة كسر العظم وإثبات الذات وتحت قاعدة (نكون أو لا نكون) ونحيى بكرامة وعزة وحرية بعيدا عن عنجهية المستبدين وعبث العابثين..

لم تكن لتلك الدماء أن تنسكب في شوارع عدن, أو لتلك الأرواح أن تغادر أجسادها إلا لان الله شاء الله لها أن تكون (شرارة) الفداء والبسالة , وأن تكون وقود تلك الثورة ضد كل الظالمين والفاسدين, ولم تكن تلك المجاميع من العزل  والميامين من أبناء الجنوب أن تسير وهي تهلل وتكبر وتصيح في شوارع عدن ولا تحمل على أكفها إلا كفنها إلا لان صوت الواجب ناداها وبوادر الانفراج لاحت في أفق الجنوب (الأبيّ)..

وربما لن تكون تلك الدماء هي الأخيرة طالما والكل يتربص (الدوائر) بالجنوب  وبأهله الشرفاء, ويكيدون له المكائد ويضمرون له الحقد والغل والبغض, ويريدون أن يتربعوا (عرش) الثروات والخيرات التي يزخر بها, مثلما فعل أعداء الأمس ودبروا (خططهم) بليل حالك السواد..

ولكن عزاؤنا أن هناك رجالا أشاوس صدقوا ما عاهدوا الله عليه وجابهوا الموت بصدور عارية لأتأبه لشيء ولا تكترث بشيء همهما أن تنتصر للكرامة وللحرية وللوطن وللبسطاء وللمظلومين, وهي بإذن الله من ستكون الدرع المتين والحصن الحصين للجنوب وأهله, والصخرة الصماء التي سيتفتت عليها الشر ويتحطم عليها المكر وأهله, مهما كانت قوتهم وعتادهم وإمكانياتهم, لان من خرج لله ثم للوطن فنصره مؤزر بإذن الله, ومن خرج لسفك الدماء وإزهاق الأرواح ونهب الأوطان فالخسران مآله لا محالة..

هي رسالة إذن لكل شرفاء (وفدائيي) الجنوب معركة أن نكون أو لا نكون على الأبواب, ومعركة الولاء لله أولا ثم للوطن باتت على مرمى حجر, والعدو يتربص بنا ويحشد الحشود لينقض علينا,ولهذا فلنكن قلبا واحد وجسدا واحدا, ولنكن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا,من أجل أن نستعيد الكرامة, ونحمي وطننا من كيد الكائدين وتربص المتربصين..