fbpx
انفصال هادئ أم هائج ..؟

منذُ ان أسقط الحوثيين دار الرئاسة في صنعاء وحصارهم للرئيس ورئيس الوزراء ووزير الدفاع وبقية الوزراء من أبناء الجنوب ووضعهم تحت الاقامة الجبرية كشفوا عن باطنهم الرافض لتواجد رئيس ورئيس وزراء جنوبيين يحكموا صنعاء ، وهو تصرف يعكس طريقة نظرتهم لمستقبل قادم الأيام وخطاهم الساعية لتكريس نظرية (الأصل والفرع) من جديد ، وكأنهم بإسقاطهم للرئيس هادي أرادوا أن يقولوا كيف لمن ينتموا للفرع أن يحكموا الأصل ؟

بهكذا فعل ومحاولة سعيهم شن حرب جديدة على الجنوب لتكريس واقع احتلالي متجدد يكونوا قد ضربوا آخر مسمار في نعش الوحدة التي كانت أساساً في مرحلة الموت السريري منذُ وقت ، وجعلوا من بقائها أشبه بمستحيل يرفضه الطرف الجنوبي ويسعى لتعميده بقوة الرصاص الطرف الشمالي ، في تكرار شبيه بما كان عليه الحال سنة (1994م) .

بنظرة واقعية على الأحداث يمكن القول بأن الانفصال تعمقت جذوره بشكل أكبر منذُ ما بعد سقوط صنعاء وحصار الرئيس الجنوبي عبدربه منصور هادي ، ليس معنى هذا أن الوحدة أو الانفصال مرتبط بشخص الرئيس هادي ، وإنما في طبيعة ما حدث وخلفياته التي تعني أن الشمال ككل يرفض حكم رئيس جنوبي لليمن ، وبناءً على هذا كان من الطبيعي بعد خروج الرئيس هادي من صنعاء ووصوله إلى عدن أن تكون سياسته ذات توجه دفاعي ضد سياسة الاستقواء والتوسع الحوثية تجاه الجنوب .

سياسة هادي تقول إذا فُرض الاحتلال الحوثي على الجنوب سنفرض واقع صده وابعاده عنه ، ومن أنقلب على الشرعية في صنعاء لن نقبل بتكراره لذات الفعل في عدن ، ومن هذا يتضح أن من يسعى للانفصال ليس الطرف الذي وجد نفسه مُجبراً في موقف المدافع عن نفسه وإنما الطرف الذي يسعى لفرض حكمه على جغرافيا ترفض وجوده فيها .

الحشود العسكرية الحوثية المتاخمة للجنوب هي أدوات تسعى لفرض الاحتلال وليس الوحدة ، ومقابل هذا الفعل ستحدث ردة فعل معاكسة له ، وستؤول نتيجة ما سيحدث إما إلى احتلال جديد للجنوب وإما إلى صد العدوان الحوثي عنه .

انفصال هادئ هل هذا ما سيحدث أم أنه سيكون انفصال هائج وذا كلفة باهظة الثمن سيدفعها الجنوب ضريبة للدفاع عن الأرض وصد عدوان التحالف الحوثي العفاشي عليها ؟