fbpx
التطرف والسلاح وجهان لكارثة واحدة

تم توجيه انتقادات حادة للأصوات الجنوبية التي كانت  تتعامل بروح اللامبالاة والسلبية تجاه الحملة التي قام بها الجيش اليمني بالجنوب ضد الجماعات المتطرفة في شبوة وأبين وحضرموت بقيادة وزير الدفاع السابق اللواء محمد ناصر قبل اقل من عام, وهي أي تلك الاصوات تستحق تلك الانتقادات, كون تلك الحرب التي كان يخوضها الجيش اليمني بصرف النظر عن موقف الجنوب من هذا الجيش وما قام ويقوم به من تجاوزات وانتهاكات خطيرة بحق شعب الجنوب, إلا ان حربه تلك كانت دون قصد تصب في مصلحة الجنوب وأمنه ,كون تلك الجماعات الارهابية تشكل خطرا كبيرا على الجنوب وعلى مستقبله وسيكون فريستها ان تمكنت من إحكام قبضتها, أكثر من خطر الجيش اليمني نفسه, إذ ان الجيش قد ينسحب من الجنوب بسهولة إذا ما تمت تسوية سياسية للقضية الجنوبية مستقبلا, كونه وحدة نظامية يسهل التحكم بها بكل الأحوال بعكس تلك الجماعات الدموية التكفيرية  التي لا تأبه لصوت العقل والمنطق.

واليوم الغريب بالأمر ان القوى والاحزاب التي كانت مؤيدة ولو على استحياء لتلك الحرب اضحت بعد دخول الحوثيين صنعاء وسيطرتهم على مقاليد الأمور هناك تنظر الى أي مجابهة  مع تلك الجماعات وكأنها استهدافا لوجودها السياسي , وترى في أي حرب مع تلك الجماعات على انها تقوية لخصومها حركة انصار الله (الحوثيين) مثلا.

 وتتصرف تلك القوى من منطلق  عقيم وعريب ,وهو ان القاعدة خصم للحوثيين يجب تركها تحاربهم نيابة عنها, (فتلك خديعة الطبع اللئيم). وكأن هذه الجماعات لا تستهدف إلا الحوثيين فقط وليس جماعات تضع الجميع في مربع واحد من الاستهداف.

 التماهي مع فكر تلك الجماعات واستمرار التقاعس بالحرب عليها من  منطق النكاية بالخصوم السياسيين يعد تفكير مدمر , فالجنوب لن يكون في خير ان بقيت هذه الجماعات وتوسع نفذوها وسطوتها, فهي تتوعد الجميع بالقتل جهارا نهارا وقد فعلت الكثير مما تقوله. فالاستعانة بعناصر الارهاب والتطرف لتحقيق أهداف سياسية ومآرب حزبية هي طريقة لم تثبت فشلها فقط بل اثبتت خطورتها وكارثيتها على الجميع منذ عام 1990م وحتى هذه اللحظة, وبالتالي فمن السخف تكرارها مرة أخرى.

على الجنوبيين كلهم دون استثناء ان يعلموا ان إدخال الجنوب في دوامة الارهاب والتطرف لن يكون اقل ضررا ودمارا  من تحويل المدن الجنوبية وعدن والمكلا على وجه الخصوص الى غابة من السلاح والمسلحين والقبليين المتمنطقين بكل أنواع الأسلحة  في هذه المدن المجبولة على المدنية والأمن والسكينة .

 فـــ( انتشار التطرف -وإغراق المدن بالسلاح والمسلحين والفوضى) تحت أي ذرائع كانت هما وجهان لكارثة واحدة , فمن يرتضى باستباحة وطن بسبب كراهيته  لجماعة أو لشخص كمثل الذي يحرق منزله بسبب صرصار.!

-خاتمة : الشيخ متولي الشعراوي: ان كنتم أهل دين فلا جدارة لكم بالسياسة , و إن كنتم أهل سياسة فمن حقي ان لا اختاركم, ولا جناح على ديني .