fbpx
إلى الرئيس هادي.. أعرني سمعك !!

 

 

بادئ الأمر أحييكم بتحية الإسلام,تحية من يبحثون عن السلام والأمن والأمان, ولايجيدون غير لغة السلام والتسامح والتعاطف ونسيان الغل والحقد والبغضاء, لأي كائن من كان, طالما وقدماه قد وطأه أرضهم وحلت روحهم بين ثنايا (دورهم), تحية مفعمة بهواء الجنوب الذكية التي لم تلطخها تلك الروائح (النتنة) التي فاحت من دعاة الحرب (وجنرالات) الموت وعبيد المال والولااءت الضيقة على حساب كل شيء..

 

أحيك بتحية البسطاء من أبناء شعبك الذين لايجيدون لغة السياسيين القذرة والحاقدين الذين لايزالون يضمرون لشعب (الجنوب) الحقد والبغض والعداء منذ زمن بعيد ودن أي سبب يذكر غير أن الشعب الجنوبي شعب مسالم متحضر مثقف (نظامي) ويعشق النظام حد النخاع, ويلتزم به إلى حدود لا توصف ولا تعقل..

 

بعيدا عن معسول الكلام, وبعيدا عن تلون المتلونين ومداهنة المداهنين أرجوا منك أن تعيرني (سمعك) وقلبك لكلمات ربما لن تكون ببلاغة الفصحاء أو بتنميق الأدباء أو بجمال الشعراء ولكنها نابعة من القلب وأتمنى أن تحط رحالها في قلبك وأن تؤتي ثمارها,عل وعسى أن تكون ذات وقع وفائدة ليس لك فقط ولكن لكل من يقرائها..

 

تعلم سيدي أنك وطأت أرضا مباركة وشعب أعزل مسالم, وتعلم جليا أن هذا الشعب قد ذاق الأمرين جراء سياسة الإقصاء والتهميش والفيد وعنجهية النافذون, وتعلم أيضا أنهم قد قدموا الغالي والنفيس والأرض والمال والثروات (لحلم) كانوا يطمحون لتحقيقه وينشدونه آملين أن يلبي حاجياتهم ويحقق أمنياتهم, ولكن دوما تأتي رياح المصالح بما لاتشتهي أفئدة البسطاء وأحلام الأبرياء, وتفرض سياسة الجشع والطمع أجندتها ضاربة بكل المواثيق والعهود والاتفاقيات (عرض) الحائط لانها إعتادت أن تخل بالعهود وأن تنقض المواثيق وأن (تقتات) على أحلام البسطاء وأن تشرب دماؤهم وتستنزف أرواحهم, وتدمر أمنياتهم, ودك حصون تطلعاتهم بمعاول (السلب) والنهب وقوة السلاح والمال..

 

ولهذا فهم (يأملون) أن تضع (البلسم) على تلك (الجراح) الغائرة, وأن تطبب تلك الألام والأعراض المتراكمة, وأن تعيد ولو شيء يسير من تلك الأحلام (المصادرة) والأمنيات الموءودة منذ زمن بعيدا, وأن لاتقتلتوها (مرتين),هم يأملون أن تستشعر تلك (المعاناة) الجاثمة على صدور البسطاء منذ سنوات طويلة, وأن تسمع تلك الأنات التي أيقضت  العالم (الفاني) وأسمعت من به (صمم), وأن تكون (المنقذ) وطوق النجاة لهم, بعيدا عن الإقصاء والتهميش وسلطة السلاح والترويع والترهيب وعنجهية المتغطرسين, فهم كما أسلفنا أصحاب (حق) منهوب ووطن مسلوب وثروات مستنزفة, فكن لهم طوقا نجاة وبلسم جراح, يكونوا لك درعا (متين) وحصنا حصين وصخرة تتحطم كل الشرور عليها..

 

سيدي لاتبدد تلك الأحلام التي (تجيش) بها صدورهم الصغيرة, ولاتصادر تلك الأمنيات التي تكتنفها ثناياهم, ولاتقف حائلا دون هدفهم المنشود وغايتهم, وكن عونا لهم على أن (ينعموا) بوطنٍ كان ينشدونه منذ الأزل في زمن لم يأبه الآخرين لأهمية الأوطان وتضحيات الشعوب, ودأبوا لأن يدمروها بحجج واهية أنت بذاتك لمستها, وربما ذقت مرارتها..

كن قريب منهم وتحسس مواضع الألم والمعاناة التي يعيشونها وتلمس كل شيء,وأصغ جيدا إلى تلك الأصوات التي تبحث عن حق في ظل معمعة الباطل وفوضى السياسيون,تسكن سويداء قلوبهم وتتربع عروشها, ولاتضع في أحدى أذنيك (طين) والأخرى (عجين) وتُعرض عن سماع الحقائق والمطالب, لان هذا ربما يصب زيت المعاناة على جمر الألم ويؤجج نار الألم والشعور بالظلم والقهر والإنسحاق.. والله من وراء القصد