fbpx
الحرب قادمة فماذا اعدَ لها الرئيس هادي ؟؟..

       عبدالوهاب محمد الشيوحي

          يقال والله اعلم ان ( الرئيس هادي )  رفض عروض مجانية تقدمت بها  له   بعض المناطق الجنوبية مبديةً استعداها التام لدعمه والوقوف الى جانبه في محنته , ولم تضع مقابل ذلك اية شروط ,, ويقال ان هادي بدلا من يسعده هذه العرض ويستغله للدفاع عن نفسه وعن الجنوب او حتى دفاعاً عن الوحدة التي يرحل بنعشها من مكان الى آخر , وبدلاً يمتلي قلبه فرحاً بما ابداه  الجنوبيين من تجاوزاً للماضي وإقبالاً على المستقبل , بدلاً من كل ذلك فقد خرج مغاضبا حنقاً من ذلك اللقاء ,, العهدة على الراوي ..

           إن  صدق هذا الامر فهو يعني ان ( الرئيس هادي )  يمضي ويجر خلفه الجنوب في طريق لا عودة منه ,  طريق الضياع النهائي ,, وان كان هذا الامر ليس صحيحا فأن ما يفعله هادي منذ خروجه من صنعاء لا يشير إلا الى ذلك التوجه وذاك النفس المناطقي الذي  سيؤول بالجنوب الى نفس المآل  ..

      

         حتى مع اصرار ( هادي ) على التمسك بأهداب وحدة الغيت اكثر من مرة ومن اكثر من الطرف جنوبي وشمالي , فأن لديه من المسوقات ما يكفي ويزيد لكي يتوجه بخطاب خاص للجنوبيين تعبوي وحميمي صادق باعتبارهم اليوم حصن دفاعه الاخير بعد ان انقلب عليه من ضحى  بالجنوب لأجلهم , خطاب  يبعث فيهم روح الاخاء والمحبة ويخبرهم بأنه وان كان رئيس لكل اليمنيين فهو بالضرورة رئيس لكل الجنوبيين بمختلف مناطقهم ومشاربهم , من آمن منهم بالوحدة المغدورة ومن كفر ..ذلك لكي يطمئن الجنوبيين الذي يتوجسون من ما بات  يعرف عن الرجل من مناطقية مقيته   ..

        حتى الان قام الرجل  بأمور كثيرة الا انه يتجنب  رص صفوف  الجنوبيين  برغم تفهمهم  جميعا   لوضعه الحالي وترحيبهم به ,, ويبدوا ان هادي لا يزال مراهنا على من راهن عليهم البيض العام 94م , حتى وقد اصبح طريدا ومطلوباً  للحوثيين  , كما يبدو  ان هادي ايضا في طريقه الى ان يقع في فخ الدعم الدولي والاقليمي لشرعيته , ولم يعتبر من ما حصل له في صنعاء من خذلان هذه الدول وتوقف دعمها عند حدود الشجب والرفض والإدانة ..

         الدول الغربية قد قامت بأقصى ما لديها تماشيا مع ما تسمح به روسيا حليفة ايران حليف الحوثي , وهو اصدار ومن ثم تجديد قرار العقوبات الفاشل الذي تمثل ضرره الوحيد في منع ( عفاش ) من التجول حول العالم , وبالنسبة لدول الاقليم فهي الى جانب الشجب والاستنكار والإدانة ستقدم اموالاً , هذه الاموال قد تبني مترسا لكنها لا تستطيع ان ترابط في هذا المترس لحمايته والدفاع عنه وعن ما وضع لأجله ,, قد تقدم اسلحة لكن هذه الاسلحة بحاجة لمن يوجهها ويصوبها  ويطلق النار منها , وهذا مالا يمكنهم عمله ,, كما ان اللجان الشعبية ذات البعد المناطقي اعجز من  ان تواجه الطوفان القادم من الشمال لوحدها ..

                 خلاصة القول ان الحرب قادمة لا محالة وان )  هادي (  حتى الان لا يبدي استعداداً حقيقياً            لها لا على المستوى النفسي ولا على المستوى الفكري ولا حتى على المستوى المادي بشقيه البدني وجانب العتاد ليس فيما يخصه شخصياً فقط  بل وهو الاهم على مستوى من يفترض انه سيقودهم في هذه الحرب . وفي هذا المقام  فأن على ) هادي (  ان يختار احد خيارين لا ثالث لهما , اما  خيار النصر المؤزر بأذن الله وأما خيار الهزيمة الساحقة ,, خيار النصر  يتمثل في توجيه هادي دعوة صادقة لكافة المناطق الجنوبية كل منطقة بأسمها وصفتها للنفير العام والاستعداد للتصدي للغزو الحوثي الوشيك , وانا على يقين بأنها لن تتخلف منطقة جنوبية واحدة وسيلبون من فورهم النداء ولن يبقى على هادي بعدها سوى توجيه الدعم الاقليمي والدولي الى مصارفه المثلى بتسليح الجنوبيين وترتيب اوضاعهم وتغطيتهم  ليتم الدفع بهم الى منافذ الجنوب للدفاع عنه وحمايته , وسيتحقق النصر للجنوبيين دون شك ولو اتى الحرس الثوري الايراني للقتال الى جانب الحوثي , والى جانب هذا الخيار متاح اما هادي كذلك  خيار الهزيمة الساحقة والهوان والذل المستديم  ويتمثل في بقاء هادي مراهنا على بعض المناطق الشمالية التي سبق وراهن البيض عليها وعلى الدعم الدولي والإقليمي لشرعيته والذي لن يتعدى الحدود التي تم ذكرها سابقا في هذا المقال , وعلى لجان منطقته لوحدها  التي لن  تغني عنه من الحوثي شيئا   , وسيّصحُ  على بندقية ابو علي الحاكم موجهة الى صدره في معاشيق , او في  احسن الاحوال سيجد نفسه يمخر  عباب البحر خائبا مهزوما , فيصبح لا هو حفظ الوحدة ولا هو دافع عن الجنوب ..

    alshiwhi@hotmail.com