fbpx
النقاط العسكرية والقتل المجان ..

بقلم / وجدي صبيح

كانت ولازالت جميع النقاط العسكرية المنتشرة على طول وادي حضرموت تحصد أرواح الكثير من المواطنين الأبرياء ، فلقد تحولت تلك النقاط العسكرية والتي من المفترض أن  تكون للتفتيش والتنظيم إلى محطات للقتل وتجمعات للقتلة وسفاكين الدماء ، تكتظ  بكل أنواع الأسلحة دون أدنى مراعاة للمفاهيم العسكرية والأمنية والأخلاقية ، فلكل  مستهدف بالقتل ولاشي غيره بمجرد الاشتباه أو الشك ، وهو ما يفسر بكل وضوح الاستهتار والاستخفاف بدماء الناس وحياتهم ، ويفسر أيضا ثقافة أولئك القوم العنصرية البربرية الإرهابية التي لا تعترف بأي حقوق للإنسان واي التزامات تجاه المواطن .

فهاهي اليوم مدينة تريم تدفع ضريبة لذلك الاستخفاف والتجبر حياة احد من خيار أبناءها وتفتجع بإنسان طالما أحببه الكثيرون وأشاد به البعيد والقريب إنسان مسالم بعيد كل البعد عن العنف ومفاهيمه الشهيد الشيخ / عبدالله جبران رحمه الله ، هذا الرجل المتدين المتواضع الكريم السخي الذي سخر نفسه وماله لمنفعة الناس حيث كان سندا للفقراء والمحتاجين ولكثير من المشاريع الخيرية والتطوعية بالمدينة ، قُتل هذا الرجل الصلب بكل برودة عمدا وتسلطا في إحدى النقاط العسكرية ألواقعه بين مدينتي شبام وسيئون وهو عائد من عمله ليلا إلى بيته بمدينة تريم ، وهو ما يثبت يقينا الحالة النفسية المريضة المحبة للقتل والدم ويثبت أيضا عدم التزام أولئك الجنود بأدنى معاير الاحترام والتقديس للحياة والنفس البشرية ألمسلمه التي حرمها الله ،  الأمر الذي لا يسمح ببقي مثل هولاء القوم حيث اتخذوا من القتل والإعدام خارج القانون السبيل الأنسب في التعامل مع المارة وبعد ذلك لا احد منهم يتحمل مسؤولية أفعاله وتصرفاته.

فإننا إذا ما أضفنا هذه الجريمة بحق الشهيد جبران إلى سجل الانتهاكات والتجاوزات والجرائم التي صنعتها هذه النقاط العسكرية  وعلى مدى السنوات العشر الأخيرة ،  فإننا نستطيع أن نحصي عشرات الجرائم والانتهاكات التي تنوعت ما بين القتل والخطف والاعتداء والنهب ومصادرة الممتلكات ناهيك عن المعاملة العنصرية التعسفية اليومية التي يتعرض لها المواطنين المحليين فالمواطن يقتل بقصد وبدون ذنب ومن قبل جنود تابعين للجيش وفي نقاط عسكرية من المفترض ان تكون مكان يؤمن المواطن فيه على نفسه وماله ، وهناك عشرات الشكاوي تبرهن على نهج العنف والبطش الذي تسير عليه هذه الزمرة والذي تطور اليوم طبيعيا إلى انتهاكات وجرائم تحدث بأرض الواقع ،  وهو ما يستدعي من الجميع الوقوف بقوة في وجه هذه التصرفات ألا مسئوله لصد هذا التجبر والتعند والاستخفاف المستمر بحياة الناس لان الكل أصبح بعد اليوم عرضة لما تعرض له الشهيد عبدالله جبران وقبله الشهيد الشيخ المقدم سعد بن حبريش ، وليعلم الجميع  ان هذا المسلسل لن تتوقف حلقاته عند هذين الشهيدين  فالقتل والغدر ديدن أولئك القوم منذ أن وطئت أقدامهم هذه الأرض .