fbpx
سلطات الجنوب المحلية .. استفادت من الثورة الجنوبية وتخلت عن آمال شعبه بالاستقلال في لحظات تأريخية حاسمة
شارك الخبر

يافع نيوز – تقرير  – خاص :

غير معقول ما يجري هنا ؟ وغريب أمر هؤلاء من حكام مناطق الجنوب ضمن نظام صنعاء السابق واللاحق ؟ ماذا يريدون حتى يقتنعوا بأن عليهم واجب يجب أن يؤدوه لتكامل الطيف السياسي الجنوبي واستعادة دولة الجنوب ؟ هل يدرك هؤلاء أن مواقفهم المتضعضعة تضع مصير شعب الجنوب على المحك وتفوت عليه فرصا ذهبية لاقتطاف ثمرة نضاله الدوؤب وتضحياته الجسيمة وتحقيق هدف الاستقلال الجنوبي الثاني ؟ .

بمرارة وغصة من الألم يطلق نشطاء الحراك الجنوبي السلمي هذه الكلمات، راجين ان يجدوا تفسيرا لما يجري من قبل السلطات المحلية ورموزها التي ترفض ان تنخرط مع شعب الجنوب في ثورته لتحقيق الهدف المنشود، رغم تأكيدات الحراك المتكررة لأولئك بان مناصبهم محفوظة ومواقعهم يجب ان تبقى كما هي . فما هي حقيقة هؤلاء المسئولين والسلطات المحلية الحاكمة في الجنوب بأوامر أنظمة صنعاء ؟ .

مواقف هزيلة :

في الوقت الذي من المفترض ان تتخذ سلطات الجنوب المحلية، زمام المبادرة لتلبية تطلعات شعبها في الجنوب، وتسير بالامور نحو الفعل الاستقلالي على الأرض، رأى الجميع تلك السلطات تتخذ مواقف هزيلة، حتى في وقت استولت فيه مليشيات الحوثيين على الحكم، وباتت تتحكم بالأمور وبالقرار السياسي، بل وتعتقل قيادات جنوبية كانت تعتبر مصدر القرار في مقدمتهم الرئيس  -هادي – ورئيس الحكومة اليمنية – خالد بحاح – ووزراء آخرين وسفراء وقيادات عسكرية جنوبية .

مواقف ما سميت ( اللجنتين الأمنيتين بعدن  وحضرموت ) تثبتان بما لا يدع مجالاً للشكل ان المواقف التي اتخذتها، هي مواقف منزوعة الإرادة، وضعيفة التوجه، ومتذبذبة الإتجاه، ولم ترتقي الى مستوى المرحلة التي كان يأمل فيها شعب الجنوب ان يكون اولئك المسئولين الذين اضروا الجنوب زمناً منذ ثورته، عند حسن الضن والأمل الذي يعلقونه عليهم .

وهذه المواقف التي يُنظر لها بأزرداء اليوم في الجنوب، هي مواقف يدعي اصحابها اتخاذها من منطلق الحرص على ما تبقى من الدولة، فيما الدولة التي يتحدثوا عنها، تم نهبها من قبلهم ومن قبلهم سلطاتهم المركزية في صنعاء، وتحولت مؤخراً الى دولة مليشيات وكانتونات متصارعة .

 

هل ينتظر اولئك عودة صالح للحكم ؟

يشير محللون سياسيون جنوبيون، ونشطاء، الى أن المواقف الضعيفة لقيادات السلطات المحلية والأمنية تجاه الجنوب واستقلاله، في لحظة تاريخية ربما لن تتكرر، بأنها مواقف حذره تجاه التقلبات الحالية، لكنها لا تخرج عن كونها تمهيد او انتظار لعودة نظام صالح للحكم، خاصة وان اغلب تلك السلطات موالية لصالح ولحزب المؤتمر الشعبي العام .

وبحسب اقرب التحليلات التي يراها سياسيون وناشطون، ان هناك مخططاً يديره صالح عبر عناصره الموثوقة، لاختلاق خلافات وهمية داخل المؤتمر الشعبي، لإعادة نيل الثقة من قبل الرأي العام، لفصيلي المؤتمر الشعبي العام، في حين إدارة ذلك الخلاف يتم التحكم به من داخل الهيئة السياسية والمخابراتية بحزب المؤتمر ويديرها ” صالح مباشرة .

مشاريع تقسيم الجنوب :

في الوقت الذي أسقطت فيه المليشيات بصنعاء، كل الاتفاقيات الموقعة، وعلى رأسها ما سميت ( مخرجات الحوار اليمني – ومشروع مسودة دستور الأقاليم )، فاجأت قيادات السلطات المحلية بمحافظات الجنوب، الرأي العام الجنوبي بموقف غريب ومجحف جدا لتطلعات الشعب الجنوبي، ويلبي تطلعات صنعاء ومشاريعها في الوقت الذي سقطت تلك المشاريع في عقر دارها .

أظهرت قيادات السلطات المحلية، في بياناتها الرسمية، تبنيها لمشروع ( تقسيم جغرافية الجنوب ) في الوقت الذي شرع الحوثيين في توحيد ( جغرافية الشمال )، حيث حددت تلك السلطات بياناتها بما أسمته ( بيان اللجنة الأمنية في اقليم عدن – وبيان اللجنة الأمنية في اقليم حضرموت) وهو المشروع الأخطر في نظر الجنوبيين من كل مشاريع صنعاء المستهدفة للجنوب خلال العقدين الماضية من الزمن.

شكلت تلك المواقف حالة لا يمكن استيعابها في الوسط الجنوبي، ولا يمكن ان يكون متبنييها ( عقلاء ) بحسب وصف ناشطين جنوبيين في الثورة الجنوبية، إذ أن من غير الممكن أن يصر هؤلاء على تلبية رغبات القوى الشمالية، في وقت يسقط فيه الشماليون بصنعاء حكم ( أول رئيس جنوبي )، بل وتضعه جماعة الحوثي تحت الإقامة الجبرية والذي تمكن من النزوح الى عدن مؤخراً، فيما تبقي الجماعة  على رئيس الحكومة اليمنية ( الجنوبي ) ووزراء وقيادات جنوبية أخر،  .

 

خلط الأوراق على الثورة الجنوبية :

يشكل خلط الأوراق السياسية والميدانية، اسلوبا قديما جديداً لقوى صنعاء، منذ تفجر شرارة ثورة الجنوب التحررية السلمية ” الحراك الجنوبي “، وهناك الكثير من الاوراق التي عملت عليها صنعاء وقواها لإرباك الثورة الجنوبية.

وكانت أبرز تلك الأوراق التي لعبت عليها صنعاء هي  ” ورقة القاعدة “، إذ شكل تسليم ألوية الجيش اليمني في أبين للقاعدة، وسيطرة القاعدة على المحافظة بكاملها، في لحظة كانت تتقاتل فيه قوى صنعاء عام 2011م، إشغالاً للرأي العام الجنوبي، وإعاقة كبيرة لسير الثورة الجنوبية، وتسبب بخلط أوراق الجنوب امام الرأي العام الدولي .

وشكلت ورقة ( تسليم رئاسة اليمن لجنوبي وكذلك رئاسة الوزراء ) عام 2012م، خلطا على الجنوب أمام الرأي العام الدولي، وأعاق تفهم القضية الجنوبية من قبل القوى الدولية والعربية، رافقه استقطاب غير عادي داخل الحراك الجنوبي من الجنوبيين الممسكين لزمام السلطة الشكلية في صنعاء.

إضافة الى ذلك، تشكل مواقف السلطات المحلية بالجنوب، ووقوفها ضد ارادة الشعب الجنوبي،  عائقاً امام هدف استقلال الجنوب، مما يسبب خلط الاوراق امام الرأي العام الخارجي، ويظهر الجنوب بحالة ضعف وبالاخص الثورة الجنوبية التي فعليا تسيطر على اغلبية الاراضي الجنوبية ولكنها سيطرة ميدانية، دون السيطرة على زمام القرار السياسي والموارد الاقتصادية، مراعاة وانتظارا لعودة السلطات المحلية الى رشدها وتأكيد وقوفها الى جانب الثورة للعمل جنبا الى جنب من اجل استعادة الدولة الجنوبية .

كيف استفادت سلطات الجنوب المحلية من الحراك :

لا يوجد هناك من استفاد من الثورة الجنوبية، أكثر من السلطات المحلية التي كانت ولا تزال، تجني الفوائد في جميع الاتجاهات .

فمن جهة هي تقوم بابتزاز سلطات صنعاء المركزية، والتهديد بالعودة للجنوب ومساندة الحراك الجنوبي، مما يجعل صنعاء تلبي رغبات تلك السلطات المحلية وقيادتها.

ومن جهة أخرى لا يزال فساد تلك السلطات المحلية مستمراً، حيث يتم نهب أموال المحافظات والمديريات، من المشاريع والميزانيات، دون أي حسيب ورقيب، وإذا ما وجدت جهة رسمية لمحاسبتهم، هددوا بالانضمام للحراك الجنوبي والمطالبة باستعادة دولة الجنوب .  هذا ما يؤكده كثير من المنضوين تحت تلك السلطات المحلية الغير متورطين بأعمال فساد ونهب أموال غير مشروعة .

هذه السلطات المحلية التي اتخذت من الثورة الجنوبية سلماً لها، لتحقيق رغبات شخصية لقياداتها البارزين، او اعضاءها، تعتبر ساقطة قانونيا وبحسب قانون نظام صنعاء الانتخابي والتشريعي والدستوري، إذ مضى عليها أضعاف مدتها المحددة بالقانون، ولكن نتيجة للاوضاع والانهيار السياسي للسلطات المركزية بصنعاء، وجدت تلك السلطات فرصة سانحة لممارسة رغباتها والاستمرار في مواقفها المتخاذلة خوفاً من وجد نظام قوي وجهات رقابية تستطيع ايقاف تلك السلطات المحلية عند حدها .

المطلوب من تلك السلطات المحلية بالجنوب :

لم تطلب الثورة الجنوبية، من تلك السلطات المحلية في الجنوب، إلا مواقف مساندة لها رسمياً، لسرعة انجاز السيطرة على الجنوب وموارده الاقتصادية، والسير معها جنبا الى جنب في طريق الاستقلال الناجز للجنوب .

وبدوه ومن المفترض ان تكون تلك السلطات المحلية بالجنوب، مستعدة للعمل وفق المعطيات والتماشي مع المرحلة الجديدة، التي اثبتت الثورة الجنوبية انها سيدة الموقف، ويجب التعامل معها .

ولتبديد الخوف من جهة الثورة الجنوبية، فقد دعت وأكدت بيانات مكونات الحراك الجنوبي، ان على السلطات المحلية الانضمام الى الثورة الجنوبية، والبقاء في مناصبها دون أي اعتراض من الثورة الجنوبية، وذلك لتسيير شئون المرحلة الانتقالية، ولن تهرب تلط السلطات عن دورها، وبقاءها فقط للنهب والسلب وجمع الثروة والاموال، يجعلها في محط استياء وازرداء كل ابناء الجنوب .

فلو صدقت تلك السلطات مع نفسها، ومواقفها، لدخلت التأريخ الجنوبي من اوسع ابوابه، ولكانت بالفعل محل اعزاز وتقدير كل ابناء الجنوب، ولكن أنى لسلطات محلية أوجدتها سلطات صنعاء الفاسدة، ان تدخل التأريخ، ا وان يكون لها محل تقدير وهي ترتبط بأحزاب اليمن التي اثبت التأريخ انها فاشلة وعاجزة عن صنع أي تحول يخدم الاهداف النبيلة والغايات الراقية والايجابية .

 

  • اديب السيد

 

أخبار ذات صله