fbpx
( تقرير ) بعد تسليمهم أعمال الجنوب لـ” الحاكم ” .. الحوثيون في طريقهم لاشعال حرب اهلية وطائفية بين الجنوب والشمال
شارك الخبر

يافع نيوز – تقرير – خاص:

كشف ناشطون حوثيون بصنعاء، اليوم، ان زعيم الحركة الحوثية المسلحة التي استولت على صنعاء، أوكل المدعو ” عبدالله علي الحاكم المعروف بــ” ابو علي الحاكم ” موقف الجماعة من الجنوب .

وذكر رئيس تحرير صحيفة الهوية الحوثية ” محمد علي العماد ” في منشور له في صفحته على” الفيس  بوك “قرار تفويض زعيم الجماعة لأبو علي الحاكم لاستلام أعمال المحافظات الجنوبية، دون أي تفاصيل أخرى .

التوجهات التي يبديها الحوثيين نحو الجنوب، ليست جديدة، إذ انهم ومنذ تمكنهم من السيطرة على صنعاء، وإسقاط حكم أول رئيس جنوبي ( شافعي ) واعتقاله، قبل ان يتمكن من الخلاص والعودة الى عدن، قد تغير موقفهم نحو الجنوب، وتبدلت لهجتهم وصارت أشبة بمواقف ( علي عبدالله صالح  – وحزب الاصلاح اليمني ) .

ولمراجعة المواقف الحوثية تجاه الجنوب، فإن موقفهم بدأ يتغير منذ الاجتماع السري الذي عقدوه في صنعاء، والتقوا فيه بقيادات وحزب التجمع اليمني للإصلاح، وذلك بمباركة صالح، والذي ابدى حزبه المؤتمر دعمه لهذا اللقاء السري .

في اللقاء دار الحديث عن ( الحفاظ على الوحدة اليمنية )، ولكن وسائل الاعلام الشمالية، حصرت اخبارها بان اللقاء كان من اجل صلح ( اصلاحي حوثي) وعدم اقتحام منازل قيادات حزب الاصلاح وآل الاحمر من قبل الحوثيين.

وكشفت مصادر سياسية خاصة بصنعاء لــ” يافع نيوز ” معلومات مؤكده كانت نشرتها الصحيفة والموقع، في وقت سابق، انه تم الاتفاق بين الحوثيين والاصلاح والمؤتمر، على قيام الحوثيين بمهمة الدفاع عن ما تسمى ( الوحدة اليمنية ) ومنع أي اتفاقات قد تفضي الى منح الجنوب حق تقرير المصير .

وما أكد هذا التحول في مواقف الحوثيين، هو رفضهم لمشروع الرئيس الجنوبي السابق ” علي ناصر محمد ” الذي تؤكد المعلومات انه على علاقة قوية بالحوثيين، إلا ان تغير موقف الحوثيين الأخير، أصاب ” ناصر ” بخيبة أمل ، بحسب مصادر مقربة منه .

ويبدو أن الحوثيين، قد تبنوا شعار ( الوحدة او الموت ) الذي أطلقه الرئيس اليمني المخلوع ( صالح وحزبه المؤتمر الشعبي العام ) وتبناه من بعدهم ( حزب الاصلاح اليمني )، وهو الشعار الذي يعني أن قوى الشمال ستشن حرباً أخرى على  ( الجنوب )، رغم ن قواتهم العسكرية تقتل كل يوم الجنوبيين في مختلف محافظات ومناطق الجنوب، ولم تتوانئ لحظة منذ الغزو عام 94م، للجنوب واستباحة دولته وارضه ونهب الثروات وإقصاء الموظفين الجنوبيين ولبسط على الاراضي وارتكاب الانتهاكات الجسيمة وغيرها.

اليوم وبعد ان بات الحوثيون يشعرون بنشوة نصر، جراء سيطرتهم السريع على محافظات الشمال، انهم قادرون على احتلال الجنوب، او بالأصح استمرار احتلاله والتنكيل بشعبه، ونهب الثروات، وانكشفت أطماعهم مؤخراً عندما أفصح زعيمهم ” عبدالملك ” في خطاب له، ان عدن لكل اليمنيين وكذلك حضرموت، وهو ما يعني انهم تبنوا رسميا خطاب وافكار وممارسات ” صالح والاصلاح ” .

والتكليف لــ( ابو علي الحاكم) بما اسموه، استلام أعمال ( الجنوب )، يؤكد ان الحوثيين بدأوا ينتهجوا فكر الحرب على الجنوب، وقد يندفعون تحت نشوة ” النصر ” الى محاولة اقتحام الجنوب، وهو ما قد يقلب الأمور رأساً على عقب، بعد ان قلبوها شمالاً، وباتوا متورطين بتدمير ما تبقى من شكل للدولة اليمنية، ولما تسميه أحزاب صنعاء السياسية ” الشرعية السياسية والرئاسية ” .

لكن توجهات الحوثيين هذه، تأتي عقب تمكن ” هادي ” من الهرب على عدن، بعد ان مكث نحو قرابة شهر تحت ” الإقامة الجبرية الحوثية “، وإعلانه من عدن تمسكه بمشروعيته كرئيس وإعلانه بطلان كل قرارات الحوثيين التي اتخذوها منذ 21 سبتمبر 2014م .

ويرى محللين ان ممارسات هادي، التي باتت ضعيفة، ولا تستطيع ان تسوي اعوجاج ما حدث، نتيجة ان الحوثيين باتوا اقويا في صنعاء والشمال، ويمارسون صلاحياتهم تحت مسمى الدولة والشرعية الثورية الحوثية.

ويشير المحللين الى ان هادي، بات يخوض صراعه على السلطة في صنعاء، مع الحوثيين من عدن، رغم ان أغلبية الشعب الجنوبي، يرفضون توجهات ” هادي ” منذ البداية، ويؤكدون انه لا علاقة لهادي بالقضية الجنوبية، وان صراعه ينحصر على كرسي الرئاسة الذي تولاه هادي في 21 فبراير2012، ورفض الجنوبيين انتخابه، بل وسقط جراء رفض الجنوبيين إجراء الانتخابات بالقوة في الجنوب.

ومن المحتمل ان يقدم الحوثيين، على حماقة جديدة، بحجة خوض صراعهم مع ” هادي” لاحتلال الجنوب واقتحامه، وكذلك تحت حجة محاربة ” القاعدة “، رغم ان الجنوب بات مؤمنا حدوده ومناطقه من الارهاب والمليشيات عبر اللجان الشعبية الجنوبية .

سيؤدي أي تقدم للحوثيين الى الجنوب الى معارك، وربما الى اشعال فتيل صراع ( مذهبي) وتحويل اليمن شمالها وجنوبها الى ( سوريا ) جديدة .

لكن وبحسب سياسيين، ان الحوثيين لن يستفيدوا شيئاً من أي تقدم لهم نحو الجنوب، غير السقوط المدوي في براثن فخ يدفعهم اليها حليفهم ( صالح )، والذي سقط سقوطاً تاريخياً في بعد احتلاله .

 

كتبه/ اديب السيد

 

 

أخبار ذات صله