fbpx
مـا الـعـمـل !

اللقاء الموسع الذي دعا إليه الأخ أحمد عبدالله المجيدي محافظ لحج وضم كافة النخب السياسية والعسكرية والحراك الجنوبي والشخصيات الاجتماعية والقبلية وممثلين عن السلطة المحلية لمناقشة الوضع الناشئ في البلاد بعد الانقلاب العسكري في صنعاء ومحاصرة الرئيس هادي ورئيس الحكومة والوزراء الجنوبيين ودخول البلاد في وضع شديد الحساسية في ظل فراغ دستوري غير مسبوق- استباق محمود للأخ المحافظ للتشاور والتفكير بصورة جمعية وبصوت مسموع مع الآخرين كشركاء لحفظ المحافظة ذات الأهمية القصوى ديموغرافيا وجغرافيا والتنبه بمسئولية للقادم المجهول.

وما يهمني هنا، وقد استمعت لحديث من قناة (الحدث) للأخ المهندس حيدر أبوبكر العطاس كرر فيه ما دعا إليه ذلك اللقاء من التفاف الجنوبيين في محافظاتهم مع السلطات المحلية وبشكل تشاركي لتنفيذ عدد من المهام على الأرض: حفظ الأمن واستمرارية الأداء المؤسسي وتعزيز جاهزية اللجان الشعبية وصون الممتلكات والمؤسسات والأراضي ومنع أي تمدد يهدد الكيان القائم إلخ، بل إن الأخ المحافظ كان قد أشار إلى التنسيق والتشاور مع المحافظات المتاخمة للجنوب كإجراء احترازي، موضحاً أن سقوط تعز – لا سمح الله – بيد الحوثيين هو تهديد مباشر لمحافظة لحج، وهو ما أكد عليه الاخ حيدر العطاس بعد أن فند كثيرا من التفاصيل المهمة في سياق ما يجري من أحداث دراماتيكية في البلاد.

إن وعي الجنوبيين هو ما يعول عليه في هذه الأيام، ولا بأس أن تشكل محافظات الجنوب مجالس أو هيئات للتنسيق والعمل بالتشاور مع الآخرين كخطوة أولى على أن يشكل في مرحلة قريبة قادمة مجلس أو هيئة موحدة تضم محافظات الجنوب قاطبة، على أن يشمل ذلك إشراك وتمثيل كل القوى السياسية والحراكية والأحزاب والشخصيات الاجتماعية والقبلية المؤثرة والأكاديميين ليكون واجهة جنوبية شرعية تتحرك داخليا بما يحفظ سيرورة الحياه العامة اعتياديا في الجنوب في ظل سقوط الشرعية الدستورية في صنعاء والضغط على الانقلابيين لفك الحصار الذي تفرضه مليشياتهم على الرئيس عبدربه منصور ورئيس وزرائه خالد بحاح وكافة الوزراء المحاصرين، وفي مقدمتهم اللواء محمود أحمد سالم الصبيحي، والاتجاه خارجياً لشرح قضية الجنوب في ظل المعطيات الجارية في صنعاء التي تدخل في نطاق انقلاب لا يقدم أية شرعية لأن يبقى الجنوب في نطاقه.

ولقد تابعنا تشكل بعض التكوينات المهمة في الساحة الجنوبية منها برئاسة الأخ عبدالرحمن علي الجفري وبحركه دؤوبة للأخ محمد علي أحمد مما يتوجب اليوم التحرك إيجابيا بانضواء كل هذه التكوينات مع الهيئات التي قامت بها السلطات المحلية في محافظات الجنوب في هيئة سياسية وإدارية موحدة تقود الشأن الحياتي اليومي للمواطنين في الجنوب وتحصين حياضة السيادي بما في ذلك ممراته المائية، وتقديم أنموذج للإدارة والقيادة الواعية التي تحفظ الأمن وتردع أي محاولات للفوضى وتشويه سمعة الجنوب في هذه المرحلة، والتعامل بنضج سياسي وحضاري مع الجميع، والتحرك للتنسيق مع محافظات الجوار والجوار الإقليمي والعربي وتحديدا مع جمهورية مصر العربية، التي يدخل ضمن نطاق أمنها القومي مضيق باب المندب، ناهيك عن شرح قضيتنا المعطلة لسنوات للدول العشر في ضوء المستجدات الأخيرة.

ولإنجاح هذا التقارب باتجاه وحدة القوى الجنوبية أقترح أن تضطلع بذلك مجموعة حكماء جنوبية من عدد من الشخصيات المشهود لها بالنزاهة والكفاءة والتاريخ الوطني (دون أن أحدد أو أقترح أسماء الآن حتى لا ندخل في لجج الاختيار) ونترك تلك المهمة لشخصية هي محط إجماع الفرقاء، وتتركز مهمة (مجموعة الحكماء) في توحيد الصف الجنوبي، دون إغفال الكتلة البرلمانية الجنوبية، تنتهي مهمتها باضطلاع القياده الموحدة بدورها الوطني في هذه الظروف الصعبة والمواتية في آن واحد.

 

الايام