fbpx
مؤتمر الزيف

بقلم: عبدالرب السلامي

وجه زعيم الحوثيين يوم أمس دعوة لكافة الأطياف السياسية والاجتماعية والقبلية في اليمن إلى عقد مؤتمر في صنعاء، يوم الجمعة القادمة 30 يناير 2015م، وصفه بـ بالكبير والاستثنائي والتاريخي، وقال إن هدف المؤتمر: “مراجعة الوضع الداخلي على المستوى السياسي والأمني والخروج بمقررات هامة واستثنائية».

القارئ لتاريخ القوى التقليدية المستبدة سواء السلالية أو القبلية أو العسكرية، يجد أنها غالبا ما تدعو إلى عقد مؤتمرات شعبية واجتماعات موسعة بهدف أخذ شرعية زائفة باسم الشعب، وبالذات في لحظة استعدادها للانقضاض على السلطة في اليمن!

والمتأمل في الصورة المتكررة لتك المؤتمرات يجد أنها عبارة عن مجرد تظاهرة شعبية يحشد لها الآلاف من الناس يتم جمعهم في مكان عام، ثم يقرأ باسمهم بيان سياسي معد سلفا من الجهة الداعية للمؤتمر، ثم يهتف الحاضرون بشعارات عامة معروفة سلفا، ثم يعلن عن انتهاء أعمال المؤتمر بنجاح واعتبار نصوص البيان الصادر عنه هي مخرجات الإجماع الشعبي والاصطفاف الوطني!..
ثم يخرج الزعيم المتعطش للسلطة في اليوم التالي ليعلن للشعب اليمني إلتزامه المطلق بمخرجات مؤتمر الإجماع الشعبي والوطني!!

إنها باختصار مؤتمرات الشرعية الزائفة!

لكن رغم زيفها من الناحية المنطقية إلا أنها بحاجة إلى تعرية بأدوات شعبية وسياسية مكافئة.

إن مؤتمر الحوثي المزمع عقده يوم غد الجمعة هو نموذج جديد لمؤتمرات الزيف، ووسيلة من وسائل الإعتداء على الإرادة الشعبية، وعليه يجب التحرك شعبيا وسياسيا لإسقاط أي شرعية يراد منحها للمليشيات الانقلابية ومشروعها السلالي الطائفي الضيق، والتحرك المقترح على النحو التالي:

أولا: على مستوى الجنوب، يعتبر مؤتمر الحوثي تجسيد عملي لحالة فك الارتباط وإنهاء الشراكة مع الجنوب، فشعب الجنوب بكافة قواه السياسية والاحتماعية بات غير معني بأي مؤتمرات تعقد في صنعاء في ظل اعتقال رئيس الجمهورية واعتقال الوزراء والمسؤلين الجنوبيين.
فالحوثي بتصرفاته الحمقاء قد قضى على كافة أشكال الشراكة مع الجنوب وفرض الانفصال عن الجنوب وليس العكس، وبالتالي فأبناء الجنوب اليوم مفروض عليهم التحرك لرفض المؤتمر الحوثي من خلال تعزيز وحدة الصف الجنوبي حراكيا وسياسيا وقبليا، والتحرك يوم الجمعة لمخاطبة العالم بمنح شعب الجنوب حق تقرير المصير باعتبار أن الحوثي قد فرض الانفصال عمليا من صنعاء!

ثانيا: على مستوى أقاليم الشمال، يعتبر مؤتمر الحوثي تجسيد عملي للهيمنة الطائفية، وإعلان رسمي لسلطة المليشيات الإنقلابية، وبالتالي يجب على أبناء الشمال التعبير عن رفضهم لهذا المؤتمر من خلال تفعيل نشاط ساحات الثورة الشبابية الرافضة للإنقلاب، ومن خلال عقد المؤتمرات العامة للإقاليم والمحافظات المتحررة من سلطة مليشيات الحوثي لتقديم رسالة للعالم أن الحوثي ليس اليمن، وأن شعب اليمن ليس شعب عبدالملك!