fbpx
حزب الاصلاح اليمني .. اين هو مما يجري   ؟ وما علاقته بتحالف ” الحوثي وصالح ”  ؟
شارك الخبر

يافع نيوز – تقرير – اديب السيد :

لعل المتابع عن كثب لمجريات التطورات الخطيرة التي دخلت فيها اليمن، يدرك بان الامور تتجه لبناء تحالفات جديدة واعادة رسم للخارطة السياسية والتحالفاتية بين قوى صنعاء المختلفة والمتصارعة منذ تحالفهم الشهير على الجنوب وغزوه عام 94م والمعروف بــ” تحالف 94 ” .

لكن المرحلة مهما تغيرت مجرياتها تبقى الامور بالنسبة لقوى الشمال وتحالفاتها، متعلقة بمدى المكاسب الاقتصادية التي حققتها منذ غزو الجنوب ومدى الحفاظ عليها، اذ تنطلق من هذا المنطلق لبناء استراتيجياتها ومواقفها مما يجري .

ولا شك ان التطورات الاخيرة افرزت طفرة خلافات سياسية وميدانية محتدمه بين القوتين الايدلوجيتين الشماليتين ( الحوثيين والاصلاح ) اللذين يستخدما عادة الدين لنيل مكاسبهم السياسة والعمل وفقها لتحقيق الرغبات الذاتية بالبسط على الحكم والسيطرة على موارد البلد لا سيما موارد الجنوب التي ترفد ميزانية حكومة صنعاء باكثر من 80%  .

مع ذلك يرجح مراقبون ان الصراع بين ( الاصلاح والحوثيين ) وخاصة بعد الاخيرين مع ” صالح وفيصله في حزب المؤتمر الشعبي العام ” تبقى في حدود معينة ولم تصل الى مرحلة القطيعة الكاملة، رغم ما حدث من انهيار حكم  الاصلاح بسرعة  واستيلاء الحوثيين عليه، واسقاط قياداته وهروب بعضهم الى الخارج وفي مقدمتهم القياديين البارزين في التنظيم ( علي محسن الاحمر وحميد الأحمر ) .

أين حزب الاصلاح مما يجري ؟

يتواجد حزب الاصلاح بعد انسحابه من معركته المنتظرة التي طالما غذاها وحشد لها مع الحوثيين في صنعاء، في مواقع سياسية وادارية، في حين ينخرط جناحه المسلح ضمن القتال الدائر في مناطق الوسط اليمني بين القاعدة والحوثيين  في ( مأرب والبيضاء وإب وتعز ) بعد سقوط بقية محافظات الشمال بيد الحوثيين بالكامل وتسليم حزب الاصلاح لها، الى جانب معاقل رئيسية للاصلاح كــ( ارحب وعمران وريمة والحديدة وذمار ) .

تواجد الاصلاح يبدو انه محدودا في اطار السياسة والادارة، لكنه شديدا في المواجهة والانخراط ضمن صفوف تنظيم القاعدة التي يتهم الاصلاح بتقديم الدعم المعنوي والمالي له .

موقف الاصلاح مما يجري :

للاصلاح اعضاء وقيادة “سياسية ” في المناطق الشمالية، موقفا غامضا ليس ولابد، إذ ان تراجع الاصلاح عن مواجهة الحوثيين، تعد هزيمة قاسية، خاصة وان الحزب يعد حزبا مسلحاً ولديه مليشيات مسلحة مدربة، ومعسكرات ونفوذ قبلي غير قليل .

مراقبون يشيرون ان الاصلاح يؤيد سيطرة الحوثيين كاستسلام للأمر الواقع، ولم يتبقى له إلا ما فنمه من مكاسب لدى قياداته، بعد السيطرة على الجنوب، وكذلك في بعض مناطق الشمال، وما يملك اعضاءه من تجارة وشركات استيراد وتصدير تعود بمبالغ طائلة للحزب وقياداته واعضاءه، وهذا ما منعهم من المواجهة مع الحوثيين.

ويشبه كثيرون ما حدث بانه عبارة عن صفقة ” اصلاحية حوثية ” وفق ( المصالح مقابل التأييد ) .

علاقته الاصلاح بتحالف ” الحوثي وصالح ”  :

بالنسبة لعلاقة الاصلاح بتحالف ( الحوثيين وصالح وفصيله في المؤتمر الشعبي العام ) هي علاقة ( شد وجذب ) ولكنها في حدود السياسة، ولا غير .

ولم يستبعد المراقبون، ان يؤيد الاصلاح من تحت الطاولة تحالف ( الحوثي وصالح ) وخاصة اذا ما كان هذا التحالف سيفضي الى الحفاظ على مصالح ( قيادات الاصلاح ) وعلى ما تسمى ( الوحدة اليمنية ) التي يرى ( الاصلاحيون والمؤتمريون وكذلك الحوثيين ) بانها ( وجدت لتبقى – وان الجنوب فرعا عاد الاصل ) . ومن هذا المنطلق يرفض الجميع ( دعوات الشعب الجنوبي لاستعادة دولته ) لكون ذلك سيؤثر على مصالح وثروات يستولي عليها ( قيادات المؤتمر والاصلاح ) منذ اكثر من 20 عام .

ومن هذا المنطلق ربما يدخل الحوثي ضمن التقاسم الجديد واعادة ( التقسيم لثروات الجنوب ) خاصة وان ثورة الجنوب لا تزال متمسكة بالسلمية كاسلوب ثوري حضاري وراقي يحفظ الدماء ويصون أي علاقات مستقبلية مع الشمال. رغم النهب المتسارع والكبير من قبل قوى ( الفيد والنهب الشمالية) لثروات الشعب الجنوب الذي يعاني الفقر المدقع والتهميش الكبير منذ عقدين من الزمن .

أخبار ذات صله