fbpx
عبد الملك الحوثي. . .خادع أم مخدوع؟


د عيدروس نصر ناصر
الذين استمعوا لآخر خطاب لعبد الملك الحوثي (الثلاثاء 27/1/2015) يلاحظ أن الرجل كرر عشرات المرات مفردات (الوطنية، الأخلاقية، المسئولية، الواجب) عشرات المرات سواء وهو يمتدح سلوك أصحابه وأنصاره أو وهو يذم سلوك خصومه بعد أن يسبق هذه المفردات بـ(عدم) أو بـ(اللا).
من استمع إلى الخطاب المطول الذي ألقاه يخرج بأحد استنتاجين إما أن الرجل يعيش في عالم غير اليمن وأنه لا يعلم ماذا يدور ولا ماذا يفعل أنصاره وأنه مخدوع بما يقدم له من معلومات وتقارير عما يجري على الأرض وبالتالي تأتي خطاباتها مملوءة بمضامين تتناقض مع سلوك أصحابه وممارساتهم، وإما أن الرجل يعتقد أن كل مستمعيه ومشاهدي خطاباته عميان لا يدرون ماذا يجري وما تفعله الجماعة الحوثية من أعمال تثير التقزز والقرف حتى من المتعاطفين معهم.
ينتقد الحوثي خصومه ومنتقدي مواقف حركته ويصف مواقفهم باللاأخلاقية واللاوطنية واللامسؤولة، وقد كررها مرارا، ومن حق المراقب أن يسأله: هل خطف السياسيين وإخفاؤهم سلوك مسؤول وأخلاقي ووطني؟ وهل اقتحام ونهب المعسكرات سلوك وطني وأخلاقي ومسئول؟ وهل قمع الآلاف الذين يتظاهرون سلميا تنديدا بسياسات الجماعة عمل مسؤول ووطني وأخلاقي؟ وهل الاعتداء على النساء وضربهن وتعريضهن للإهانة علم أخلاقي ووطني ومسؤول؟
ويصف الحوثي استقالة رئيس الجمهورية والحكومة بأنه عمل ابتزازي ومناورة، وكأن رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء هم من اختطفوا مدير مكتب عبد الملك الحوثي ورفضوا إطلاقه إلا بعد تلبية مطالبهم
باختصار شديد الحوثي يرصد سلوك أصحابه ومساوئهم وتصرفاتهم الخارجة عن كل مألوف والخالية من أي لياقة ثم ينسب هذا كله إلى خصومه ويبدأ بالتهجم عليهم (أي على خصومه) ليقنع نفسه فقط بأنه فعلا قائد مسيرة قرآنية.