fbpx
دولة الجنوب حاجة وضرورة إقليمية دولية

في اليمن أصبحت حالة اللادولة واضحة ومكتملة، لابد أن تفقها قوى التحرير والاستقلال الجنوبية بشكل، يساعد شعب الجنوب الاستمرار على تحقيق الاستقلال والخلاص من ارتباطه باليمن ومحنته، بل أن تٓهرُبْ بعض القوى يعمل على سجن العقل الجنوبي كل ما أنفك أزره لتحريره، والنهوض إلى مستوى التحديات، ولذلك مانشاهده اليوم تناثر القوى الحراكية نفسها، لتغرق في شبر ماء، بثقافة القطيع المؤلمة، دُونَ وازع ضمير، وتعدد التصريحات، بالنفور والانتكاسة، وكأنهم غير معنيين بشئ.

العالم وشعبكم يطلب منكم، توحيد الرؤى والأدوات وفق ثواب شعبنا في التحرير والاستقلال، وأنتم تخيطوا حول الشط، قضية الجنوب واضحة، لافيها لَبْس، أكدنا لكم، على دعوة الكل والالتقاء والاتفاق للخروج إلى الوطن موحدون، لكي لا نسمع ضجيج ولا نرى طحين.

أعلنوا لماذا ترفض هذه أو تلك الأطراف عن اللقاء حتى الشعب يعرف من المعرقل، وبالتالي تصبح الصورة واضحة، إنما بوضعكم هذا، وكأنكم تعتقلوا العقل الجنوبي، لتسليم الجنوب كوديعة لأية نظام قادم في صنعاء.

هل هذه هي مهامكم اليوم؟، لا أريد اتهم طرفاً اليوم، بقدر ان تكونوا شفافين وتنطقوا بالحقيقة، الوقت لايسمح بمزيد من العتاب، الكل تعب، وصل السيل الزباء، لم يبق شي في الجنوب، غير ماتبقى من الإنسان، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، ان كان قدركم هكذا، فأنكم تحكموا على أنفسكم بالموت، أما شعبنا يقدر ان ينتج ويتفنن في إنتاج عقول حيّة، من تقدر انتشاله من وضعة المؤلم والمأساوي، كما خرجت العقول حينها والكل صامت، ستخرج، اليوم بل وبقوة. نحن تسامحنا وتصالحنا، وتركنا الماضي خلفنا، ومن ينبشه يجب علينا الوقوف أمامه بقوة.

نحن اليوم على مشارف قطف ثمرة نضال شعبنا الصابر العظيم، شعب الجبارين، بالتأكيد قوى الشر والعدوان سوف تعمل على استغلال كل ممكن لتفريقنا وتشتيت وحدة الصف وزرع فتائل التفجيرات هنا وهناك، وخلق التوتر، وتحريك كل أدواتها واستغلال كل إمكاناتها، بهدف وقف تقدمنا نحو الاستقلال، لكن مايجب عمله من قوى التحرير والاستقلال، وأقصد هنا الوطنية الحقّة الفاعلة، التي أخلصت لقضية الاستقلال واستعادة الهوية والوطن ودولته، عليها اليوم من استنهاض طاقات الجماهير بمزيد من الثبوت والاصطفاف، وتوضيح ما يدور حاليا، بعيداً عن كل مايعكر، وتقريب الممكن، وجعل مصلحة شعبنا الأولى، لأن حجم المؤامرة علينا كبير ومتسع أبعاده اليمنية – اليمنية، بكل تلوينات المكونات السّياسيّة والمذهبية والقبائلية العسكرية والرأسمالية الطفيلية والمنتفعين وعصابات المافيا والحرب والقتل، اليوم، برغم صراعها العنيف على السلطة في صنعاء لكنها تتجمع وتعيد أنتاج ذاتها، لإعادة تحالف ١٩٩٤ وبإضافة عناصر جديدة إليها تخدم أجندات إقليمية، لإيجاد نفوذ لها على أرض الجنوب، بأهداف فرض سياسات عسكرية إستراتيجية واقتصادية ومنافع دولية مبنية على تمرير ملفاتها الدولية، ومقايضة بَعْض قضاياها في تصفية حسابات مذهبية وقومية وثأرات تاريخية، تضر كثيراً بقضية الجنوب وتعطل كل مسارات الحل بأستقلاله، وتحويله إلى سَاحَة لتصفية تلك الحسابات، في الوقت الذي دول الإقليم صامتة، لم تتحرك بعد لمؤازرة شعب الجنوب، واعتبار استعادة دولته.

قبل أن تكون حاجة وإرادة وطنية جنوبية، هي في الأساس ضرورة إقليمية ودولية لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، بتقاطع مصالح الشعب في الجنوب مع المصالح الإقليمية والدولية، وخصوصا دول الخليج العربي ومصر العربيَّة، لما لموقع الجنوب الاستراتيجي من أهمية خاصة في الخريطة الدولية، واستعداد واضح للجنوب شعباً، على بناء دولته العصرية، يؤكد حقيقة ماذهبنا اليه ، وعلى كل أبناء الجنوب اليوم قبل الغد، فهم وأدراك واستيعاب هذه الحقائق، لأن الفرص تقتنص ولاتكرر، اليوم تقدمكم نحن فرض سياسة الأمر الواقع على الأرض، السبيل الوحيد ليحضر الإقليم والعالم إليكم، ويمد يديه لكم ويبارك خطواتكم، انتظاركم لما صنعاء تنتجه وتنجبه، إنما كارثة كالسابق لاتعولوا عليها قضيتكم هوية ووطن وليست محاصصة على سلطة، لابد اليوم من نزع جلباب اليمن من على أجسادكم، ولبس ثوبكم الحقيقي، الجنوب أولا، أُعيدوا ترتيب أوضاعكم التنظيمية، بمراجعة أخطاء الأيام هذه، وأعلنوها متجردين من الأنا صوت وصورة، لتبرئة الذمة وأخلاء الطرف، حتى لاتلاموا من شعبكم، وتذهب ريحكم، وتعيدوا إنتاج ذات الهزائم المُرّة، كفى عبث كفى لعب، حالة شعبنا لاتحتمل، أما يكون الجنوب أو لايكون، وسنندم كلنا على هذه اللحظة في الوطن والإقليم، الكارثة على عتبة الدار والتجارب ماثلة، لانحتاج إلى اختيار نموذج، كل النماذج واردة، لا قدر الله، والله يستر على شعبنا، اللهم أني بلغت وعلية شهيد.