fbpx
الدكتورة نعمة صالح عوض قصة كفاح من الريف حتى رئاسة قسم في أكبر مستشفيات عدن
شارك الخبر

يافع نيوز – وضاح بن عسكر

العقل نعمة .. والإصرار نعمة .. والطموح نعمة .. والدين نعمة .. وتحقيق الكل فضل من الله ونعمة .. هكذا بدأت حكاية ضيفتنا

من الريف بدأت قصتها وبين ربوع الطبيعة تشكل حلمها، فهي بحوارها تستذكر نسمات الريف وعبق الأمل الذي اوصلها لمصاف الصفوة الدكتورة نعمة صالح .. نستشعر بين ثنايا حوارها فضل الله على الإنسان ونعمته .. فحوارها لنا يذكرنا بالنعمة ….

مرحب بك دكتورة نعمة في ” صحيفة يافع نيوز ”

*ممكن تعرفينا أكثر عن سيرتك الذاتية؟

الدكتورة نعمة صالح عوض

أنهيت الثانوية العامة 1983م ثانوية يسلم حسين جعار.

خريجة طب عام وجراحة الاتحاد السوفيتي 1992م.

ماجستير علم الامراض (أنسجة وخلايا )

جامعة عدن 2007م

رئيسة قسم الانسجة والخلايا هيئة مستشفی الجمهورية عدن

*كيف كانت بدايتك مع التعليم ؟

كنت من الطالبات الاوائل اللاتي طرقنا باب العلم في يافع عام 1971 ورغم ضعف الامكانات حينها وحتی عدم وجود المدارس لكن للامانة وللتاريخ كان لدينا نخبة من العقول النيرة وهم من ابناء المنطقة منهم من قضی نحبه ومنهم من لازال علی قيد الحياة نصبوا الخيام وكتبوا بالحجر الابيض النورة على خلفية المشمع كصبورة أدت الغرض وبامتياز.

 

*ممكن تصفي تلك المرحلة ؟

أصف تلك المرحلة بالذهبية لانها كانت مرحلة العطاء دون مقابل والمبادرات الجماهيرية والتبرع بالطين والمال من اجل شق الطرق وبناء المدارس وهذا وسط جميل

للابداع وعامل اساسي للاصرارعلی مواصلة التعليم بكل تحدي.

 

*هل شجعك الاهل ام كانوا معارضين؟

بالتأكيد هم من شجعني واعطوني الثقة ودعموني مادياً و معنوياً بكل  سخاء ولا زالوا

 

*اثناء مشوارك التعليمي كيف كانت نظرة المجتمع؟

كان الوضع مشجع للغاية والكل ساهم في دعمي بكل حب وامل وكان لسان حالهم يقول نريد معلمة او طبيبة من بنات القرية والحمد لله تحقق ذلك واصبحن الكثير من الطبيبات بتخصصات مختلفة وأيضاً المعلمات منهن من يحملن درجات علمية عالية  وكم افتخر فيهن .

 

*ممكن تذكري بعض الذكريات من المراحل الدراسية الابتدائية؟

أتذكر عندما كنت سنة ثالثة ابتدائي

في حفل نهاية العام الدراسي

غنيت من كلمات المرحوم القاضي محمد ثابت الفقيه

بنتي شادية تتعلم

في مقطع يقول:

قالت لأ ولن تتزوج إلا بعد ماتتخرج من الجامعة دكتورة

عاش الجيل جيل الثورة

رحمة الله علی شاعرنا وقاضينا الفقيه.

 

الاحلام تتحقق ماذا قال الحاضرين في تلك اللحظة؟

البعض ضحك وعلق مجرد حلم

لكن من سار علی الدرب وصل

 

*كيف كانت نظرة المجتمع لك ؟

كانت نظرتهم إيجابية دائماً

 

*من المعروف ان المنطقة التي تنتمي إليها الدكتور نعمة اهل علم وثقافة هل كان لهم دور في تشجيعك؟

للأمانة كل اهل المنطقة وهم اهلي وناسي وهم شجعني ومنهم من علمني وكانوا عون وسند قوي بالنسبة لي.

 

*ماذا يعني لك الدعم المعنوي في تلك الفترة ؟

يعني لي الكثير وتشجيعهم هو

ما دفع بي الی تحدي الذات أولاً والصعوبات ثانيا

 

*ماهي الصعوبات التي تواجه البنات في مواصلة التعليم بالارياف؟

كثيرة:

غياب التحدی للذات والاصرار والمثابرة وهي أسباب ذاتية.

 

*ممكن تذكرين اسباب اخری؟

غياب دعم الاهل وغرس الثقة بالبنت  واتباع طرق النقل والتقليد

التأثير الاعلامي السلبي الممنهج ان المرأة خلقت لبيتها

عدم وجود المدارس والكادر النسوي في نفس المناطق

 

 

*برايك الشخصي هل الزواج المبكر والعادات والتقاليد احد أسباب عدم مواصلة التعليم ؟

ممكن ولكن السبب الاساسي هو غياب العقل

 

*طيب لماذا اخترتي الطب ولم تختاري مهنة اخرى؟

الطب حلم راودني منذ الطفولة .

 

*ممكن ذكر سبب اختيارك الطب؟

أمي  المتميزة بعقلها الراجح وحكمتها فقد كانت المسعفة الاولی في حال تعسر الولادة عند نساء البيت والجيران وتضمد الجروح وتعمل اسعافات مختلفة  وهي منذ ولادتي اصيبت بالمرض ولكنها حرصت علی اسعادنا بمنأ عن ألمها.

 

*هل كانت تشجعك على الطب تحديداً؟

نعم فقد كانت آخر وصية لأمي رحمة الله عليها  وهي تودعني واني مسافرة لدراسة  الطب بالاتحاد السوفيتي اريدك ان تأتي  طبيبة بعد 7 سنوات قد تلحقيني وممكن لا بس اريدك تمسحي الدمعة من خد المتألم   وتعالجية بحب

وفعلا توفت واني لازلت سنة اولی الله يرحمها ويسكنها الفردوس الاعلی

 

كل ذلك غرس لدي حب الطب وكرست كل جهدي من اجل الوصول الی الهدف المنشود.

 

*عند عودتك هل كنتي سعيدة بتحقيق احلامك وأحلام الوالدة ؟

نعم كنت سعيدة  ولكن حزينه بفقدان امي وقلت فيها

لماذا الرحيل المبكر ايا مصدراً للحنان

لماذا  رحلتي وروحك ماتزال في العنفوان

اتيت اليك رغم ظروف المكان

ويا حسرتاه اتيت بعد فوات الاوان

رحمة الله عليها.

 

ممكن تحدثينا عن الوالد ؟

أبي الغالي رحمة الله عليه هو  الذي حفر الصخر باظافره حتي يعيل  9  ابناء ويعلمهم في ظل ظروف صعبة

وقد اسهم بتشجيع العلم بشكل مباشرحيث سلم بيته الشخصي مدرسة للطلاب في الصباح وسكن للمعلمين الوافدين من خارج المنطقة في  الليل

والحمد لله كرمة الاسرة بعيد العلم 1989 بترس الاسرة المثالية علی مستوی البلد

 

 

*هل انتي راضي عن نفسك ؟

الحمد الله رب العالمين كل الرضا

ولازلت طموحة الی تحقيق المزيد

 

*هل يشجعك زوجك في عملك ؟

بالتأكيد فهو من اعطاني الثقة بلا حدود

لمعرفته كيف اديرها وهو السند المادي والمعنوي اثناء دراستي العليا ولازال عطاؤه لاينضب حفظه الله

 

*كيف تواجهين السلبيات التي  يراها المجتمع في عمل المراة؟

حقيقة وليس مبالغة لم احسها علی العكس اری تفاعل ايجابي اعجابي بالمرأة العاملة التي تؤي دورهابكل نجاح تجاه البيت والاهل والجار والمجتمع.

 

*هل لديك طموح مستقبلية في مجال عملك؟

نعم اولا أملي الحصول علی شهادة الدكتوراه

ثانياً وهي الاهم ان يلفت اهل الخير والايادي البيضاء الی قسم الانسجة والخﻻيا في مستشفى الجمهورية عدن وان يدعموه بالاجهزة الضرورية التي عجزت الدولة عن توفيرها

وجب النداء لاهل الخير والجمعيات والمنظمات ذات الصلة باللفتة الكريمة الی هذا القسم الذي يخدم الطبقة الاكثر ألماً و فقراً في المجتمع من كل ارجاء الوطن وتوفير الاجهزة الضرورية لما يقدمه من خدمة منقوصة لمرضی السرطان  و لظروف المرضی المترددين علی القسم والتي تدمع العين وينزف القلب لرؤيتهم

 

*ماهو رايك بمستوى الطب في اليمن بشكل عام خاصة في الارياف؟

لدينا اطباء ذوي كفاءات عالية بشكل عام وإنما الافتقار الی وسائل التشخيص الحديثة غياب الكادر الفني المؤهل للعمل علی تلك الاجهزة.

 

*ماذا هي أسباب المعاناه التي تعيق عمل الاطباء؟

عدم وجود المستشفيات بمعايير دولية والمجهزة بالاجهزة الحديثة

عدم وجود الاجهزة التشخيصية والمختبرات المواكبة للعصر وايضا الكادر الفني المؤهل للعمل علی بعض الاجهزة ان وجدة.

وكذلك عدم  وجود الدعم الكافي للبحوث العلمية وغياب ورش العمل كل ذلك يعرقل عمل الطبيب ويحد من امكانياته

 

*موقف صعب في عالم الطب لن تنساه د.نعمة؟

اول مرة اعيد امتحان كان ذلك سنة ثالثة في مادة علم الامراض تخصصي الان كانت المرحلة صعبة للغاية في روسيا بداية

البرو سترويكا كان البرفسور يهودي اثناء الامتحان سألني لماذا يكره العرب اليهود؟  وهل تحبين اليهود  واني افضل الموت علی ان اقولها تهربت من الاجابة ومن ثم اجبت بطريقة دبلوماسية ولكنة فهم اجابتي

فقال حين تجيبين علی سؤالي عودي للامتحان وكان أصعب موقف لم انساه ماحييت حتی اني فكرت بالعودة الی اليمن.

 

*نصيحتك لأولياء الامور في تعليم البنات؟

ان وجدة لديهن الرغبة والاصرار  دعوهن يتعلمن فالعلم نور واعملوا علی تشجيعهن بكل الوسائل الممكنه فالمرأة أساس المجتمع

 

 

كلمة اخيرة او رساله تحبي تقوليها؟

اقول انه بالعلم وبالعلم فقط تبنی الشعوب

و اتمنی ان يعطی كل ذي حقاً حقه في الابداع والفرص  .سواء بالكادر التدريسي بالكليات او المؤتمرات او ورش العمل وماشابه

أخبار ذات صله