fbpx
الحاجة الى الحل لا إلى التفاوض

د عيدروس نصر ناصر
يعتقد بعض الطيبين ان اليمن تحتاج الى مزيد من الحوار مع الحوثيين من أجل حل الأزمة التي وصلت إليها البلد والحقيقة أن المشكلة ليست في عدم الحوار معهم بل أن المشكلة في الحوثيين أنفسهم.
الحوثيون بعد سيطرتهم على صنعا في ٢١ سبتمبر2014 صاروا يتعاملون مع الوضع بغرور وغطرسة المنتصر بلا أي هدف سياسي سوى استمرار الهيمنة على كل شي معتمدين على فائض القوة الذي صاروا يتمتعون به بفعل ادعاء المظلومية والزعم بمحاربة الظلم والفساد وبفعل التحالف مع النظام السابق وزعيمه الذي أذاقهم الأمرين في حروبه الست عليهم.
الحوثيون يوقعون الاتفاق وينقضونه قبل أن يجف حبره باحثين عن اتفاق جديد لينقضوه وهكذا حتى يكملوا السيطرة على صنعاء تحت مظلة الرئيس،
اعتقد ان عبدربه منصور احسن التصرف باستقالته وربما يكون اتخذ افضل قرار عندما رفع عنهم غطاء الشرعية ووضعهم امام الأمر الواقع، . . . ليس الشعب اليمن في ورطة، الحوثيون وعلي عبد الله في ورطة ويجب ابقاؤهم في ورطتهم، ، يقول البعض انهم سيحكمون السيطرة على صنعا، ، هم أصلا مسيطرون عليها لكن هذا ليس نهاية الطريق سيسيطرون على الوزارات والمؤسسات والإعلام والمعسكرات ثم ماذا بعد؟ فليسيطروا! الشعب اليمني لا يهمه من يسيطر بل يهمه من يوفر له الامن والغذاء والدواء والتعليم، وهؤلاء قد يجيدون القتل والتفجير والاجتياح والاحتجاز والخطف لكنهم لا يستطيعون إدارة حارة بكفاءة وإتقان.
البحث لهم عن حلول والسير معهم في اتفاقات تحت تهديد السلاح وفي ظل استمرارهم خطف بعض السياسيين واحتجاز البعض الآخر يعني الإذعان لهم لأنه لا يجوز الحوار بين مسلح يتمنطق بالمدفعية والدبابة والكلاشنيكوف ومدني كل سلاحه الفكرة والمبادرة، بل لا يجوز الحوار مع قاطع طريق كل أدواته التفجير والخطف والاحتجاز والاعتقال.
عار على الاحزاب ان تتحاور مع من يقمع الثوار ويعتدي على النساء ويفرق المحتجين المدنيين بقوة السلاح.
دعوهم ينكشفون على حقيقتهم، ودعوهم يديرون البلاد بأنفسهم بدلا من إدارتها من خلالكم فإن اتقنوا إدارتها فسنضرب لهم تعظيم سلام وإن فشلوا ، وسيفشلون حتما، فسيعرف الشعب حقيقة من يدعي محاربة الفساد وينهب المعسكرات ومن يدعي تنفيذ مخرجات الحوار ويعطل كل حوار ومن يدعي بناء الدولة المدنية ويسعى لحكم الناس بادعاء الحق الإلهي لأنه حفيد حفيد حفيد فاطمة رضوان الله عليها وهو (الحق) الذي تعفف عن ادعائه لنفسه حتى افضل خلق الله عليه أفضل الصلوات والتسليم.
على النواب والوزراء والسياسيين الجنوبيين التوجه إلى عدن وإعلان البرلمان الجنوبي ودعوة المواطنين الجنوبيين وكل القوى السياسية الجنوبية إلى الالتفاف حول مطالب الثورة السلمية الجنوبية في تمكين الشعب الجنوبي من تقرير مصيره و تحقيق الحرية والاستقلال واستعادة دولة الجنوب الديمقراطية التعددية اللامركزية.
والله من وراء القصد