fbpx
الكذب ينتمي الى جماعة “أنصار الله” بقلم : نبيل سبيع
شارك الخبر
الكذب ينتمي الى جماعة “أنصار الله” بقلم : نبيل سبيع

 

المثل الشعبي يقول: “الْحَقْ الكذَّاب الى باب بيته!”. ويمكنكم الآن استبدال هذا المثل بـ: “الْحَقْ الحوثي الى باب الحكومة!”، (التي ليست بيت الحوثي طبعاً).

كم سمعتم عبدالملك الحوثي يعد ويعاهد الشعب بأنه وجماعته لايريدون مناصب ولا مواقع حكومية؟

مرة؟ مرتين؟ ثلاث؟ أربع؟ خمس؟ حسناً، سنختصر الأمر، ونقول: عدد لا يُحصى من المرات، تماماً مثلما أنّ ما يريده الحوثي هو عدد لا يُحصى من المناصب والمواقع الحكومية.

لا نحتاج لإثبات كذب الحوثيين في كل ما قالوه ويقولونه بشأن عدم رغبتهم في الاستيلاء على السلطة لأن كل ما فعلوه ويفعلونه حتى الآن يثبت ذلك، ويؤكد أن الكذب ليس كذباً بقدرما هو حوثي.

لا أعتقد أن اليمن شهدت في تاريخها المعاصر كله عملية انقضاض واستيلاء على السلطة والثروة والبلد من قبل جماعة بنفس السرعة والوتيرة والوحشية والهمجية التي تنقض وتستولي بها جماعة الحوثي اليوم على السلطة والثروة في البلد، وعلى البلد كله. ولو بدأنا استعراض أمثلة على ذلك لما انتهينا.

دعكم من كل ما عرفتموه وتعرفونه من المعسكرات ومؤسسات الدولة والمحافظات التي استولى عليها الحوثيون في فترة قياسية لا تتجاوز بضعة شهور! القوا نظرة فقط على قائمة أسماء الجهات والمؤسسات والشركات الحكومية التي يطالب الحوثيون هادي بتسليمها لهم بعد كل ما نهبوه واستولوا عليه (أطلع على صور هذه القائمة الكثير منكم في الأيام القليلة الماضية)، مع الأخذ بعين الإعتبار أن الصورة المرفقة لا تضم سوى صفحتين من عدة صفحات تتكون منها القائمة الحوثية المقدمة لهادي، والتي أدت الى تقديم الأخير استقالته أمس بعد تعرضه للتهديدات من الحوثيين ما لم يوقع عليها.

أمورٌ كثيرة ملفتة في هذه القائمة، في مقدمتها: هوس “أنصار الله” بممارسة الرقابة والتفتيش. في ذيل البنود التسعة الموجودة في خانة رئاسة الجمهورية وحدها، يطالبون بـ: اللجان الرقابية، و”جميع إدارات الرقابة والتفتيش في جميع الهيئات والوزارات والمؤسسات”! يا ساتر!

وهل تظنونهم اكتفوا بذلك؟ لا، طبعاً. في خانة كل وزارة أو جهة يطالبون بمواقعها التنفيذية، تقرأون: “دائرتي الرقابة والمالية”، “دائرتي الرقابة والمالية”، “دائرتي الرقابة والمالية”، وهكذا!

لن نذهب أبعد في تحليل قائمة الجهات والمؤسسات الحكومية التي يطالب الحوثيون هادي تسليمها لهم هنا، لكنك لا تستطيع الخروج من هذا الجمع العجيب بين “دائرتي الرقابة والمالية” سوى باستنتاج واحد: “أنصار الله” يريدون أن يسرقوا المال العام والوظيفة العامة دون أن يراقبهم أحد!

وفوق هذا، لا يتوقف الحوثيون عن مهاجمة كل من يقول إنهم يسعون للاستيلاء على السلطة وإنهم يكافحون الفساد في أجهزة الدولة والحكومة بفساد أكبر. يأتي أحدهم ويسألك مستنكراً: من قال لك إن أنصار الله يريدون مناصب في الحكومة يا غبي؟

المعذرة، أنا مخطئ وحقك عليّ.. أنصار الله لا يريدون مناصب في الحكومة ولا سلطة، بل الحكومة والدولة كلها يا “تنجرة”!

………………………………………………

* “التنجرة” هي “الطنجرة”. وفي رواية أخرى أدق: هي كل حوثي يجادلك بأنّ جماعته لا تريد السلطة والمناصب ويتهمك بالكذب إنْ انتقدتَ فسادها.

أخبار ذات صله