fbpx
اسئلة للرئيس هادي … مع التقدير

لا شك ان تسريب المكالمة التي جرت بين الرئيس هادي ومدير مكتبه أحمد بن مبارك, من قبل أنصار الله الى وسائل الإعلام المختلفة يعتبر تعديا  صريحا على خصوصيات الآخرين  وانتهاكا لحق كفلته كل المواثيق ,حتى وان كان مضمون المحادثة شأناً عاما ومتعلق بمستقبل  بلاد وفي وقت دقيق وحساس كهذا الذي نمر به. لكن مع ذلك يظل الخطأ هو خطأ ومستنكر بكل الأحوال.

ومع ذلك لا يمنعنا  من التطرق لبعض ما ورد في تلك المكاملة . فبعيدا عن التوقف أمام الكلمات القاسية التي قيلت بتلك المحادثة والتي صدرت من الأخ الرئيس هادي وهو المعروف بحسن خُـلقه طيلة السنوات الماضية ولم يسجل له أي كلمات نابية ضد خصومه-على الأقل لم يجهر بها علنا من قبل-. وعلى كل حال سنعتبر ما ورد منه بتلك المحادثة من كلمات غليظة بحق اخوانه الجنوبيين عبارة عن نيران صديقة لا يجب التوقف أمامها.

ولكن ثمة اسئلة في عيون حائرة  تطرح على طاولة الرئيس هادي من وحي تلك المحادثة مثيرة الجدل واللغط:

كيف تسنى لكم يا سيادة الرئيس حسب تلك المكالمة من معرفة ان ابناء حضرموت وشبوة والمهرة لم يعودا راغبين بالبقاء مع أبناء أبين ولحج وعدن ضمن شراكة سياسية مستقبلية ولم  يتسنى لكم معرفة ان ابناء تلك المحافظات أي حضرموت وشبوة والمهرة لم يعودا راغبين بالبقاء بشراكة مستقبلية مع صنعاء واخواتها؟. فماذا لم تنصروا لهم من وحدة ظالمة مثلما تنتصروا لهم من ظلم إخوانهم في أبين ولحج وعدن. طبعا على افتراض هنا وجود الظلم بصورته المعروفة؟

– ثم كيف لكم عرفتم بمزاج وتوجه ابناء المحافظات الشرقية بالجنوب- حضرموت وشبوة المهرة – بالانفصال عن باقي الجنوب, في الوقت الذي لم تخرج مسيرة شعبية واحدة تدل على ذلك؟ على العكس  ان المسيرات الجماهيرية ناهيك عن نسبة كبيرة من نخب تلك المحافظات يسكنها الهاجس الجنوبي بكل اخلاص برغم كل التحريضات والمكائد تهتف لاستعادة دولتها؟. وهل يكفي ان يسمع الاخ الرئيس الى رأي بعض المتمصلحين على قلتهم وانتهازيهم حتى تتكون لديه تلك القناعة الغريبة. فهل سمع الأخ الرئيس دبيب نمل القاعات ولم يسمع دوي جموع الساحات؟.

– ثم لنفترض جدلا ان ما قالتهم صحيحا وانكم تسعون  للانتصار لأبناء المحافظات الشرقية لينفصلوا عن شرق الجنوب  وأنه يجب ألا تضحكوا على انفسكم امام هذه الحقيقة –حسبت ما ورد بتلك المحادثة. فلما لا تنتصروا بذات الوقت للمحافظات الغربية عدن وابين ولحج من الظلم الشمالي وأنتم تعرفون مطالب أغلبية سكانها منذ عام 94م ؟

– ثم وأنتم تتحدثون عن الوحدة وعن اليمن الحديث فهل يجب على الجنوب ان يدفع الثمن مجددا من أجل وحدة اليمن الحديث الذي بشرتم به؟ وهل المفروض ان يتم شرخ الجنوب الى نصفين لتبقى الوحدة اليمنية التي لا اساس لها اصلا؟. وهل تقسيم الجنوب الى قسمين يشكل حلا لقضيته سيما وأنتم تعرفون جيدا ان اغلبية الجنوب نخبا وافرادا لا يعتبرون مشروع الستة الاقاليم حلا للقضية الجنوبية بل كارثة عليه. وحين نقول اغلبية الجنوبيين فنحن نتحدث عن الجنوب بنخبه واحزابه وثورته الجماهيرية وشخصياته بمن فيهم الحزب الاشتراكي المشارك لكم بالسلطة ناهيك عن حزب الرابطة ومؤتمر شعب الجنوب ومؤتمر القاهرة ,ومواقف الشخصيات الجنوبية البارزة مثل الرئيس علي ناصر محمد والمناضل محمد علي أحمد وغيرهم من المطالبين باستعادة الدولة أو حل الفيدرالية من اقليمين بحدود 94م؟… فلماذا لم تسمعوا هذا الصوت الجنوبي المدوي وسمتهم همس مجموعة متكسبين على باب الله لا هم لهم إلا مصالحهم الشخصية .وأنت تعرفهم بالاسم؟  ولماذا يا سيادة الرئيس لم تشاهد ساحات واسعة شاسعة من اقصى الجنوب الى اقصاه تغص بها مئات الالاف شعثا غبرا من الناس وهي تهتف جميها لوحدة الجنوب وحريته وتنشد استعادة حقه ودولته, واختزلتموه بعشرات الاشخاص يلبسون أربطة العنق الأنيقة في غرفة محكمة الاغلاق وفنادق وثيرة وقاعات فارهة.(قاعة الخيول) في صنعاء مثلا-مع تقديرنا لشخوصهم الكريمة-.؟.

هذا ولكم على كل حال خالص التقدير  والود .