fbpx
قهر وباطل !!

أحمد غراب
انصدمت وأنا استمع عبر الراديو لاتصالات من نساء في قرى يشكين من أن أقرباءهن لا يزوجونهن إلا بعد أن يكتبن ورقة يتنازلن بموجبها عن حقهن في الإرث.
وليس هذا فحسب، بل إن أهالي القرية يأتون ليباركوا للأخ الذي تنازلت له أخته عن ارثها .
شرعا وقانوناً ودستورا وأخلاقا لا يجوز حرمان أي امرأة من إرثها الذي أحقه الله لها من فوق سبع سنوات.
سيقولون بمنطق الجاهل الأعمى أنها تنازلت له عن طيب خاطر وهذا المنطق تحريف وتأويل ومماطلة ومراوغة عن تنفيذ شرع الله في إعطاء المرأة حقها من الإرث، إذ لا يجوز لأحد من الناس أن يحرم المرأة من ميراثها، أو يتحايل في ذلك؛ لأن الله سبحانه قد أوجب لها الميراث في كتابه الكريم، وفي سنة رسوله الأمين عليه الصلاة والسلام وجميع علماء المسلمين على ذلك والواجب على الناس أن يتداعوا الى الخير ويأمروا بالمعروف إذا شافوا حد يأكل حق أخته يقولوا له هذا غلط لكن ما يحصل في بلادنا هو أن الناس بيشجعوا على هذا الظلم وهذا سبب بلاء وغضب من الله.
حقها حقها ويجب أن تأخذ حقها ولا مكان في حق شرعه الله لأطماع وأهواء شخصية وعادات وتقاليد متوارثة يفترض على الدولة أن تسن مشروع قانون يجرم حرمان الإناث من حقهن في الميراث.
والمشكلة أن أغلبية النساء اللواتي يتم التحايل عليهم واكل ميراثهن تجدهن لا يعرفن حقهن في الميراث وغالبيتهن لا يجرؤن على مطالبة أهلهن بهذا الحق خصوصا بعد وفاة الأب ومن المشاركة على الظلم أن المجتمع في القرية وغيرها يعتبر البنت التي تتنازل عن حقها في الإرث دليل مروءة وشهامة منها، وهذا ظلم ما بعده ظلم يسبب مشاكل لا حصر لها في المستقبل وخللاً في النسيج الاجتماعي فغصة الحرمان من الإرث تظل مدى الحياة في قلب المرأة وأولادها كذلك يحز في نفوسهم أن أمهم حرمت من الإرث.
ومن الجهل أيضاً النظرة الذكورية التي تقول كيف نعطي للمرأة نصيبها من الإرث وهي لم تشق ولم تتعب وكيف نعطي المال لمن لا يركب فرسا ولا يحمل سيفا ولا يقاتل عدوا؟ وذلك الظلم بعينه، فالمرأة في بلدنا تتعب في البيت ولها وظيفتها ووجودها وكيانها وتتحمل الضغوط والإرهاق النفسي ومسؤوليات البيت وتجدها تبذل في طاعة أبيها ما لا يبذله إخوتها من الذكور فكيف يتم حرمانها من إرثه؟
اتقوا الله وأعطوا أخواتكم حقهن ويا مسلمين يا أهل القرى والأرياف خافوا يوماً تقفون فيه بين يدي الله.. لا تشجعوا على الباطل فالحق أحق أن يتبع.
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي
اللهم ارحم أبي وأسكنه فسيح جناتك وجميع أموات المسلمين