fbpx
شبوة المحافظة النفطية تودّع العام 2014 وشوارع عاصمتها تتكدس بالقمامة
شارك الخبر

 

 

يافع نيوز – إبراهيم حيدرة

ودعت مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة العام 2014 ومعظم شوارعها وأزقتها مكدسة بالقمامة والنفايات السامة وتراجع ملحوظ لمستوى النظافة، فالمُميزات التي انفردت بها المحافظة الواعدة والغنية بالنفط والموارد الطبيعية لم تشفع لها في أن تحصل عاصمتها على أبسط حقوقها وتظهر بالمظهر الذي يليق بها، كذلك هو الحال لبقية المديريات.

لكن تدهور النظافة في مدينة عتق مركز المحافظة صار حديث الناس اليوم، حيث يشكو المواطنون من تراجع مستوى النظافة بشكلٍ غير مسبوق في الآونة الأخيرة.. 10899593_754825041275672_996914559_n

وفي هذا الشأن قال الصحفي صالح مساوى إذا تدهورت النظافة فعلى المدينة السلام وللأسف مدينة عتق تغرق في القمامة وبسبب ذلك تشوّه مظهرها لاسيما أن عتق تعد وجه شبوة فإذا تشوه الوجه تشوه الجسد بأكمله.

وأضاف وجود القمامة بهذا الشكل الغير حضاري يخلق انطباعًا سيئ عن المدينة وعن محافظة شبوة بشكلٍ عام.

ويرى مساوى في حديثه لـ(يافع نيوز) أن المسؤولية في ذلك تقع على عاتق السلطة المحلية بالمحافظة وصندوق النظافة بالتحديد، ثم على المواطن نفسه؛ حيث أن الحكومة لا تنظر لهذا الموضوع بروح الجدية وتتعامل معه وكأنه شيء ثانوي بينما تصرف عشرات الملايين في مجالات تافهة، حد قوله.

أما فيما يتعلق بمسؤولية المواطنين فيعود السبب – بحسب كلامه – لعدم وجود وعي صحي وبيئي حيث أنهم يقومون برمي القمامة في غير الأماكن المخصصة لها ولا يلقوا بالا لهذا الشأن.

ومن وجهة نظر مساوى لوضع معالجة لحل هذه المشكلة يرى أن تعطى النظافة الأولوية والدرجة التي تستحقها والرقابة المباشرة على عمال النظافة وزيادة العمال، بالإضافة رفع أجور عمال النظافة وتحسين ظروف عملهم وعدم النظر لهم بأنهم طبقة دونية بل يجب مساواتهم بالمجتمع.. 10899640_754825037942339_404041141_n

وأكد هذا الطرح مدير إدارة النظافة بعتق فرج سعد بدة، وقال أن سبب تدهور مستوى النظافة في المدينة يعود لعدم وجود آلات كافية للعمل من قلابات وكبّاسات وحاويات ومعدات نقل، مشيرًا إلى أنه لا يوجد إلا سيارتين لنقل القمامة مستأجرة من المواطنين!

كذلك لقلة الأيدي العاملة مقارنة ببعض المحافظات التي يصل عدد العمال فيها إلى 1400 عامل نظافة ، بينما لا يوجد في شبوة كلها إلا 60 عاملًا، بحسب كلامه.

وشكى بدة أيضًا من قلة الراتب الذي يتقاضاه عامل النظافة الذي قال أنه يتكبد حرارة الشمس وصقيع البرد ويكون عرضة للأمراض أو الموت من أجل صحة الآخرين، في حين أن راتبه لا يساوي  900 ريال في اليوم خلال 8 ساعات عمل ولفترتين.

وتابع قائلًا: “مع وجود هذا الراتب الزهيد والنظرة الدونية لهذا العامل؛ فإنه إذا غاب يتم الخصم وإذا مرض يتم فصله، بينما من هم في بيوتهم من الفئات الأخرى أو مغتربين يتم صرف مرتباتهم كاملة من أبناهم أو أصحابهم المقربين مما يجعل العامل يهرب من العمل لكي يبحث عن مصروف من عملٍ آخر”.

وذكر مدير إدارة النظافة بعتق أن هناك بعض المتنفذين يحاولون منع عمال النظافة من العمل بحجة وجود مطالب عن الجهات الرسمية، أو بدعوى ملكيتهم للأراضي التي تُجمع فيها القمامة وتحرق خارج المدينة، مما يعيق العمل ويؤدي إلى تراكمها لفترات.

أما إدارة صندوق النظافة والتحسين في المحافظة تبرر عجزها عن القيام بتنظيف المدينة بعدم وجود الموارد المالية الكافية وتقول أن مواردها غير كافية لحل هذه الكارثة البيئية نتيجة العجز المالي وتراكم المديونية للصندوق.

وقال مدير إدارة صندوق النظافة والتحسين، حسين حُميد، في تصريحات صحفية سابقة إن مديونية الصندوق بلغت  ما يقارب 20 ميلون ريالي يمني. 10899596_754825014609008_1338592473_n

ولم يقف الأهالي مكتوفي الأيدي تجاه مناظر القمامة التي تحاصرهم من كل اتجاه بمدينة عتق حيث حاول بعضهم تنظيف الأحياء التي يسكنون فيها في مبادرات مجتمعية ذاتية، في حين يقوم آخرون بعمليات حرق واسعة لبراميل القمامة التي تحولت إلى بؤرة للجراثيم  تهدد حياتهم جراء تكدس المخلفات.

وفي حديثه لـ(يافع نيوز) يقول عبد الحكيم جريبة أحد سكان حي الثقافة بعتق أن الحي الذي يسكنه تتكدس فيه القمامة بشكل ملفت مما جعله يقوم بمبادرة مع شباب الحي تمثلت بوضع صندوقٍ وسط الحي، ثم يقوم الشباب بجميع القمامة وحرقها..

ويقوم الأهالي بحرق القمامة – بحسب جريبة – عندما يتأخر عمال النظافة وتتراكم القمامة في الشوارع مما يتسبب في انتشار البعوض والذباب والعديد من الجراثيم الناقلة للأمراض.

وطالب جريبة محافظة المحافظة بالتدخل السريع والجلوس مع صندوق النظافة وإلزامه بتوفير عمال بشكل يومي، موضحًا أن حرق القمامة بشكل دائم يسبب مضايقات لسكان الحي لكنها الوسيلة الوحيدة للتخلص منها في ظل غياب عمال النظافة.

وأوضح مدير عام مديرية عتق علي بن عامر الخليفي أن السلطة المحلية بمدينة عتق  اجتمعت مؤخرًا وحددت آلية جديدة لترتيب عمل صندوق النظافة. 10881177_754825017942341_715763056_n

وقال بن عامر في حديث لـ(يافع نيوز) أن الآلية الجديدة تقوم على تقسيم العمل في المدينة إلى قطاعين بأشراف مدير صندوق النظافة ومدير عام المديرية، مشيرًا أن الآلية الجديدة تم اعتمادها من الأول من ديسمبر  2014م وبدأ يتحسن العمل نوعًا ما، حد قوله.

وأشار أن عمال النظافة يواجهون العديد من الصعوبات التي تعيق عملهم ومنها عمليات السطو على سيارات القمامة من قبل بعض المسلحين في ظل الوضع الأمني الذي تعيشه المحافظة.

ومع كل تلك التبريرات التي تحاول الجهات المعنية طرحها للهروب من المسئولية، كما يقول بعض المواطنين، إلا أن القرار الأخير في انتشال مدينة عتق من وضعها الراهن لا يزال بيدها إذا توفرت الإرادة الصادقة.

 

أخبار ذات صله