fbpx
مع ابن سقطرى .. الوزير فهد كفاين

علي صالح الخلاقي

التقيت مساء أمس في عدن بابن سقطرى المثقف الأستاذ فهد كفاين، الذي تعرفت عليه منذ سنوات كاتبا مهتما بالأدب والتراث السقطري، قبل أن يشغل منصب وزير الثروة السمكية في حكومة بحاح حاليا ، ثم التواصل معه بعد ذلك، عبر وسائط التواصل (خاصة الفيسبوك) بدافع من حبي لسقطرى وأهلها الودودين، وهو الحب الذي انعكس من خلال كتاباتي عن سقطرى وزياراتي المتكررة لها منذ مطلع ثمانينات القرن الماضي حين كنت مسؤلا عن تقديم برنامج(جيش الشعب) الإذاعي والتلفزيوني، ثم ترجمتي كتابين عن سقطرى من اللغة الروسية/ الأول (سقطرى..هناك حيث بُعثت العنقاء) والأخير (السقطريون- دراسات أثنوغرافية تاريخية) وقد صدر مؤخرا عن دار جامعة عدن للطباعة والنشر.
في اللقاء أهديت صديقي الاستاذ فهد كفاين كتابي المترجم الأخير (السقطريون- دراسات أثنوغرافية تاريخية) فسر به كثيرا، واعتبره أجمل هدية يحصل عليها في العام الجديد 2015م، وتحدثنا عن معشوقنا سقطرى وعن تراثها وتاريخها، وعرفت منه أن سيحضر الدكتوراة في الأدب السقطري، وهو موضوع شيق وهام وفي صميم اهتمامه، وتمنيت له التوفيق والنجاح..
وكشف لي اللقاء أمس نقاء معدن ابن سقطرى الأصيل الوزير المثقف المتواضع، الذي لم يغير منصب الوزير من طبيعته وتواضعه ونقاء سريرته، فقد التقيته دون حراسات مدججة بالسلاح ترافقه أو تحيط به، فيما رأيت – حين كنت في صالة الفندق عند دخولي – أحد الوزراء يمر بخيلاء وحوله عدد من الحراسات المدنيين المدججين باسلحتهم ، علمت من بعض موظفي الفندق أنه وزير الكهرباء.. فقلت لا شك أن هذا السلوك يتناقض مع طبيعة مدينة عدن الحضارية وثقافة الدولة المدنية، التي تستهجن مثل هذه المظاهر الغريبة عليها.. وتظهر في ذات الوقت الفرق بين وزير غطريس، مُنْتفِخ كِبْرًا، تبدو عليه من مشيته علامات الكِبر والعجرفة، كما حكمت عليه مما رأيته، دون حتى أن أعرف اسمه. ووزير مثقف منواضع ، لا يهتم للبهرجة والتظاهر بالحراسات، وقد علمت أنه زار سوق السمك في صيرة دون أي مظهر للحراسات المسلحة وتحدث مع الصيادين دون أن يعرفوا أنه الوزير، الا بعد فترة، عند اللقاء بهم مع المسؤلين، وقد قيل تاج المروءة التَّواضع..
تحية لابن سقطرى المتواضع والودود ..صديقي العزيز…الوزير… فهد كفاين…