fbpx
نُريد قيادة بديلة ..؟

بات من اﻷكيد أن بقاء الحال المتضعضع كما هو لن يفيد ثورتنا ولن يدفع فيها قدما ، بقدر ما هو عامل فشل مؤكد يجرنا باتجاه هدم المداميك الثورية التي بُنيت طوال الفترة السابقة على أكتاف الشعب ، وتغيير وضعنا لا يكون إلا بتغيير الأدوات التي تسببت في وصول ثورتنا إلى وضعها الراهن .

بصريح العبارة أقولها القادة الذين يتصدرون المشهد السياسي الحالي للثورة هم سبب حالة التضعضع الذي تعيشه الثورة ، وسبب حالة التوهان الذي يتخبط مسيرتها ، ولسنا نشخصن الداء في شخوصهم وإنما في اﻷنانية التي تغلب على طابع سياستهم .

طوال السنوات السابقة للثورة أثبت الخيار السياسي الصرف المتمثل في تصدر قادة سياسيين للمشهد الثوري فشله ، وأيضا انتهاج الخيار القبلي الصرف كبديل في ظل وضع ثوري نعيشه سيكون الفشل مصيره ، إذن نحن بحاجة إلى وجود خيار يجمع ما بين الاثنين ، وهذا الخيار لا يعني أن نُوكل القيادة لشخص بعقلية قبلية أو أن نُوكلها لشخص بعقلية مدنية لكنها محصورة ومأزومة في تفكيرها بقدر ما هو أن نُوكلها لشخص تجتمع فيه الصفتين في شقهما الإيجابي .

بالتأكيد الخيار الذي يجمع ما بين الاثنان بالتأكيد هو خيار دافع قدماً للنجاح ، وهو ليس بمنأى عن الثورة أو أنه يقف على مسافة متحفظة من تأييدها ، وإنما هو عنصر فعال متواجد في صف المؤيدين للثورة ، ولكن لأن من يتصدر المشهد القيادي للثورة هم قادة تجمعهم روابط الفكر ذو العقلية المبنية على نظرية إقصاء الآخر فدور هؤلاء القادة المطلوب تواجدهم الآن حُجم وأُقصي من سابق وتم إبعاده عن خارطة المشهد القيادي ، وفي هكذا حال كان من غير الممكن أن يؤدوا دورهم بالشكل المطلوب لانعدام الفرصة التي تسمح لهم بلعب دور فعال يخدم الثورة .

الدولة القادمة هي دولة مدنية بكل تأكيد ، لكن لا يعني هذا أن وجود شخصيات قبلية ممن تحظى بالقبول لدى كل الشعب وتملك المؤهل والقدرة على أن تقود الشارع لا يعني وجودها على قمة الهرم السياسي أنه اختزال للثورة وبشائر دولة لا مدنية ، بقدر ما هو سلاح ايجابي ذو اتجاهين الأول أنه عامل مهم وضروري لنجاح الثورة وانتشالها من وضع مأساوي تسبب به قيادات يطغى على أدائها طابع التأزم والأنانية ، الاتجاه الثاني أنه يُعطي انطباع عن حالة القبول بالآخر وبمختلف توجهاتهم وفي هذا بيئة خصبة تؤسس لمداميك دولة ذات وجهة حضارية .

لست هنا بمروج لأحدهم أو أنني متحامل على آخر ، بقدر ما هو رأي أيقنت بصوابه وآمنت بأن لا حل آخر غيره ، وكل أملي بأن تُتخذ الخطوات اللازمة في سبيل أن يكون واقع ثورتنا متماشياً مع رأي يعكس ذات الرؤية سيما وأن الجميع بات مجمع على فشل القيادات الراهنة .

أجزم لكم وأنا على يقين من هذا أن بشائر النجاح تتراءى بوضوح إن سلكنا هذا الاتجاه وقدمنا هؤلاء القادة كبديل لبقايا الرفاق الذين أثبتوا فشلهم بكل وضوح ، وفي قادم الأيام ستشهد ساحة الجنوب تحركات سياسية تدعم بقوة في هذا الاتجاه ومعها ستتوالد فرص أكيدة لنجاح الثورة ، وإلى أن يحين موعد ذاك اليوم القريب يجب على الشعب ألا يُعطي فرصة أخرى يتلاعب بها من أثبت فشله في السابق .