fbpx
كارثة الامتحانات الوزارية !!

كارثة الامتحانات الوزارية !!

ياسر اليافعي

ما يسمى زوراً وبهتناً امتحانات وزارية هي خطة ممنهجة ومدروسة لتجهيل الاجيال منذ ما بعد حرب 1994م وحتى اليوم ، حيث اثمرت هذه السياسة بتدمير العملية التعليمية وإفسادها ونتج عن ذلك جيل مفرغ من التعليم رغم النسب الكبيرة التي يحصلون عليها في ثالث ثانوي ، كذلك ساهمت في وجود فراغ فكري عند الشباب وهو ما سهل ويسهل استقطابهم من قبل الجماعات المتشددة والمنحرفة وبالتالي نخسر شباب بعمر الزهور وخلال السنوات الاخيرة خسرنا عشرات الشباب سواء بانضمامهم الى ما يسمى انصار الشريعة او قطاع الطرق وغيرها من الجماعات المنحرفة ، باختصار نحن ندمر ابنائنا ومستقبلهم بأيدينا ونشجع على ذلك .

المحزن في الامر ان الاباء ومدراء المدارس والمدرسين شركاء اساسين في هذه العملية ونشاهدهم ايام الامتحانات كلاً يحضر لتغشيش ابنه او قريبه بل البعض يختلق المشاكل مع أي مدرس يلتزم بالمراقبة ولا يسمح بالغش ويصل الامر الى التهديد والوعيد بالتصفية .

طالب لم يذهب طوال عام كامل الى المدرسة ولا يعرف ماهي المواد المقرره عليه ولا حتى يعرف شكل الكتب ويذهب يمتحن فقط ويستعين بأحد المدرسين بالفلوس يمتحن له ثم يحصل على نسبة 90% عند اعلان النتيجة  ماذا نسمي هذا وما ذا نتوقع منه ان يكون في المستقبل  ؟

الاخطر في الأمر انه حتى الطالب الذكي والمتفوق عندما يشاهده عملية الغش الجماعي والفوضة في الامتحانات يقول لماذا اجهد نفسي واتعب وفي الاخير ستحصل عملية غش المجتهد وغير المجتهد سيحصلون على نفس الاجابة ونفس الحل ونفس الدرجة !!

يا سادة يا كرام الامر خطير جداً ويتعلق بالمستقبل من هم اليوم في ثالث ثانوي أو تاسع  غداً هم من يدير شؤون البلاد ومن يدبر أمورها فكيف نعد جيل للمستقبل ونحن شركاء في تدميرهم ، آن الاوان ان نصحوا من غفلتنا ونعيد للتعليم اعتباره ونعيد للأجيال مكانتها ودورها في صنع المستقبل الذي ننشده لهم .

يكفي الى هنا ليكن هذا العام هو آخر الاعوام يتم فيه تدمير الاجيال والتعليم  يجب ان يتم وضع حد لهذه المأسآة التي اسمها امتحانات وزارية ويجب الغائها سنوات والاعتماد على الامتحانات العادية حتى نعيد للتعليم مكانته وقيمته وحتى لا ندع عذر للطالب ويقول قده تاسع او ثالث ثانوي كله غش ليش اتعب نفسي وأذاكر !!