fbpx
الشرق الأوسط : الحوثيون يبدأون معركة الرئاسة ضد هادي
شارك الخبر
الشرق الأوسط : الحوثيون يبدأون معركة الرئاسة ضد هادي

يافع نيوز – الشرق الأوسط

في خطوة أثارت تساؤلات في الساحة اليمنية، هاجم عبد الملك الحوثي، زعيم المتمردين الحوثيين، الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في موقف سياسي هو الأول من نوعه، ووصفه بأنه بات مظلة للفاسدين، واتهمه بالعمالة للخارج، حسب قوله، كما اتهمه بالوقوف إلى جانب القوى المناوئة لما سماها الحوثي «الثورة الشعبية» التي أطلقها أنصاره عسكريا باحتلال المحافظات والعاصمة صنعاء منذ عدة أشهر، في الوقت الذي تلتزم فيه الرئاسة اليمنية الصمت إزاء هذا الهجوم الذي أرجعه مراقبون، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إلى «جملة من التراكمات المرتبطة باجتياح الحوثيين للعاصمة صنعاء وما قبلها وما بعدها من المحافظات في شمال وغرب ووسط البلاد».
وأشار المراقبون إلى أن «الخطاب الناري الذي ألقاه الحوثي يعتبر مفترق طرق، وقد يكون إشارات ودلالات على تحركات حوثية ميدانية»، وفعلا وبعد ساعات من الخطاب اقتحم مسلحون حوثيون مبنى «مؤسسة الثورة» الرسمية للصحافة في صنعاء التي تصدر عنها صحيفة «الثورة» الرسمية اليومية وعدد من الصحف والمجلات والمطبوعات في صنعاء، وسيطروا عليها. وقال خالد الهروجي، نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة الثورة للصحافة لـ«الشرق الأوسط» إن «ما حدث في مؤسسة الثورة حدث في كثير من مؤسسات الدولة، ولكننا لا نستطيع القبول به ولا نستطيع العمل، وأنا شخصيا لن أعمل في ظل هذه الأوضاع».
وقال عبد الملك الحوثي، في كلمة له أمام حشد من أنصاره من قبائل مديرية خولان بمحافظة صنعاء الذين زاروه في صعدة معقله الرئيس، أول من أمس، إن المعوقات الحالية في اليمن هو الدور السلبي للرئاسة اليمنية، وإن الرئيس هادي «كان خلال الثورة الشعبية والتصعيد الشعبي يتصدر قوى الفساد في الإساءة إلى الشعب اليمني وإلى التصعيد الثوري، وكان يتصدر القوى التي تتصدى للتصعيد الثوري وكان يجعل من نفسه هو مترسا ومظلة لقوى الفساد والفاسدين، وكنا نتمنى له أن يرشد.. أن يقف إلى جانب شعبه (ولكم)، فذلك هو خير له»، مؤكدا أن أمام هادي الآن «فرصة لأن أكبر قوى النفوذ التي كانت تؤثر عليه وتسيره ويشعر بالحرج أمامها بل يعتبر نفسه مدينا لها، قد ذهبت وإلى غير رجعة، فكان باستطاعته الآن أن يستفيد من غيابها، ولكن ربما أيضا روتينه البطيء وحساباته الخاطئة وارتباطاته الخارجية تؤثر عليه».
وأردف مخاطبا هادي: «أنا هنا أقول له: شعبنا اليمني صحيح شعب عظيم، ومتسامح وكريم، ولكنه لن يبقى متغاضيا إلى ما لا نهاية.. في نهاية المطاف من يريد أن يجعل من نفسه مترسا وعائقا أمام الاستحقاقات الثورية.. أمام مطالب شعبنا المشروعة.. من يصر على أن يحمي الفساد.. على أن يقف بوجه الشراكة.. على أن يكون جزءا من مشكلات هذا البلد يحرك مشكلة هنا ومشكلة هناك.. يجعل جزءا من الميزانية العامة لصالح تصرفات ابنه.. التصرفات الحمقى التي تثير المشاغبات هنا وهناك، وتحرك جزءا كبيرا من الإعلام بغير حق في اتجاه سلبي.. في نهاية المطاف شعبنا اليمني لن يبقى متغاضيا إلى ما لا نهاية».
وبلغة قوية قال الحوثي: «ويفترض أن يتنبه الرئيس هادي، لأنه إذا فقد شعبنا اليمني الأمل في أن ينتبه هذا الرجل جيدا ويتعاطى بمسؤولية ورشد ويكون حرصه وهمه الأول مصلحة شعبه فوق كل اعتبار، حينها إذا لم ينتبه فالمسألة جد خطيرة، وشعبنا اليمني في نهاية المطاف يتخذ المواقف اللازمة، ونتمنى أن يراجع حساباته، ألا يبقى أسيرا لحسابات الماضي، مع تلك القوى الإجرامية التي يحاول أن يلحق لها الأموال إلى حيث هربت، بينما شعبنا اليمني في أمس الحاجة إلى تلك الأموال، في خزينته العامة. يكفي كل هذه العرقلة وكل هذا التأخير وكل هذه الالتفافات منذ الحادي والعشرين من سبتمبر (أيلول)، ويفترض التعاطي بجدية ومصداقية أمام شعبنا اليمني العظيم». وهدد الحوثي الحكومة اليمنية بما سماها «الخيارات المفتوحة». وتحدث عن العمليات العسكرية التي نفذتها ميليشياته في الأشهر الماضية ووصفها بـ«التحرك الشعبي الثوري الفاعل الذي كان في طليعته أنتم وغيركم من القبائل والمناطق في محافظة صنعاء ومن سكان أمانة العاصمة، ومن بقية المحافظات والمناطق، وهذا تحرك عظيم حقق إنجازا تاريخيا مهما في الحادي والعشرين من سبتمبر.. هذا الإنجاز الكبير هو خطوة مهمة أساسية في ثورة شعبنا اليمني العظيم»، مؤكدا أن ما سماها «الثورة»، حتى اللحظة، لم تكتمل، وأنه «لم ينتهِ المشوار بعد الحادي والعشرين.. لا يزال أمامنا مشوار، ولا تزال هناك استحقاقات وجبهات كبيرة. سيستمر شعبنا اليمني العظيم مناضلا ومجاهدا وصابرا ومكافحا حتى يحقق الأهداف المشروعة».
وقال عبد الملك الحوثي إن اليمن بات تحت «وصاية دولية»، على حد تعبيره، وأكد أن تحركاتهم «الشعبية أسقطت أكبر قوى نفوذ في اليمن، وهناك في الوقت الراهن فرصة لمحاربة الفساد، وإن تنوعت الوسائل وتعددت الأساليب، هذا لا بد منه»، وكشف أنه تقدم بطلب إلى الرئيس هادي من أجل تسليم الأجهزة الرقابية والمحاسبية وفي مقدمتها الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة إلى من وصفهم بـ«الثوار».

أخبار ذات صله