fbpx
خالد الجنيدي .. ظنوا انهم قتلوك


علمني وطني بأن دماء الشهداء هي التي ترسم حدود الوطن *
هيهات .. هيهات .. ظنوا انهم قتلوك لكنهم بفعلتهم المنكرة رسموا حدود مجدك وبقائك في قلوبنا الى الابد ، أنت ايها الثائر الهمام لم تكن يوما من أصحاب الخطوط المتعرجة الملتوية بل كان خطك مستقيما كخيط تدفق من سنا عشقك الازلي ليغمر الوطن الذي وهبته روحك الطاهرة حبا وهياما حتى الذوبان ولهذا هم قتلوك .. ترصدوا لخطواتك يعدوها ليل نهار حتى لا تصل بالاحرار الى حدودهم الممنوعة .. تنصتوا لانفاسك فاستكثروا عليك قليلاً من هواء وطنك وأنت تتنشقه بشغف فخططوا لمنعه عنك .. لم تكن يوما ايها الثائر المناضل شيئاً عاديا فهم يعلمون ذلك لهذا قتلوك .. كنت ارقاً وصداعاً مزمناً تمكن من رؤسهم المنحطة لهذا قتلوك .. لكنهم بغبائهم قذفوا بروحك الثائرة الى قلوب الملايين من ابناء شعبك فتخلق ( الجنيد ) في كل نفسٍ ونَفَسْ وفي كل قلب مازال ينبض بالحياة .. نعم تخلقت من جديد ملايين من الجنيد لتحرض على الحرية والكرامة وتفتح جبهات جديدة للكفاح .. ستبقى روحك زاد المعذبين والمشردين وستقف كما كنت شامخا لزمن طويل تنازل عدواً هزمته باخلاقك وانت لم تحمل يوما في يدك سوا قلملك الذي ارعبهم ، وقليل من كلام موجز أحتواه صدرك يرسم الحدود الفاصلة لحقيقة وطننا المحتل ، نعم أيها العاشق الحر لم يطيقوا وجودك فطهرك ونقاء روحك تفضح القذارة التي هم عليها ، وشجاعتك تكشف هشاشة عنترياتهم الزائفة ، واخلاقك تبين بجلا مدى الانحطاط الاخلاقي الذي هم عليه ولهذا قتلوك ..
بالامس القريب كنت اسيرا لديهم .. تفننوا في ايذاءك واوغلوا في تعذيبك .. ولم يتركوا سلوكاً سادياً إلا وجربوه .. ولا إنحطاطاً مكنونا في ثقافتهم التسلطية إلا وكشفوا عنه .. لعلهم يحركوا شعرة واحدة منك فلم يفلحوا .. فقد هزمتهم بما تملكه من إرث ورثته من أجدادك وآبائك .. إرث يعجز أمثالهم من أشباه الرجال فهم ماهيته وكنهه .. نعم هَزَمتهُمْ شهَامتك وقوتَك وشرفَك وعلمك والذي إن وزع نزراً يسيراً منهما على تعدادهم لكفتهم لكنهم ليسوا بأهل لها فمن أفقدهم الله الأدمية فلن يكونوا إلا مسوخاً ومصاصي دماء الأبرياء .. نعم هزمتهم بهذا المقدار الذي تملكه من قيم وأخلاق ثورتك التي فجرتها في ساحات الشرف والبطولة .. نعم هزمتهم لانك الارادة ذاتها والحرية ذاتها والكرامة ذاتها .. فوسوست لهم نفوسهم الدنيئة لقتلك فأن يقتلوك .
لا نامت اعينكم أيها الجبناء .. ياعديمي الانسانية والضمير .. ايها الوحوش الكاسرة وإن كانت المقارنة بهم ليست عادلة فالوحوش لا تقتل أبناء جنسها ولديها من قيم الرحمة ما يفوق على الأرحم منكم .. وليس في سلوكها القتل لمجرد القتل وبدم بارد فمن انتم أيها القوم ؟ من أين تنضحون بكل هذا البغي والحقد الدفين ..لقد أفسدتم حياتنا ونشرتم قذارتكم في البر والبحر وتجاوزت بشاعتكم حدود السماء .. وجعلتم كل أيامنا أحزاناً ومآس لا تتوقف .. يا زوار الفجر ومومسات الليل على ابواب الفجور .. كفاكم ذبحا فدمنا سيغرقكم أنتم وأبنائكم ولن تنعموا بالحياة إلا عذاباً وضنكاً .. أما نحن ” فخير لنا أن نموت ونحن واقفون على أقدامنا مرفوعي الرأس من أن نموت ونحن راكعون .. فليس لدينا ما نحيا من أجله , إلا إذا كنا على استعداد للموت دونه .. يجب أنْ نبدأ العيْش بطريقة لها معنى الآن فلا تحزني أمي إن مت في غض الشباب , غدا سأحرض أهل القبور وأجعلها ثورة تحت التراب “
. *تشي جيفارا