fbpx
الجنوب …الهروب والعودة
شارك الخبر

يافع نيوز – خاص

ثلاثة سيناريوهات صعبه ومتعبه مرت ولا يزال يمر بها الجنوب منذ عقود ادخله في صراعات عميقه،  هو في غنى عنها وانتج عنها تحالفات ساهمت في إفساد الوضع اكثر مما اصلحته؛ هذا السيناريوهات اصبحت عقبه في طريق ابناء الوطن وتسببت في تشريد الفئات والشرائح الاجتماعية الجنوبية والبعض لازال في الشتات والمهاجر والاغتراب.

فمن مرحلة الهروب في الجنوب والهجرة الانسانية ذات الطابع السياسي قبل الاستقلال عام 1967 م الى  النزوح القسري عقب احداث 1986م الذي ادى بشريحه كبيره من ابناء الجنوب للفرار إلى شمال الوطن (الجمهورية العربية اليمنية) سابقا مرورا بمرحلة العودة  بعد تحقيق الوحدة بين البلدين 1990 م؛  لم يهنأ من عاد من منفاه أو مهجره بالعودة والاستقرار في الجنوب  اذا يعاود الجنوبيين الفرار او النزوح القسري من ارض الوطن عقب حرب صيف 1994 م تم فيها اجتياح شعب وتدمير جيش ووطن ويعاود المنفي استقبال من نجا بنفسه وبحياته عقب حرب غادِره اتت على الاخضر واليابس في الجنوب .

نعاود هنا استحضار التاريخ لا لفتح الجراح او التذكير بماضي ربما لن يعجب البعض ولكن للذكرى ولان التاريخ لا يرحم ويظل حاضرا ولو بعد حين .

استطلاع : لينا الحسني

 

الهروب ما قبل الاستقلال 

د/ نجيب ابراهيم سلمان يتحدث عن المرحلة الاولى من تاريخ النزوح او الهروب ويقول دعونا نتجاوز هنا الهجرة الناتجة عن البحث عن ظروف مناسبة لتحسين المستوى المعيشي وسنتحدث عن الهجرة الانسانية ذات الطابع السياسي

التحديد الزمني  تماما هو 1963-1967هذا الزمن هو عمر الثورة المسلحة أو التي تسمى بالكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني.. ولكن من استهدفوا من الكفاح المسلح ليس البريطانيين وحدهم بل و الحكومات والمؤسسات السياسية الجنوبية التي توافقت مع الادارة البريطانية او التي طالبت بالشكل السلمي لخروج البريطانيين هذه حالة ..

والحالة الاخرى هي وجود جبهتين هي الجبهة القومية وجبهة التحرير التي تتبنى الكفاح المسلح قادة الى تنافس شديد في الساحة ثم صدامات مسلحة وتطورت الى حرب اهلية شهدها الجنوب مرتين في بداية عام 1967 وفي نهايته قاد الى فرار مقاتلي جبهة التحرير بعد سقوط المناطق في يد الجبهة القومية الى الشمال ومن الشمال الى المنافي في مختلف البقاع ,كما قاد سقوط المناطق على يد الجبهة القومية الى نزوح السلاطين والامراء والمشائخ والوزراء في عهد الادارة البريطانية وعدد كبير من الموظفين والمدراء ونزوح ايضا المؤسسات والشركات والتجار وبعض من ارتبط بهم

ويستعرض ايضا مرحلة ما بعد الاستقلال  المرحلة الثانية بعد الاستقلال  1967-  1994

في هذه المرحلة شهدت الجبهة القومية الحاكمة صراعات سياسية داخلية اكثر دموية ..وسميت تلك الصراعات بتاريخ حدوثها منها:

§        حركة 20مارس1968بين تيارين داخل السلطة التي تقودها الجبهة القومية.

§        حركة 14 مايو نفس العام ايضا بين نفس التيارين ولكن احدهم في السلطة والأخر خارج السلطة.

§        حركة أغسطس نفس العام حركة عسكرية اشتركت فيها بعض وحدات الجيش على شكل تمرد اتسعت لتشمل عدد من المحافظات

§        حركة الاقتتال الداخلي والتمردات في المحافظات.

§        حركة 22 يونيو ضد رئيس الجمهورية قحطان الشعبي .

§        ثم الصراع بين مجموعة سالمين رئيس الجمهورية وقيادات داخل الحكم وتم الاطاحة به في26يونيو 1978

§        ثم الصراعات اللاحقة التي بلغت اوجها 13 يناير1986بين قيادات الحزب الاشتراكي

كل هذه الصراعات كانت دموية قادت إلى نزوح عدد كبير من الجنوبين إلى الشمال والبلدان المجاورة والعالم وهذا اوجد قاعدة كبيرة من المشردين والنازحين ذات الطابع الانساني والسياسي.

أحداث 1986

كعادتهم القادة في  الجنوب يدخلونه  في صراعات ليس للشعب فيها ناقه ولا جمل  غير انه هو المتضرر الاكبر والاوحد فيقتل الالاف وتتشرد مئات الاسر ويظل الصراع ممتدا لسنوات لكن هذا كان في زمن يختلف عن الزمن الذي نحن فيه, لاسيما ان الشعب الجنوبي اكثر ادراكا ووعي وبات يملك زمام القيادة وهو ما قد يقف أي عودة لأي حقبة سيئة قد تضر بوحدته ومصالحه وسيادتة على ارضه.

ويفسر  الصحفي والمحلل “منصور صالح ” ما حدث في تلك  الحقبة بقوله “مع إيماني إننا اليوم نسعى لتأسيس جنوب جديد، مقطوع الصلة بالماضي بكل ما فيه ،إلا أنني أرى انه يمكن الحديث في هذا الشأن فقط من منطلق أخذ العبر من أخطاء الماضي التي تسببت بكل هذا الكم من المآسي التي أوصلتنا تراكماتها إلى ما وصلنا إليه من مآس وإخفاقات. دون شك إن صراعات الماضي ،وثقافة التطرف ،إضافة إلى السياسات الاقتصادية الخاطئة التي سادت في مراحل مختلفة من تاريخ الجنوب، كل هذه العوامل تسببت في إلحاق الأذى بشرائح عديدة من المجتمع الجنوبي منذ نيل الاستقلال عن بريطانيا حتى وقت قريب ، وربما لا زالت حالة التهجير القسري قائمة إلى اللحظة . لا أحد يستطيع ان يدافع عن أخطاء المراحل الماضية من تاريخ الجنوب ،وتحديدا الفترة الممتدة بين عامي 67م و90م ،لكننا نعتقد انه ليس المهجرين او الهاربين قسرا من أرضهم هم وحدهم من دفع ثمن هذه الأخطاء بل دفعها كذلك كل شعب الجنوب ،وتأثر بها ولا زال نسيجه الاجتماعي ومن خلال هذه الأخطاء تسلل أعداء الجنوب والطامعين فيه وبثروته وبموقعه الجغرافي إليه وأوقفوا عجلة التطور فيه وجعلوه رهينة الصراعات الداخلية ما إن يغادر مرحلة مظلمة حتى يدخل مرحلة أكثر ظلاما وما ا يداوي جرحا حتى تنكأه الأيام بجراح أكثر إيلاما. مهم ان نفهم ان الجنوب كان ضحية مؤامرات خارجية وضحية جهل سياسي وثقافي ، إذ حاول ان ينتقل في لحظة غير مناسبة من بلد على هامش التاريخ ومجتمع شبه أمي إلى لعب دور القوة العظمى التي تقف في وجه تكتلات إقليمية ومؤامرات دولية ،وهو ما جعله يتعرض لحرب اقتصادية وإعلامية وثقافية لم يكن بمقدوره وهو بتلك الحالة مواجهتها ،كما كان للسلطات التي توالت عليه تحت والتي حكمت بالشرعية الثورية دورها في تفتيت النسيج الاجتماعي من خلال قرارات وإجراءات عدة تجاوزت الواقع من أبرزها قانون التأميم الذي تطرف البعض في تطبيقه ومحاربة الرأسمال الوطني ،وانتهاج النهج الاشتراكي الذي لم يكن مقبولا لدى قطاعات واسعة من المجتمع الجنوبي ،وما نتج عنه من صراعات نتجت عنها مآسي كثيرة . أختم بالتأكيد على ضرورة ألا يكون استذكارنا لهذه المآسي والأخطاء اليوم إلا لنأخذ منها العبرة ،وان نؤمن إننا اليوم مطالبين بأن نسهم في تعزيز مبدأ التصالح والتسامح لننطلق نحو المستقبل بثقه ،وان ندرك ان الماضي بمآسيه وجراحه وحتى بشخوصه قد أصبح جزءا من التاريخ لا ينبغي استجراره إلا لما ينفع ويفيد.

 

العودة

ويلقي  “ضيف الله الصولاني”  (ابو عهد الشعيبي ) الضوء عن الوضع العام في الجنوب بعد عودة من نزحوا الى صنعاء عقب احداث  86  ” عودة إخواننا ممن نزحوا عقب أحداث 86 م من عدن إلى صنعاء كانت عودة طبيعية ومرحب بها على المستوى الشعبي طبيعية لآنها عودة ابن الأرض إلى أهله وناسه ،هذا فيما لو كان المقصود ب السؤال العودة بعد احتلال الجنوب صيف حرب 94 م

والمعروف أيضاً حينها أن الوضع السياسي في البلد كان مضطربا بشكل كبير بعد سيطرة القوات الشمالية على أرضنا ووأد وحدة الشراكة السلمية بين الدولتين ،و لاعتبارات كثيرة لا مجال لحصرها فقد كانت عودة إخواننا إلى بين أهلهم طبيعية ومرحب بها ،وعندما نتحدث اليوم وبأثر رجعي عن تلك الفترة المظلمة من تاريخ شعبنا فلا مجال للقسمة بين منتصر جنوبي وآخر مهزوم في ذلك الصراع العبثي الذي دمر الوطن والإنسان الجنوبي وقضا على أحلام جيل كامل وبالإمكان القول لم يكن أحدا مستفيد من كل ما حصل غير أعداء الوطن في صنعاء بما فبها من قوى الإرهاب والنفوذ والسطو.

وإذا كان السؤال يرمي ل الحديث عن الفترة التاريخية الممتدة من عام 2007 م إلى اللحظة فقد كان دور الأخوة أحمد عبدالله الحسني ومحمد علي أحمد ومباركة علي ناصر محمد والمفكر الجنوبي محمد حيدرة مسدوس وأحمد بن فريد الصريمة والكثير من أبناء شبوة وأبين وغيرهم من المناضلين في ثورة شعبنا السلمية ضد الاحتلال، له أثرا كبيرا وإيجابيا في إرساء مداميك قضيتنا العادلة و دفن ملفات الصراع القديم وإلى الأبد مسجلين إلى جانب كل ثوار الوطن عهدا جديدا من التصالح والتسامح من أجل غدا أفضل لوطن يتسع لكل ابناءه بمختلف مشاربهم وتوجهاتهم الفكرية.

وقد عكس ذلك الإسهام حقيقية عمق القضية الوطنية الجنوبية وتلاحم كافة أبناء الجنوب وليس كما حاول إعلام العدو تصويرها ولا يزال على إنها قضية فئة معينة ومنطقة محددة ، ويثبت شعبنا بكل نضالاته وتضحياته ب امتداد ثمانية أعوام على إنه اكثر تماسكا وتلاحما ووعيا بمختلف الظروف وهذا ما أغاض وألجم الأعداء.

التحول الفكري للقيادات الجنوبية

تحدث ضيف الله  قائلا ” إن التبدل والتحول الفكري لدى بعض القياديين في الحزب الاشتراكي والاحزاب الجنوبية ربما فرضته طبيعة المرحلة وحالة المتغير السياسي الكبير الذي أحدثته حرب الاحتلال الشمالي ؛ فالباحثين عن مصالح ومنافع شخصية وجدوا مجالا واسعا لـ التكسب من خلال الارتماء بـ أحضان أحزاب بلد الاحتلال، وباعتقادي الشخصي إن ذلك التحول لم يحدِث أثرا سلبياً على الوطن والمواطن الجنوبي أكثر مما كان قائما بفعل ممارسات الاحتلال بل أن تلك العينات من المتحولين كانوا مجرد أدوات في تنفيذ بعض المهام والأجندات لقيادات الأحزاب ولـ الرئيس السابق صالح تحديدا ولا يزال بعضهم يؤدي الدور ذاته حتى اللحظة !

الأثر الأبرز جراء تحول البعض هو وضوح الحقائق بشكل جلي أمام عامة الشعب في الجنوب حيث أصبح الناس اكثر إدراكا لطبيعة المؤامرات التي تعرضت لها الدولة الجنوبية ومؤسساتها المختلفة في فترات ما بعد اتفاق التوحد وتحديدا من ٩٠ وحتى ٩٤م لخدمة مخططات تدمير اتفاق مشروع الوحدة السلمي بين البلدين الجارين ولطمس الهوية الوطنية الجنوبية ودفن المشروع الحضاري الذي كانت تحمله الدولة الجنوبية لصالح المشروع القبلي الذي أتت به دولة العربية اليمنية والهوية اليمنية

ومن حسنات وضع ما بعد الاحتلال أيضاً وجور فرضياته هي حالة استنهاض روح الهوية الوطنية الجنوبية المستقلة ومشروع الاستقلال الوطني الحقيقي والتام والناجز لدى شعبنا وعلى كامل التراب الوطني الجنوبي من المهرة الى باب المندب بعيدا عن اليمن واليمننة وهذا ما يتجسد اليوم واقعا على ارض الجنوب بفعل الثورة السلمية الشعبية التي شملت كل فئات وشرائح ومناطق كل الجنوب .

عودة قيادات المنفى

طالعتنا في الفترة الأخيرة عوده كثير من القيادات في المنفى واخبار عن عودة البقيه وهذا ما جعل الشعب في ترقب وانتظار فهم بحاجه لضوء يعيد لهم الامل في ما سعوا اليه طوال 7 سنوات عجاف

ويفسر الصحفي باسم محمد الشعيبي  دوافع عودة قيادات الخارج الى الداخل  انها تختلف من قيادي إلى آخر وبالتالي يختلف تأثير العودة بحسب كل قيادي . بعض القيادات ( كبن علي ) عادت الى صنعاء بعد ان رتب لها وضع في السلطة اما بشكل مباشر او عن طريق التواجد بالمشهد السياسي القريب من السلطة وهذا حال العائدين للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني . هؤلاء تأثيرهم كان سلبي وخاصة انهم قرروا الدخول في ما يرفضه الشعب او عمومه ويرفض المشاركة به , بالتالي هؤلاء فشلوا سريعاً في مشروعهم الذي عادوا للمشاركة به ليلتحقوا بعد ذلك بالشارع وليتواجدوا فيه من خلال مكونات جنوبية تناضل من الساحة ولكن بعد ان فقدوا قدرتهم الحقيقة على التأثير بالشارع ( أحرقوا) اخرون ( كالحسني ) عادوا للشارع الجنوبي ليلتحموا بالثورة محاولين ان يكونوا قريبين من نبضها ليسهل العمل التنظيمي داخلها واخراجها من الانتكاسات التنظيمية التي تعانيها , هؤلاء صدموا بعظمة التخبط وهشاشة المكونات وعجزها وامام هذه الواقع الهش للثورة عادوا ادراجهم إلى الخارج . طيف ثالث من القيادات ( كالعطاس ) اعلن في اكثر من مرة نيته العودة وكانت وشيكة فعلا وتم الترتيب لها على نطاق كبير داخل السلطة لكن التغيرات المتسارعة على الساحة وتحديدا في صنعاء أخر عودتها . عودة هذه القيادات كانت ستصب في مصلحة السلطة وفي مصلحة العائدين شخصيا ولا اظن انها ان حدثت ستنعكس بشيء ايجابي على القضية الجنوبية ومضامين الحل . اليوم ووسط الواقع المتصاعد بعد سقوط صنعاء بيد الحوثي عادت قيادات محسوبة على مكتب البيض كالشعيبي ولكنها ومثلما فشلت في أن تقدم شيء ايجابي اثناء عملها في المكتب خارج البلاد ستفشل في تحقيقه داخل البلد ولن تكون غير أضافة عدد لكم كبير من القيادات .

الاستثناء بظني الذي يستحق الالتفات في هذا عودة اسراب الطيور المهاجرة هي عودة القيادي الرابطي الجفري , فقيادي على هذا المستوى ويحظى بعلاقة معروفة مع السعودية تجعل هناك فرصة لأمل ان يحدث عودته فرق . وخاصة ان كانت عودته مرتبطة بعمل اقليمي وليست أكثر من خطوة شخصية قررها الرجل .

وهكذا وعلى مدي عقود اصبح الجنوبيين شعب وقاده على حد السواء على موعد مع الهجرة او الفرار وفيهم من عادوا وهناك من لا يزال على امل بالعودة الى الوطن الام الذي تركوه مجبرين لا ابطال …

lina

 

 

 

 

 

أخبار ذات صله