fbpx
(30) نوفمبر قادم ..؟

واقع الحال يقول أننا نحن من يمد في عمر ثورتنا ومن يُقصره ، يكون ذلك بأفعالنا ومدى صدقيتها وإخلاصها للهدف الثوري الأسمى .

تحديد مهلة ال(30) خطئاً جسيما وقع به الحراك ولو أنها قيلت كلاماً فقط لتعللنا أنها زلة لسان سقطت من أحدهم حتى لا نفقد مصداقيتنا ومصداقية الثورة ، لكن ماذا نقول وقد نصبت لوحة في قلب الساحة بعداد تنازلي للأيام مسبوقا بعبارة (باقي …. يوم) ..؟

العدو أحيانا يكون في هيئة صديق ، ليس معنى كلامي أن يؤخذ مثلما هو عليه من صريح العبارة ولكن أقول إن عدونا اﻷخطر هو غباء قيادتنا وكما يُقال عدو عالم خير من صديق جاهل ، وقس على ذلك في خطورة ما يصدر عن هذا وهذاك .

نعلم أن مهلة الـ(30) نوفمبر ليس معناها الانتصار الحتمي للثورة على طريقة الاستقلال الناجز ، بقدر ما هي بداية انطلاقة عهد جديد في الثورة ، له وسائله وطرقه المختلفة عما مضى ، والتصعيد ثوري الشامل هو أحد هذه الوسائل ، وعلى هذا الأساس كان يجب أن نُسوق ماهية هذه المهلة .

الشطح فوق الواقع دون أدنى معطيات واقعية تُدعم هذا الشطح لا يفيد ثورتنا بقدر ما يُسبب حالة عكسية تُصيب الثورة في مقتل ، وتجعل من المواطن العادي الذي يتلقى كل كلمة من قادته على أنها أمر مفروغ منه يشعر بإحباط يفقده الأمل في أي خطوة مستقبلية يتم انتهاجها في الثورة .

دائماً ما كنا نُكرر أن الإخلاص للوطن لا يتطلب منك توزيع الوهم على العامة ، قد يكون المقصد راجع للاندفاع والحماسي الثوري لكن عواقب هذا ليست بالسهلة ، وما كنت تقصد من ورائه رفع معنويات الثوار يكون عامل محبط لها .

الأدهى من هذا كله هو سكوت قيادات الحراك تجاه هذا التلاعب الذي انتهجوه ، لم يصدر منهم أي توضيح تجاه ما حصل من تحديد لمهلة الـ(30 نوفمبر) ، لم يُنكروا ويُبرروا زلة اللسان التي قالتها ، ولم يُقروا بما صدر عنهم ويبعثوا برسائل من شأنها طمأنة الشعب والإيحاء له بترتيبات سيكون لها دورها في تنفيذ ما ورد من نقاط عن هذه المهلة على استحالة هذه الشيء واستحالة وجوده فلم تشهد ساحة الأحداث أي دور بخصوص هكذا أمور .

خلال ما تبقى من أيام يجب أن تُقاس الأمور بعقلانية وأن تُوضع المزايدة جانباً ، فنحن بحاجة إلى واقعية ثورية أكثر من مجرد كلام من قاله أشبه بمن “يسرف بما لا يعرف” ، يجب أن تُوضع النقاط على حروفها حتى يكون الكلام أكثر مصداقية ، وأن يتم التوضيح أن تحديد المهلة ما كان إلا للإعلان عن برنامج تصعيدي ثوري .

الحوثي وهو الحوثي بما يملكه من قوة وسيطرته على صنعاء ومراكز صنع قرارها عندما زلت لسان أحد قادته في تحديد مهلة الـ(10) أيام لعبدربه منصور هادي لتشكيل حكومة وإلا فإنهم سيضطرون حينها لتشكيل مجلس يُدير البلد ، أعلن بصريح العبارة عن أن ما صدر لا يُعبر عن لسان حال الحركة وإنما هو اجتهاد شخصي أو زلة لسان سقطت من قيادي في الحركة ، فكيف بنا نحن ولسنا نملك ربع ما يملكه الحوثي من قوة تُعيينا على تنفيذ ما نُقرره .

خلاصة الكلام يجب أن يكون قادة الحراك على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقهم وإلا فليتنحوا جانباً فهناك من هو أقدر وأصدق منهم لقيادة المرحلة .