fbpx
الــ30 من نوفمبر .. فلنؤصل أخلاقيات الثورة !!

لم تبق سوى أيام قلائل جدا ويطل علينا من نافذة الزمان وبوابة الذكريات الثورية ذكرى الـ30من نوفمبر التي جُلي فيها الإستعمار البريطاني من أرض الجنوب وشد رحاله ورجاله صوب مملكته التي كانت ترمي لأن تحول الجنوب إلى مستعمرة وملكية خاصة بها..
تلك الذكرى الثورية بكل ما تحمله الكلمة من معان, وما تعنيه للثوار الذين رفضوا أن يظلوا تحت رحمة المستعمر وهمجية الإحتلال الغاشم وجحافله التي أتت على كل شيء واستأثرت به وأحالته إلى ملكية خاصة لها..
الكل يعد العدة لهذه اليوم أكانوا صحفيين أو كتاب أو محللين أو سياسيين وحتى الثوار المرابطين في ساحات النضال والحرية بعدن وحضرموت, يطمحون أن يعيد التاريخ ذاته في هذا اليوم وتتحرر الأرض الجنوبية وتنال استقلالها وجغرافيتها وسيادتها ..
وهذا حق مشروع وحلم تجيش به الصدور صغارا كانوا أم كبارا ولايتعدى هذا الحلم الأمن والأمان والسكن والسكنى بين جنباته..
وطن كان حتى الأمس القريب ملاذ ومأوى يجد فيه المواطن الجنوبي غاياته وأمنياته ويشعر بوجوده وإنسانيته ومكانته في ظل دولة النظام والقانون والعدالة القائمة فيما بين أبناءه دون تمييز أو عنصرية أو مناطقيه..
وبما أن ثورة الشعب الجنوبي هي امتداد لثورة الـ30 من نوفمبر, وهي الثورة السلمية الوحيدة منذ انطلاقتها في العام 2007م التي جسدت معنى الأخلاق الثورية والمبادئ السلمية بكل معانيها, ولم تشبها شائبة أو تدنسها أيادي المخربين وتجار الثورات الذين التفوا على كثير من المشاريع الثورية في شتى دول العالم, واخترقوها فتحولت من ثورات شعوب ثائرة بسيطة إلى ثورات سياسية تداخلت فيها الأطر السياسية واللاعبون السياسيون ليئدوها في مهدها..
فلتظل الثورة الجنوبية كما عهدها الكل ثورة سلمية تتسم بالعقلانية والمبادئ والأخلاق بعيدا عن الهمجية والعنف والدموية والنزعة العدائية التي ربما تفشل مشروع الثورة الجنوبية وتحيلها إلى تناحر واقتتال واحتراب ونار تأكل الأخضر واليابس وتحصد أرواح الكثيرين الذين لا ناقة لهم ولا جمل..
ولنبتعد عن أي شيء له صلة بلغة السلاح ورائحة الدم وإزهاق الأرواح, فالعالم أجمع شهد لثورتنا وأخلاقياتها حتى وإن لم يعترف بهذا علنا, وأي انحراف عن المسار الذي سارت فيه الثورة الجنوبية ربما يفقدها الكثير ويفقدها مشروعيتها, ولا نستجيب لتلك الأصوات التي تدعوا إلى تغيير مسار الثورة والمطالبة باستخدام خيارات أخرى من منطلق (ما أخذ بالقوة فلا يسترد إلا بالقوة) وهذا الخطأ بعينه لان أي ثورة تتداخل في سلميتها وعقلانيتها العنف والقوة والفوضى والعبثية تصبح ثورة بلا قيمة ولا أهمية..
أي نعم من حق الجنوبيين أن ينالوا حريتهم واستقلالهم ويستعيدوا دولتهم ولكن يجب أن يكون هذا بالطرق والوسائل المشروعة والمعقولة التي تجنب البلاد والعباد ويلات الحرب والاقتتال والعبثية والحماقات وتحافظ على ما تبقى من الدولة الجنوبية التي أنهكتها كثرة المشاكل والحروب والفساد المالي والإداري من قبل قوى النفوذ..
فلنؤصل أخلاقيات الثورة الجنوبية في الــ30ن نوفمبر ولنوطد المبادئ التي جُبلت عليها ثورة العام2007م ولم تفكر مجرد تفكير في التعامل بلغة السلاح أو إراقة الدماء رغم تلك الدماء التي سالت من أبناء الجنوب, ولنجعل شعارنا السلمية ولغتنا العقل والتفكير بعمق في كافة الأمور التي تهم الشعب الجنوبي والدولة الجنوبية, لان كل من يدعون إلى استخدام لغة السلاح ما هم إلا مخربون يريدون إضعاف الشعب الجنوبي وإنهاكه وتدميره كليا وإخماد ثورته وأطفأ جذوتها..
الجنوب عامة لم يعد يحتمل المزيد من الصراعات والفوضى والتدمير فقد ناله منها الكثير وقد تفنن (جنرالات) الحروب في تدمير الكثير من مدنه وقراه والعبث بمقدراته ومكتسباته وتحويلها إلى مرتع خصب للإرهاب والإرهابيين ونشر الفساد والإفساد بطرق شتى, مما أفقد الكثير من مدن الجنوب الكثير والكثير, وأي تصرف خاطئ وغير مدروس ولا يحمل نظرة مستقبلية للأمور ولما ستؤول إليه سيزيد (الطين) بله وسيصب نار الهمجية على (زيت) المعاناة ويولد احتقانات واختناقات ستفجر الوطن الجنوبي وستحيله إلى صفيح ساخن للاحتراب والاقتتال والمشاكل والعبثية..