fbpx
وفي الليلة الظلماء …

فاروق المفلحي

فيما يتعلق بقضية الجنوب والحراك السلمي . اجد نفسي مع القول الذي بما معناه ليس المهم ما معك ، بل من معك ؟ وهذه المعادلة هي التي كانت ستختصر للقضية الجنوبية سنوات من الجهد والعناء والتضحيات الجسيمة .

أنظروا إلى القضية الفلسطينية فلقد كانت دائما ربما أقوى حركة تحرير في العالم ونالت التعاطف الشعبي العارم من قبل كل الشعوب ، سواء في الشرق الأوسط او في اوروباء وأمريكا الجنوبية ، بل ومعظم دول العالم ،ولكن المساندة للأسف لم تكن مؤثرة وحاسمة فهي كانت عبارة عن مواقف شعوب

متعاطفة ومتضامنة بل ومتحمسة ، و لم تكن مساندات ودعم وموقف دولي وثيق وراسخ
وعن وضعنا في الجنوب، فلقد أمضينا سبع سنوات عشناها بكل قسوتها وعنائها وأهوالها فلم نحقق لقضيتنا العادلة ذلك التقدم او المنجز الذي نسعى اليه ونتوق، رغم مشروعية هذا الاستحقاق السياسي ورغم الأجماع الشعبي الوطني العارم والغير مسبوق، بل ورغم عظم التضحيات فلقد طالت وأستطالت المسيرة بسبب عدم وجود نصير دولي يقف معنا ويدعم قضيتنا بشكل علني وصريح وغير هيّاب

.

هل منكم قراء عن -الجزيرة- التي استقلّت او انفصلت عن اندونيسيا واسمها -تيمور الشرقية- . لقد طالبت هذه الجزيرة باستقلالها وفك ارتباطها عن جمهورية اندونيسيا منذ عام 1960م ولم تحقق اي انجاز او تقدم في هذا المطلب الشرعي، رغم نجاح قادة الجزيرة في كسب تعاطف شعبي عالمي معهم ، ولكن وعندما قوّت ورسخّت هذه الجزيرة علاقاتها الدولية، وتبنوا هذا العلاقات ساسة على دراية بالعلاقات الدولية وأهميتها، فقد استطاعوا كسبهم لدولة مهمة وهي – استراليا – حينها تبنت استراليا قضيتهم ودفعت بها لتصبح قضية دولية وعالمية فنالت هذه الجزيرة استقلالها بعد عقود من الكفاح وكان لا ينقص هذا الكفاح الإجماع المحلي والشعبي ، بل المساندة الدولية الوثيقة

.

نحن في الجنوب كان مجمل عملنا وجهدنا يتركّز في الداخل، بينما الاهم هو الخارج والعمل الدولي لا المحلي هو المحرك لقضيتنا . ودائما ما اردد ان السياسة هي فن وحرفة توطيد العلاقات و كسب اللدول الى جانبك ودعمهم الموثوق لك والذين يمكن ان يُعتد بهم ، وذلك عبر الاقتراب الدائم منهم . وهي اي السياسة علاقات عامة -وتسيوق- لقضيتك لجعل قضيتك حاشدة وحاضرة في المحافل الدولية ولا يأتى هذا إلا اذا ضمنت دولة موثوقة للذود عن حقوقك ومؤزرتها لك .

أسال كم مرة زار قادة الحراك دولا مؤثرة لبحث قضيتنا ، كم مرة على سبيل المثال زاروا روسيا او امريكا بل الاهم المملكة العربية السعودية ؟ واذا اردتم الانصاف ايضا بريطانيا ؟ فهل هناك من زار من الحراك لندن ؟ هل هناك من وقف وتعاطف معنا من دول اورباء الغربية ؟ اعتقد ان محصلة علاقاتنا وحملاتنا الاعلامية كانت تنصب في تلفزيون عدن لايف واغاني عبده خواجه -الرائعة- وجرائد ونشرات -تحت مقص الرقابة – اما فيما يتعلق بكسب دولة

الى جانبنا فلم نكسب لا دولة جوار، ولا حلفاء الأمس كروسيا او بريطانيا التي تفهمنا وعليها واجب دعمنا حيث وهي تعلم عن الكثير عن مظالمنا ومعاناتنا واستحقاقاتنا الشرعية ، فهي التي عشنا معها وعاشت بيننا ل 130 سنة ورحلت عنا ولا زالت في قلوبنا لها من الود الباتع رغم كل مظاهر العداء التي حاول البعض ان يوصم به الاستعمار .