fbpx
العميد الركن ” ثابت حسين صالح” : المجتمع الدولي والإقليمي والعربي ومنذ حرب 1994م ظل يتعامل مع قضية الجنوب بسطحية وعدم المبالاة بسبب إعلام نظام صنعاء
شارك الخبر

في حديثنا مع الباحث والمحلل السياسي والعسكري العميد الركن ثابت حسين صالح الذي تجاوب معنا بكل صراحة وشفافية بما يملي عليه جانب المسئولية أمام الله ثم التاريخ ، عن أسباب تقاعس المجتمع الدولي ومواقفة تجاه فشل الوحدة وصمته على الاحتلال الذي كان يمارس ضد الجنوب بعد حرب 94م وارتباط هذه التطورات التي تشهدها الساحة الثورية الجنوبية منذ مليونية أكتوبر ، وتسليط الضوء على موضوع الفيدرالية من إقليمين بين الشمال والجنوب بعد السيطرة الشبه كاملة للحوثي على الشمال وكيف يمكن الحد من خطره على الممر الدولي لباب المندب والابعاد التي تسهم في فعالية الاعتصام كوسيلة لثورة الجنوب السلمية والتحديات التي تواجه المعتصمين بالساحة .. نتابع اللقاء

التقاه / صبري محمد السعدي

1.  هل ينظر المجتمع الدولي للقضية الجنوبية على أنها قضية بين دولتين وقعتا اتفاقية على إنشاء دولة واحدة باءت بالفشل ..؟

ج- بدأ المجتمع الدولي والإقليمي مؤخراً يتذكر أن الوحدة اليمنية المغدورة والمذبوحة في حرب 1994م هي حصيلة توحيد دولتي جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية في دولة واحدة سميت الجمهورية اليمنية في عملية ارتجالية غريبة دون استفتاء شعبي هذين البلدين . وأن حرب 1994م حولت الجنوب الى أرض محتلة من قبل نظام صنعاء وشعب الجنوب يناضل الآن بلا كلل أو ملل لفك ارتباطه.

2. برأيك ما هي الأسباب التي جعلت المجتمع الدولي لا يقف بقوة مع مطالب الشعب الجنوبي ؟

ج- بكل أسف المجتمع الدولي والإقليمي والعربي ظل حتى وقت قريب ومنذ حرب 1994م يتعامل مع قضية الجنوب بسطحية وعدم المبالاة بسبب حملة التضليل والمغالطة التي انتهجها نظام صنعاء وسخر لها الإعلام والدبلوماسية والمال وبسبب حملة المصالح والعلاقات العامة التي منحها هذا النظام ثمناً لسكوت وصمت هذا المجتمع كاتفاقية الحدود وميناء عدن وبيع الغاز والامتيازات العسكرية وغيرها …. وهناك سبب آخر يتعلق بضعف أداء قيادة الجنوب في الخارج سياسياً واعلامياً ودبلوماسياً بسبب تصارعها وتشرذمها وعدم ارتقائها إلى مستوى تضحيات وبطولات شعب الجنوب .

3-  بعد زيارتك المتكررة لمخيم الاعتصام بخور مكسر ما هو تقييمك له بشكل عام ؟

ج- شعب عظيم موحد وصابر وصامد ومصمم على نيل حريته واستقلاله على أرضه التي طالما وقدم لها الغالي والنفيس من أبنائه وعرقه وكده وكدحه وصبره امام الآلة الأمنية والعسكرية الضخمة التي كرسها النظام في الجنوب ( ثلثي الجيش اليمني على سبيل متمركز في الجنوب منذ حرب 1994م ) . صحيح أن الاعتصام بدأ غير منظماً وغير فعالاً في بداية الأمر لكنه سرعان ما اتسم بالتنظيم الدقيق والانسجام والتلاحم لدرجة وكأنك اما جنوب مصغر من المهرة حتى باب المندب .

4- ما هي المخاوف أو ( التهديدات ) التي يجب على المعتصمين بساحة الحرية والاستقلال أن يحذروها ؟ وما هي الفرص التي يجب أن يستغلوها لتحقيق النصر ؟

ج- من حيث المبدأ الاعتصام ليس هو الغاية بذاتها بل هو وسيلة ينبغي أن يترافق مع أنشطة سياسية وإعلامية وثقافية وحملة نظافة ونظام والانطلاق من هذا الاعتصام لابتكار طرق ووسائل وأدوات فعالة لتصعيد النضال لتحقيق الهدف الاستراتيجي وهو الاستقلال على الأرض وبين أوساط الجماهير . واجه الاعتصام منذ البداية تحديات جمة أبرزها كيفية التغلب على ضعف الانضباط والتنظيم والنظافة والنظام ومواجهة حملات زرع الفوضى والتشكيك والوقيعة والحرب النفسية للأطراف المعادية للاعتصام بشكل خاص وللثورة الجنوبية بشكل عام . يجب أن يشكل هذا الاعتصام منطلقاً لإضفاء الشعبية والرسمية أي أن تصبح كل مؤسسات الدولة على ولاء للثورة الجنوبية مع الاستمرار في العمل والخدمة وبشكل راق وفعال بحيث تقدم الثورة نفسهاً شكلاً جديداً متحضراً من الإدارة في عدن وفي كل الجنوب .

5-  بعد السيطرة الشبه كاملة للحوثي على الشمال هل من مصلحة الجنوبيين أن تقام فيدرالية الاقليمين أم أن من مصلحتهم فك الارتباط والعودة إلى حدود ما قبل العام 90 ؟

ج – إذا نظرنا إلى مصلحة الجنوب ومطلب شعبه فهي تكمن في فك ارتباطه بالجمهورية اليمنية وإقامة دولته الجنوبية الجديدة المتحضرة والحديثة .. أما إذا نظرنا الى الخيارات المطروحة والمتاحة والمتدرجة وفقاً لقناعات أطراف عدة وخاصة في الشمال وبعض الجنوبيين فمنها إقامة الدولة الاتحادية بإقليمين شمالي وجنوبي على حدود 21 مايو 1990م يعقبها استفتاء . وعلى أي حال ينبغي على قوى الثورة الجنوبية ان تدرس بعمق تطورات الأوضاع وآفاقها وتبني خياراتها وتحزم أمرها في عدم ضياع الفرص المتاحة اليوم أفضل من أي وقت مضى .

 

 

نقلاً عن – عدن الغد

أخبار ذات صله