يافع نيوز – القدس العربي

بموجب أوامر وزارة الداخلية السعودية، فإن السعوديين والسعوديات ممنوعون من الحب، لانه اذا احب الانسان فلابد وان يتزوج بمن يحب مهما كان جنسيتها.
وأوامر وزارة الداخلية تمنع معظم «فئات» السعوديين والسعوديات من الزواج من غير السعودية او السعودي. وأوامر وزارة الداخلية التي صدرت قبل نحو شهرين حددت فئات السعوديين الممنوعين من الزواج من «غير السعوديات او غير السعوديين» وشملت الوزراء ومن في مرتبتهم، شاغلي المرتبة الممتازة والمرتبتين 14 و15، وأعضاء السلك القضائي في وزارة العدل وديوان المظالم وكتاب العدل، وموظفي الديوان الملكي ومجلس الوزراء وأعضاء مجلس الشورى، إضافة إلى موظفي وزارة الخارجية، والدبلوماسيين والإداريين، والموظفين العاملين خارج السعودية ،وشملت لائحة الممنوعين من الزواج بغير السعوديات او السعوديين منسوبي القوات المسلحة في وزارة الدفاع والطيران والحرس الوطني وقوات الأمن الداخلي سواء الضباط أم الأفراد، والعاملين في المباحث والاستخبارات العامة من عسكريين أو مدنيين.
وكذلك موظفي وزارة الدفاع والطيران ووزارة الداخلية والحرس الوطني بجميع قطاعاتها من المدنيين، وأعضاء هيئة التحقيق والادعاء العام، وموظفي الجمارك، وأخيراً الموظفين الذين يشغلون وظائف ذات الأهمية الخاصة وفقاً لما تراه مراجعهم.
واذا كان هؤلاء موظفي دولة او يعملون بدوائرها، فان الاوامر شملت غير الموظفين مثل الطلبة والطالبات السعوديين الذين يدرسون في الخارج سواء كانوا مبتعثين على حساب الدولة ،او حتى الذين يدرسون على حسابهم الخاص ،ويشمل قرار المنع أيضاً رؤساء مجالس ادارت الشركات المساهمة والأعضاء المنتدبين لهذه الشركات.
ولكن هذا لايعني ان بقية السعوديين مسموح لهم الزواج بغير السعودية وقتما يشاؤون أو حين يرغبون ،فلا بد لاي سعودي يريد الزواج من غير السعودية ،حتى ولو كانت مقيمة في المملكة او قريبة له ،ان يحصل على تصريح من وزير الداخلية ،وهذا امر ياخذ شهورا طويلة وربما سنوات ،ويكون اصعب على السعودية الحصول على تصريح او موافقة .ويلجأ من يضطرون الى الحصول على تصريح الى «الواسطات» وحتى لدفع «رشاوي» للمعقبين الذين لهم «واسطات « عند الجهات المختصة.
وبسبب صعوبة الحصول على تصريح وموافقة من وزارة الداخلية يسمح بزواج السعودي او السعودية من غير جنسيتهم، كان السعوديون يلجاون للزواج في الخارج دون اعلام سلطات بلدهم، ويبقون زوجاتهم في الخارج ويترددون عليهن بين حين واخر، وكثير من السعوديات اللواتي وقعن بنيران الحب يلجأن للعيش في الخارج مع ازواجهن تاركين بلادهن.
والأمر لايشكل مشكلة للسعوديين الذين يتزوجون في الدول الاجنبية لأن اولادهم يحصلون على جنسية امهن الاجنبية ،ولكن المشكلة هي في الذين يتزوجون من عربيات او دول لاتسمح للاولاد بالحصول على جنسية امهن مثلما هو الحال في الاردن وسوريا ولبنان وحتى مصر.
وقبل نحو ثلاث سنوات شكلت السلطات السعودية لجنة لبحث مشاكل نحو ستة الاف مصرية تزوجن من سعوديين وتركهن ازواجهن مع أولادهن ويعيش الأولاد في مصر دون هوية سعودية لان مثل هذه الزيجات غير معترف بها رسميا عند السلطات السعودية ، ومثل هذه الحالات تتواجد في الاردن ولبنان وبشكل اكثر في سوريا. وقد استغل بعض السعوديين، من هواة تعدد الزوجات ،موضوع صعوبة الحصول على موافقه من سلطات بلاده للزواج من اجنبية ليتزوجوا من سوريات «محتاجات»لاجئات للاردن او لبنان بسبب الحرب، ويتركوهن للعيش في لبنان والاردن، ويهجروهن بعد اسابيع قليله بحجة عدم الحصول على التصريح .
أوامر وزارة الداخليه السعوديه التي اصبحت تشدد على منع الزواج من غير السعودية او غير السعودي لاشك انها ستزيد من مشاكل السعوديين الذين يقعون في الحب ،خصوصا من الذين يدرسون في الخارج ، فهؤلاء لايستطيعون ان يمنعوا «قدر الحب « الذي يكون اقوى من الأوامر لذا سيلجاون للزواج خارج المملكه ،او عليهم ان يغلقوا قلوبهم ويامروها بان لاتحب .
ويرى بعض السعوديين ان مثل هذه الاوامر فيها تعسف وظلم لحق الانسان ومشاعره وتدخل في الحياة الشخصيه للمواطن،واذا كانت تتخذ بصدد الحد من نزوات «هواة تعدد الزوجات» فانها بالحقيقه تخلق المشاكل، لأن من يريد ان يتزوج بسبب هواية تعدد الزوجات أو بسبب حب حقيقي عاشه ويريد ان ينهيه «شرعا» سيتزوج بالسر أو في الخارج متحديا مثل هذه الأوامر .
ويلاحظ ان هيئات حقوق الانسان في الخارج او الناشطين الحقوقيين في الداخل لم يعيروا اهمية او يعطوا اهتماما لمثل هذه القضيه ،وان كان مشايخ مسلمين رأوا فيها انها تخالف تعاليم الاسلام الذي لايفرق بين المسلمين.