fbpx
شعب الجنوب وزمن الكبرياء

نعم أيها الشعب العظيم وألف نعم ياصاحب الكبرياء والأنفة والشموخ ، كنت حرا وبقيت رغم البطش حرا .. وها أنت تعلم العالم أجمع كيف تكون الحرية …
نعم أيها الشعب العظيم وأنت تكتب بحبر الدم سطور مجدٍ لحاضر ومستقبل أجيالك في زمن الكبرياء ..كنت ملهما للشعوب ومعلمها أبجدية الثورة السلمية العابرة للقارات .. وأنت وحدك فقط من تمتلك براءة اختراعها دون منازع .. ها أنت اليوم قد شارفت على إنجاز سنفونية العبور والانتصار بمدد من أفئدة الأحرار التي تهفو إلى ساحات عشقك بلا تردد أو نكوص .
نعم أيها المعلم الجبار .. تحملت كل صنوف الألم وحاصرتك المصائب من كل الجهات وشاخ شبابك قهرا وكمدا ، وسيق الآلاف منهم إلى المقابر مدثرين بأحلام بريئة لم يتسنى لها أن تتحقق في وطن استباحه احتلال بغى وتجبر وعاث في دياره الخراب ، ولكنك لم تهن ولم تحزن .. هي قصة صيغت حروف فصولها بالدم لكنة دم الكبرياء الذي روت ارض الجنوب الأبي ، خيارا يبقى وحيدا حينما تنحدر أخلاق المحتل إلى الحضيض لا يتبقى أمام الكرماء إلا أن يجودوا بالروح لقاء لحظة من الحرية لا يفطن قيمتها الكثيرون .. هنا في هذه البقعة من الجنوب ( ساحة الحرية ) حيث لا مجال للمهادنة وطأطأة الرؤوس تتفجر براهين النصر القادم لثورة تخلقت من رحم الألم والمعاناة حيث لا يزال الدم شلاله يتدفق طهرا في محراب الحرية والكرامة .. هي وحدها الأشجار تموت واقفة لكن كثيرين منكم يا شعب الجنوب جسدوا هذا الموت وقوفا إلى الأبد .
فهنيئا لكم أيها الواقفون شموخا كالجبال .. لا يضركم بعد اليوم من خذلكم .. وخان تضحياتكم .. وباع في سوق أسياده دمائكم .. فدمائكم روح الوطن وعبير عشقه الأزلي فأنى للوطن أن يموت أو يتلاشى .
علموهم أن هاماتكم لن تنحني إلا لله الواحد القهار .. وعزائمكم لن تخور مادام في صدوركم قلوب تنبض بالحياة .. والصبر الصبر سلاحكم الأمضى وأنتم تجسدون بالكبرياء قصة العبور إلى ضفاف المجد ..

 

من صفحة الكاتب على الفيس