fbpx
يافع ليست بطاقة صراف فقط ياشيخنا بن شعيب

كنت ممن تواجدوا حال صراخ وخلافات الأمس بين عدد من المعتصمين وأعضاء في اللجان الإدارية للاعتصام ، والحقيقة أن التفاصيل كثيرة ، وذكرها قد يعمِّق الخلافات أكثر من ردمها . . . وفي الأمس مساءً لم اتطرق إليها في الصرخة (١٦) نهائياً واكتفيت بالتلميح لماهو قادم ، ومايُدبٍّره البعض للالتفاف على غضب المعتصمين ، الذين يعتقد البعض أنهم قطيع اعتادوا التلاعب بهم في السنوات الماضية وسيستمر بنفس الأسلوب وينجح فيه . وبأسلوب التلميح سأستمر حتى يفرض علينا المتلاعب التصريح باللفظ الفصيح الغير قابل للتأويل .

وقد وجه لي بعض الممتعضين في الأمس أسئلة كثيرة كان أهمها السؤال حول الفشل القائم في اللجان الإشرافية ، وهل هو عفوي أو متعمد وماأسبابه…؟ وكان من بين السائلين أساتذة كبار في الجامعات وشخصيات لايمكن تجاهلها منهم الأستاذ محمد سعيد سالم حفظه الله .

فأجبت عليهم بكل الدبلوماسية التي تعلمتها ، وبكل وسائل التورية والتلاعب بالكلمات ، وخرجت من زحام الناس حولي ، وكتبت الصرخة (١٦) على أمل أن الموضوع انتهى ، لكنَّه لم ينتهي ، وفاجئني الناس بالملاحقة بنفس الأسئلة منذ الصباح حتى أضطررت للخروج من الساحة بعيداً . . . لكنَّ الهم هو نفس الهم ، والسؤال هو نفس السؤال ، طاردني به آخرون أينما وجدوني ، وأصبحت الإجابة عليه لابدَّ منها مهما كانت مؤلمة .

والإجابة باختصار ؛ اقصاء المعتصمين من إدارة أنفسهم هي سبب الفشل القائم ، فمن غير المعقول أن يأتي الآلاف من كل المحافظات الجنوبية ويبعدون عن إدارة أنفسهم ، برغم أننا اتفقنا عليه في أول اجتماع ووضعناه في أول خطاب للشيخ بن شعيب ، الذي ألقاه ثاني أيام الاعتصام وطلبنا مندوب عن كل خيمة ، بعد أن قامت السيدة إم صخر بحصر الخيام وتسجيل المندوبين ، ولكن الموعد الذي حدده الشيخ للقاء ليكون بعد ساعة من خطابه لم يحدث ؛ لأن الشيخ غادر الساحة مباشرً بسبب المضايقات والتهديدات وغاب أيام عن الناس ولم يدعوا لعقد الاحتماع مرَّة أخرى ، وأصبحت إدارة الاعتصام بيد مجموعة من خارج الاعتصام .

وكل الذي يحدث من أخطاء وتجاوزات هو بسبب إقصاء المعتصمين من العمل في اللجان الإدارية . . . وعلاج الخطأ لايكون بموبقة ، فإذا كانت بعض اللجان الإشرافية فاشلة فلأن في تشكيلتها عدد من المنتمين إلى المكونات الفاشلة والتابعين للقيادات والرؤساء والزعماء الفاشلين ، ولايكون علاج هذا الفشل بالمحاصصة الطائفية بين المكونات الفاشلة في مهام إدارة الاعتصام ، الذي هو في الأصل ضد القيادات والمكونات الفاشلة والمتصارعة .

إذا حدث هذا فلن أسميه محاولة فاشلة ؛ بل مؤامرة منذ اليوم الأول للاعتصام كان الهدف منها الوصول بالمعتصمين إلى هذه النقطة . القبول بالأمر الواقع .
ولن نقبل بالأمر الواقع مهما كلف الثمن ؛ لقد اعتصم شعبنا ووضع إهداف محددة ؛ أولها اسقاط القيادة الفاشلة المتصارعة للحراك إذا لم تتوحد . . . وثانيها ؛ تشكيل قيادة من بين صفوفه تقودهم إلى النصر . . . وثالثها ؛ أن ساحة الاعتصام أصبحت أرضاً محرره ولن نخرج منها إلَّا إلى التحرير الكامل للأرض الجنوبية .
ومن أجل هذا الهدف أكرر النداء إلى كل من لي أمرٌ عليهم ومن يثقون برأيي وأقول (إلى ساحة الاعتصام لايتأخر اليوم إلَّا من ليس منَّا )

وأعود إلى الاختلاف الشديد الذي حدث يوم أمس الجمعة والذي ألزمني القوم بوضع الإجابة عليه بوضوح . . . وقبل الإجابة عليه لابد من تحديد الطرف الغاضب بكل دِقَّة “”لقد كان الغاضبون هم من أبناء يافع المعتصمين”” غضبوا بسبب الطريقة السيئة في التعامل مع مرافقي قوافل يافع التي وصلت أمس .

والإجابة على السؤال أوجهها للشيخ بن شعيب الذي لم يعطينا فرصة للحديث معه حتى أضطرنا إلى كتابتها اليوم أمام الناس ، وهي ؛ أيُّها الشيخ ؛ إن أبناء يافع لم يكونوا يوماً من الأيام مجرَّد صناديق أموال وبطائق صرَّاف يصطفون في طوابير لدفع الأموال والغلال . . . أنَّهم أيُّها الشيخ سيوف حمير ورماحها ، رجالٌ إذا قالوا صدقوا ، وإذا تعهدوا أوفوا ، وقد قالوا لهذا الوطن ووعدوه بالتحرير والاستقلال ومعهم كل قبائل الجنوب وسيحققونه بإذن الله ثم بعزيمتهم التي لاتلين ، وبشرفٍ ورثوه ولن يتنازلوا عنه مهما كلَّفهم .

ومن العيب أن يتم إقصائهم ومعهم جميع المعتصمين من اللجان الإدارية للاعتصام ، ومن تمت إضافته منهم إلى اللجان الإدارية يتم تحييدهم داخل اللجان نفسها ، لايُبلَّغون بأي جديد ، لايعرفون متى تجتمع باللجان ، وماذا اتفقت معها ، مجرَّد أسماء لذر الرماد في العيون . . . وماحدث مع شاعر الجنوب محسن علي السليماني ، وهو من هو في ثورتنا اليوم ، وأجداده هم من هم في تاريخ الجنوب يؤكد الإقصاء المتعمد .

وبناءً على ماسبق ؛ فقد أصبح عليك أيُّها الشيخ الجليل إصلاح ماأفسده الجُهَّال ، فأنت مازلت في عيني المرجع الذي يشتد به ظهر الجنوب ، والإمام الذي صدق مع شعبه ، ولن يُأتى القوم من قبله إلَّا إذا خدعه الخادعون ، ونحن جنودك ولن نقبل بخديعتك مهما كلفنا ذلك ، ونعلم علم اليقين ماتتعرض له من تهديدات وإساءات لم ولن نقبلها . . . وقد وثق بك الشعب الجنوبي فلاتتساهل مع أحد . . . وكن كما قال أبوبكر رضي الله عنه (والله لو منعوني عقال بعير…..) فلايمنعك مانع من تصحيح مسار الاعتصام . . . وأقبل مانقوله فنحن لك ناصحون ، وليكن قولك كما قال عمر رضي الله عنه (ويلٌ لكم إن لم تقولوها وويلٌ لي إن لم أسمع)

وأعلم ياإمامنا أننا نتعرض لمثل ماتتعرض له ولو لم نصرِّح به ، بل أصبحت كل حركة نتحركها مرصودة ، لايوجد مكان نجلس فيه أو نتحدث إلَّا كان العسس خلفنا ، وقد رصد أبنائي وإخواني الكثير من هؤلاء . ولن نرفع عليهم يداً حتى يرفعوها ، حتى يبوءوا بإثمنا وآثامهم . . . فبهذه الطريقة سنحافظ على وجهة الاعتصام -نحو التحرير والاستقلال- التي اختطها شعبنا العظيم ، ووضعوك رائدهم فيها ، فإذا لم نحققه لشعنبا فيما تبقى من هذا العام فالموت أشرف لنا من البقاء حتى العام القادم .

وختاماً أقول للمعتصمين ؛ لقد وضعنا لكم قاعدة بيانات لكل خيام الاعتصام بمجهود تشكر عليه أم صخر ونيران حسن وأبو وضاح القعيطي وعمر بن عاطف ، ومن ضمن قاعدة البيانات كشف كامل بالخيام وأرقامها ومندوبيها وأرقام هواتفهم ، وعليكم التحرك كمن ذات أنفسكم لانتخاب من يشرف على تشكيل إدارة كاملة لاعتصامكم ، وانتخاب قيادة لكم تنقل إلى العالم ماتقولون .

كتبت هذه الصرخة حسب طلب القوم ، وماكنت سأكتب ماكتبت لعلمي بقسوته ، وكما قال أمام الأمَّة أبن تيمية (مالايتم الواجب إلَّا به فهو واجب)
اللهم إني بلّغت اللهم فأشهد
طيَّب الله ثراك بدموع وعرق المصلين في ساحة الاعتصام ياااوطني
وطيَّب الله ثراك بدماء الشهداء السابقين واللاحقين عسى أن نكون منهم .

عبدالسلام بن عاطف جابر