fbpx
النص الكامل للمقابلة التي اجرتها الوسط مع السفيرة البريطانية يصنعاء ..الدولة في اليمن ليست قوية.. ومن يرحبون بالحوثيين لا يعتبرونهم بديلاً عنها
شارك الخبر
التقاها / جمال عامر


تعد سفيرة المملكة المتحدة في صنعاء جين ماريوت من أنشط سفراء الدول العشر في متابعة القضايا الشائكة في السياسة اليمنية بغرض التوفيق بين الأطراف وحلحلة المشاكل العالقة التي تُخلق بسبب تمترس كل طرف خلف ما يعتقد أنه الصحيح فقط، باعتبار أنها تقود مجموعة السفراء العشر لهذا العام..
ومن سيتابع هذا اللقاء سيعرف مدى إلمام جين بما يجري في اليمن وذكائها في التهرب من الإجابة الصريحة على بعض الأسئلة الموجهة إليها في حين، والإجابة بصرامة ووضوح حول أسئلة شائكة أخرى، ومن ضمنها موقف بلادها  والاتحاد الأوروبي في ما له علاقة بقضية الجنوب وجماعة أنصار الله..
وبالتأكيد سيلمس القارئ أن هناك أسئلة كان يجب أن تُطرح، إلا أن وقت السفيرة المزدحم بالاجتماعات لمحاولة التسريع باختيار الأطراف للوزراء الذين سيشكلون الحكومة القادمة قد حال دون طرح مثل هذه الأسئلة..
إلى نَص المقابلة:

ـ دعينا نبدأ باعتبار أن بريطانيا قائدة للدول العشر في اليمن.. كيف تقرئين المشهد السياسي في اليمن؟
شكرًا لمدحك لنا على أن بريطانيا قائدة المجموعة، ولكن سفراء الدول العشر يعملون كمجموعة واحدة ورؤيتنا لليمن هي كما يتمناه الجميع بأن يصل اليمن إلى المرحلة التي ينعم فيها بالاستقرار..
ويعمل فيه الحميع بأمان حتى يحققوا معايش طيبة، وما زالت أمامنا مبادرة مجلس التعاون الخليجي، وهي الذي ما زال المجتمع الدولي يدعمها، وهي بالتالي ما زالت تُمثل لنا خارطة طريق لمستقبل اليمن، ولدينا – أيضًا – نتائج مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، التي تُعتبر مخرجًا ونتيجة لما يريده اليمنيون لأنفسهم، وتناقشوا عليه.
ونرى أن اتفاق السلم والشراكة الموقّع عليه في الـ21 من سبتمبر يتفق مع هاتين الآليتين “المبادرة، ونتائج الحوار”، وجميعهما يشكلان خارطة لمستقبل اليمن..
والشرط الوحيد هو أن يلتزم الكل بما اتفقوا عليه بالالتزام بما تم الاتفاق عليه باتفاق السلم والشراكة وما تقوله مخرجات الحوار الوطني وما شابه ذلك.
ـ ولكن كيف تقيّمين حتى الآن التزام الأطراف باتفاق السلم والشراكة ؟
من ناحية اختيار رئيس مجلس الوزراء فقد استغرق الأمر وقتًا أكثر بكثير مما كنا نتمنى، ولكن الشخص المختار الكثير من الناس يخبرونني أنه الرجل المناسب للعمل.. وبحسب فهمنا للاتفاقية وتفسيرنا لها فإنه وبعد أن صار لنا رئيس وزراء مسمى ومعيّن “يجب أن تستمر جميع الأطراف في ضمان تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في اتفاق السلم والشراكة السلمية ومن ذلك إزالة جميع المخيمات ونقاط التفتيش.”.. وما زلنا نرى أن بعض الأطراف والأحزاب السياسية تعيد ترتيب نفسها وكأنها تريد أن تستغل الوضع الحالي، وتريد أن تكسب منه أكبر قدر ممكن.. وما زال رئيس الجمهورية يعمل من أجل مصلحة اليمن، ولكنه محتاج إلى آخرين يقفون معه، ويعملون معه بنفس المبدأ.

ـ ولكن ماذا لو لم يلتزم أي طرف من الأطراف بتنفيذ اتفاق السلم والشراكة ولُمس من أحد الأطراف عرقلة.. ما الذي يمكن أن يعمله المجتمع الدولي أو سفراء الدول العشر؟
من ضمن الاستعداد لهذا ما يتم في مجلس الأمن من خلال الحديث عن قرار العقوبات 2140، لأنه إذا اتضح أن هناك من يعرقل العملية فإن هؤلاء يجب أن تُفرض عليهم عقوبات، ونفضّل أن نرى الناس يلتزمون بما اتفقوا عليه طواعية، وهناك نقاش في اجتماع لمجلس الأمن بدأ يوم الاثنين في نيويورك بخصوص هذا الموضوع، وهو مجرد نقاش، وبداية لنقاشات أخرى، هي التي ستصل في النهاية إذا ما كان هناك ضرورة لفرض العقوبات، وهذا بشكل نوعي يختلف عما كان يحدث من قبل، الآن لجنة العقوبات بدأت تتصرف بطريقة يجعلها تحصل على الأدلة.

ـ لكن الواضح من خلال خطابات السيد عبدالملك الحوثي وما هو واقع أن الحوثيين لا يهتمون بفرض مثل هذه العقوبات؛ باعتبار أن هؤلاء ليس لديهم ما يخافون عليه فهم ليس لديهم أموال بالخارج، كما أنهم لا ينوون السفر إلى خارج اليمن، وبالتالي ربما أن مثل هذه العقوبات لو فُرضت فإنها ستأتي بنتيجة عكسية؛ كونها ستحشرهم في الزاوية وتجعلهم أكثر عداء للمجتمع الدولي؟
هذه هي المشاكل التي نحتاج لأنْ نعالجها، وكما أخبرتك أن من مصلحة اليمن تنفيذ الاتفاق واحترام الأطراف لما تم الاتفاق عليه، ونحن لا نريد أن نفرض عقوبات على أيّ شخص، وأعتقد أن أنصار الله سيكونون مثل أية جهة سياسية أخرى راغبين في أن تكون لهم علاقة جيدة مع المجتمع الدولي، وبالرغم من أنه لم تعجبنا الطريقة التي تم بها السيطرة على صنعاء، لكن آذاننا مفتوحة للاستماع إليهم، وليس هناك شك في أن المطالب التي يطالب بها أنصار الله هي أشياء يرغب بتحقيقها المجتمع الدولي أيضًا، وعندما يتكلم عن مكافحة الفساد وحكومة تكنوقراط فإن هذه أشياء نبحث عنها كلنا.
ـ أدلل على سؤالي السابق من أنه وقبل نقاشات مجلس الأمن كانوا في صنعاء، وبعد هذه النقاشات هم الآن يسيطرون على سبع محافظات، ويتم الترحيب بهم شعبيًّا، وأكثر من ذلك فإنهم حين يدخلون محافظة يتم التنسيق والتفاهم مع السلطات المحلية وتم عمل اتفاقيات؟
الدولة في اليمن ليست دولة قوية، وبالتالي فإن من يرحبون بهم لا يعتبرون أنهم بديلاً عن الدولة، وتأريخ اليمن يظهر لنا كيف أن جماعات ومجموعات تصير قوية وبعد فترة تتدهور، ثم تأتي جماعة أقوى، والضحية – في الأخير – هم الناس العاديون والبسطاء، لكن لو كان في الإمكان بناء نظام سليم يعتمد على اللا مركزية أو الفيدرالية كما تذكره مخرجات الحوار الوطني فسيعد ذلك هو الأنسب، وصحيح أن الأحزاب السياسية لها صوت، ولكن – أيضًا – هناك صوت للنساء والشباب والمهمشين، وهناك مجال لاحتواء القبائل في المجتمع، ونؤكد أنه إذا كان لدينا مثل هذا النظام القادر على احتواء الكل فلا شك أنه سيكون أفضل من كل هذه التضاربات.

ـ الواقع يقول إن أنصار الله تمكنوا من تنفيذ كثير من القضايا لم تستطع القيام بها الدولة مثل إيقاف الفساد والحد من ضربات القاعدة، وأيضًا تمكنوا من حماية المحافظات التي سيطروا عليها.. كيف ترين ذلك؟
لا شك أن هذه هي ادعاءات الحوثيين وستكون لديهم فرصة لإثباتها، ولكن التجارب حول العالم تظهر لنا أن تحقيق الاستقرار في الدولة يتطلب أن تتم هذه الأمور عبر القنوات الرسمية والشرعية. أما تكوين مؤسسات موازية لمؤسسات الدولة أو زرع مليشيا أو شبكات محسوبية على سبيل المثال فإنه يؤدي إلى تقويض الاستقرار، وقد رأينا أمرا مشابها لهذا في 2011-2012 كذلك، ورأينا أثره السلبي على المؤسسات وقدرتها على خدمة المجتمع اليمني.”
ـ وزير الدولة البريطاني أثناء اجتماع مشترك مع وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي صرّح من أن الوضع الجديد في اليمن، ويقصد الحوثيين، يمثّل خطرًا على دول المجلس.. كيف تفسرين مثل هذا الموقف؟

بعض من قيادة أنصار الله الذين وافقوا على الحديث معي قالوا بصراحة: المبادرة الخليجية تعتبر ميتة بالنسبة لهم، وهذا يعد تهديدًا واضحًا لمبادرة مجلس التعاون، لكن أنا لا أعتقد أن هناك تضاربًا عندما نتحدث عن المبادرة الخليجية وعنوانها، فهي نفس ما تحتوي عليه اتفاقية السلم والشراكة، وتتوافق مع مخرجات الحوار الوطني، إذًا فكلها تعمل في نفس الاتجاه.

وفي ماله علاقة بسياسة الحوثيين كيف يقيّم المجتمع الدولي خطابات السيد عبدالملك الحوثي، وبالذات تجاه الدولة؟
عبدالملك الحوثي خطيب مفوّه وقادر على الحديث مع الناس وقادر على إيصال رسالته، هذا أمر قوي يُحسب له، وأعتقد أنه حين يتحدث في الأجزاء الأقل ودية مع الأجانب نحن لا نكون مرتاحين كثيرًا، ونتمنى أن نراه هو وجميع أنصار الله يعملون مع الدولة وليس ضدها.
ـ هل هناك أي لقاءات سياسية مع أنصار الله يمكن أن تصنع تقاربًا مع المجتمع الدولي؟
نحن كسفراء لمجموعة الدول العشر مستعدون وراغبون للحديث مع الحوثيين إنْ أرادوا أنْ يأتوا إلينا ليتكلموا معنا كمجموعة سفراء في الدول العشر كلنا، لكن حتى الآن أنصار الله ليسوا مهتمين باللقاء مع سفراء الدول العشر كمجموعة متكاملة، ونحن ما زلنا كسفراء للدول العشر مستعدين لأنْ نقوم بمثل هذا اللقاء.. وبالنسبة لكل سفارة على حدة فمعظم السفارات، ومن ضمنها السفارة البريطانية تلتقي مع كل الأطراف، ومن ضمنهم الحوثيين، وأنا أؤمن بأن الحوار هو مهم لفهم موقف الشخص الآخر، وأعتقد أنه ليس من الممكن أن يتفق الكل على كل شيء، ولكن على الأقل سيكون هناك توافق على ما هو مهم.
ـ هل تعتقدين أن التوافق على اختيار الوزراء سيأخذ وقتًا أطول من الذي تم أخذه في اختيار رئيس الحكومة؟

هذا الأمر يقلقني قليلاً باعتبار أن اختيار الوزراء الذي ينبغي أن يتم اعتمادهم على معايير معينة نحن بحاجة أن يتم بأقصى سرعة وأكثر كفاءة ممكنة، لكن المشكلة أننا رأينا بعض الألعاب التي حصلت في تعيين رئيس الوزراء، والتي أدت إلى تطويل الوقت بشكل كبير، غير أنه يبدو لي أن هناك بعض الأطراف التي ترغب في تأخير تنفيذ الاتفاقية حتى ما بعد 31 اكتوبر حتى يكون بإمكانهم أن يقولوا من أن الرئيس قد فشل.. وكما تقول الاتفاقية إن لديه ثلاثين يومًا، ولهذا أعتقد أن الموضوع ربما لن يتم، والأحزاب السياسية مشغولة بألعاب، وكل منها يبحث عن مصلحته، بينما المفترض أن يكون هناك تركيز للوصول إلى شيء.
ـ هل سيدفع سفراء دول العشر في إنجاز اختيار الوزراء بحسب ما نصّت عليه الاتفاقية من معايير، وكيف ستتصرف فيما
لو حصلت عرقلة؟
كان لدينا (سفراء الدول العشر) اجتماع يوم الجمعة وتناقشنا عن ما هي الخطوات التي يمكن أن نفعلها من أجل التسريع بالعملية.
ـ هل توصلتم إلى نتائح محددة في هذا الموضوع؟
الفكرة هي أن يتم التواصل مع مختلف الأحزاب السياسية، وأيضًا مع مستشاري رئيس الجمهورية، وطبعًا ليس عملنا بالتأكيد
أن نذكر أسماء بعينها، هذا ليس مكاننا، ولكن تذكيرهم وتشجيعم لأن يتعاملوا مع الموضوع بشكل أسرع، وأن يلتزموا بالمعايير المذكورة.
ـ بالنسبة للجنوب كانت كلمة السفارة مؤثرة حول العيد الـ51 لثورة أكتوبر.. ولكن مع التصعيد الجديد الذي تم اتخاذه عقب الفعالية من منح الشمالييين مهلة حتى نهاية نوفمبر كي يغادروا الجنوب مع ما يمثل القرار من جعل الانفصال واقعًا، واللافت أن الدولة لم تقل شيئًا
حول الموضوع.. كيف ترى بريطانيا ذلك؟
الشيء الذي نعرفه هو الحق في حرية التعبير حتى في هذا البلد الذي ما زالت حرية التعبير فيه تنمو، هناك مجموعة معينة تقول أنها ستعمل شيئًا معيّنًا، ولكن في الأخير هو كلام وليست سياسة، كما أنه ليس اتفاقية تم الاتفاق عليها، واليمنيون المفروض أن يكونوا قادرين على أن يعملوا ويعيشوا ويسافروا إلى أي جزء في اليمن.
ـ ولكن في ظل الوضع الضعيف للدولة فأنه يمكن أن ينفذ مثل هذا الأمر في الجنوب كما حدث في صنعاء؟
أعتقد أن هناك خطرًا من تقسيم اليمن، ولكن فيما لو حصل فإن النتيجة أن الكل سيكون خاسرًا سواء أكان الحوثيون أم الحراك، أم أي فصيل آخر، الكل سيخسر، وأي شخص يدفع في هذا الاتجاه هو شخص انتحاري يعمل ضد بلده.
ـ هناك من يتحدث، وبالتأكيد هي ليست وجهة نظري، من أن دولة بريطانيا تعمل على العودة إلى الجنوب لاستعادة دورها.. ما ردك على ذلك؟

ليست هناك أية مصحة لبريطانيا في تقديم أي دعم للانفصال في اليمن، هي ليست سياستنا، وهو أمر لا نريده، والأشخاص الذين يقولون إننا نهدف للانفصال هم كاذبون، ويحاولون التسبب في مشاكل، وسمعتُ أنا – أيضًا – إشاعة تقول: إن والدي كان جنرالا في عدن، وإن ابنته السفيرة هي موجودة لاستعادة أمجاده في عدن.. مع أنه في عام 1967 كان عمر والدي 17 سنة، وكان سيكون جنرالا شابًّا، والحقيقة انه كان يعمل محاسبًا، وطوال عمره لم يغادر أوروبا.. الموقف البريطاني واضح وصريح ومعه موقف المجتمع الدولي، نحن واقفون مع وحدة اليمن ومع تنفيذ مخرجات الحوار الوطني والوصول إلى الدولة الموحدة والمدينة، وربما لاحظت في الفترة الأخيرة أنه كان هناك مناظرات في بريطانيا حول استقلال اسكتلندا عن المملكة المتحدة، ولكنهم فضلوا في الأخير أن يكونوا بلدًا واحدًا.
ـ لكن الحراك الجنوبي – أيضًا – يطرح: طالما وبريطانيا تؤمن بالحريات وتدعمها فلماذا لا تدعم حقهم بمطالبة الجنوب بالاستفتاء وتقرير مصيرهم؟

هذه النقطة عادلة، ولكن اليمن أقام مؤتمر حوار وطني، وكان هناك نقاش من قبل الجميع، وهم الذين اتخذوا القرار، والجنوب يملك 20% من القوام السكاني في البلد، ومع ذلك لديه 50% من قوام التمثيل، وكانت هناك فرصة لنسمع بعض الأصوات، ولكن لو بدأنا باننتزاع قرار واحد من قرارات المؤتمر الوطني فإنه سيكون هناك قرارات أخرى يبدأ حولها
النقاش ومحاولة إلغائها، وفي الأخير ليس هناك إجابة سهلة، أو واضحة هنا، ولكن في نهاية المطاف اليمن بلد سيادي.

ـ ولكن في الواقع كان من شارك في الحوار هم من المحسوبين على السلطة، وبالتالي يقول البعض إنهم لا يمثلونهم، وحتى عندما شارك محمد علي أحمد في مؤتمر الحوار عاد وحدد موقفًا وانسحب بسبب هذه القضية، وبالتالي يقول الجنوبيون
إن من شارك في الحوار لا يمثلونهم.. كيف تقرئين ذلك؟

هذا صحيح، وقيل هذا الكلام في وقت مؤتمر الحوار، ولكن لم يأتِ حينها جنوبيون ليقولوا: نحن الممثلون الحقيقيون للجنوب.

أعتقد أن هناك جنوبيين معروفين ظلوا يرفضون حوارًا مثل هذا، باعتباره لا يمثلهم، وكونه يرتكز على المبادرة الخليجية الذين لم يكونوا طرفًا فيها، ومن كونه حوارًا للشمال، وكان من بين هؤلاء رؤساء جنوبيون سابقون مثل علي ناصر محمد، العطاس, البيض الجفري.
ـ هؤلاء قادة يعيشون خارج البلد..
ولكن كان هناك قادة من داخل البلد، وأعتقد أنك التقيتِ بهم، وكان أيضًا هذا موقفهم، وطالما أن هذا هو الموقف فإن القضية ستظل مشكلة؟
اتفق معك..
ـ أسأل كممثلة لبريطانيا في اليمن وجزء من الاتحاد الأوروبي: هل هناك خشية من انفصال حضرموت؟

كما ذكرت قبل قليل.. نعم أعتقد أن هناك خطرًا من حصول تقسيم في اليمن، وكما ذكرت – أيضًا – هذا لن يكون في مصلحة أي شخص،
وبالنسبة لموقف الاتحاد الأوروبي وبريطانيا نحن سنبقى مناصرين لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني والالتزام بالدولة الفيدرالية الذي قال اليمنيون إنهم يريدونها، ووجود منظمات مثل القاعدة ليست خطرًا على المملكة المتحدة فقط،
وإنما خطر يهدد استقرار اليمن، ولو كانت الأقاليم قادرة على حل المشكلة بنفسها كأقاليم لكانوا فعلوا هذا الشيء الآن.. ولكن هناك حاجة لأن يعملوا معًا، وأن يكون هذا العمل من خلال جيش وطني، وهذه مشكلة قائمة؛
لأنه وفي ظل عدم وجود جيش وطني لا يتبع أية عائلة أمر مطلوب من أجل أن يكون هناك إمكانية لتحقيق الأهداف.
ـ قد يُفهم من كلامك أنك تدعين لتصفية هذا الجيش القائم باعتباره عائليًّا، وأنك تدعين لإقامة جيش على أنقاضه كما حدث في العراق، رغم أنك تعلمين أنه حدث تدمير ممنهج للجيش خلال الثلاث السنوات الماضية؟
كثيرون كانوا يخبرونني أن الوضع الذي تمر به اليمن كان يمكن تجنبه لو كان هناك جيش حقيقي متماسك وواحد.
ـ هل يمكن القول إن المجتمع الدولي واقع في اليمن بين أمرين أحلاهما مرّ، أما القاعدة أو الحوثيين؟
أناس كُثر يتكلمون بهذه الطريقة وكأننا محتاجون لأنْ نختار بين إما الحوثيين أو القاعدة، وأعتقد أن هذا تحليل خاطئ.. نحن هدفنا أن نرى دولة قائمة، دولة تحتوي الجميع، دولة تنعكس عليها مخرجات الحوار والمبادرة الخليجية واتفاقية السلم والشراكة، وليس هناك داعٍ للاختيار بين اثنين، أو بين فصائل جهات معينة.
ـ هل أنتم راضون عما تم إنجازه فيما له علاقة بالحرب على القاعدة؟
أعتقد أن لدينا مشكلة في بعض المناطق التي يتحجج فيها بعض الناس بالإسلام لتحقيق أهداف خاصة بهم، من مصلحة المسلمين أن يشرحوا ما هو الدين وما حقيقته.
ـ لكن القاعدة الآن في صنعاء؟
القاعدة لها فترة طويلة في صنعاء، وهذا المفروض يقلقنا ويقلق كل الناس.
ـ هل لديكم تصور للقضاء على القاعدة؟
أعتقد أن هناك بعض الوسائل قصيرة المدى في محاربة القاعدة، ونتائجها قد يكون مختلف عليها لكن الحلول طويلة المدى، وقد تكون هي الأكثر تعقيدًا، ولكن هي الأفضل، هذا يعتمد على وجود تعليم للناس ولعامة الشعب حتى يستطيعوا فهم القرارات التي يقومون بها، وأن يتعلم الناس أن بإمكانهم أن يعملوا عملاً سليمًا وصحيحًا حتى يحصلوا على ما يريدون بدلا من أن يتصرفوا تصرفات غير مقبولة، وعلى سبيل المثال المملكة المتحدة تضخ في اليمن 300 مليون دولار من أجل التعليم ومن أجل التنمية، ولكن كلما قل الاستقرار كلما زادت صعوبات أن يصب هذا المال في مكانه.
ـ هل لكِ كلمة تودين قولها للأطراف السياسية، ثم هل أنتِ راضية عن موقف الإصلاح الأخير في عدم مواجهة الحوثيين؟
أعتقد أن الإصلاح اتخذ موقفًا قويًّا جدًّا حينما قرر أن لا يبدأ حربًا أهلية مع الحوثيين، والقتال كان سيكون الطريق السهل، ولكنه كان سيدمر اليمن، وأعتقد أنه ما زال هناك من يدعي انتماءه للإصلاح، وعندهم الرغبة لأن يجروا الناس لهذا الطريق.. لكن الإصلاحيين الحقيقيين والقادة الذين التقيتهم يجب أن يكون لهم مجال في العملية السياسية، ويجب أن يعطوا دورًا في النظام القادم والحكومة القادمة مثلما كنت أحدثهم أنفسهم قبل أشهر من أنه نحتاج لأن نعطي الحوثيين مجالاً حتى يكونوا جزءًا من النظام، وإذا لم تنكسر هذه الدائرة من العنف في اليمن فإن الأشخاص العاديين سيستمرن في المعاناة.
“””””””””””
عناوين:
عبدالملك الحوثي خطيب مفوّه وقادر على الحديث مع الناس وعلى إيصال رسالته.. وهذا أمر قوي يُحسب له
الإصلاح اتخذ موقفًا قويًّا حين رفض الدخول في حرب أهلية وما زال هناك من يدعي انتماءهم له عندهم الرغبة لجره إلى هذا الطريق

الوضع الذي تمر به اليمن كان يمكن تجنبه لو كان هناك جيش حقيقي متماسك وواحد
الاستفتاء في الجنوب طلب عادل ولكن يصعب تحقيقه بعد اقرار مخرجات الحوار
نحن كسفراء لمجموعة الدول العشر مستعدون وراغبون للحديث مع الحوثيين إنْ أرادوا أن يأتوا إلينا ليتكلموا معنا كمجموعة ولكنهم غير مهتمين
اختيار الوزراء في الوقت المحدد لن يتم والأحزاب السياسية مشغولة بألعاب وكل منها يبحث عن مصلحته
قياديون حوثيون قالوا لي بصراحة: المبادرة الخليجية تعتبر ميتة بالنسبة لهم , ولم تعجبنا طريقة الحوثيين بالسيطرة على صنعاء
المطالب التي يطالب بها أنصار الله هي أشياء يرغب بتحقيقها المجتمع الدولي
عدم خشية الحوثيين من العقوبات مشاكل نحاول علاجها

نحن لا نريد أن تفرض العقوبات على أية جهة لكن سنفعل إذا لم يكن هناك خيار آخر
تكوين مؤسسات موازية لمؤسسات الدولة أو زرع مليشيا أو شبكات محسوبية سيؤدي إلى تقويض الاستقرار،
ما زال رئيس الجمهورية يعمل من أجل مصلحة اليمن، ولكنه محتاج إلى آخرين يقفون معه، ويعملون معه بنفس المبدأ.صورة لهادي
صور شخصية البيض ـ العطاس ـ علي ناصر ـ الجفري
سمعتُ إشاعة إن والدي كان جنرالا في عدن، وإن ابنته هي موجودة لاستعادة أمجاده في عدن
مع انه كان يعمل محاسبًا، وطوال عمره لم يغادر أوروبا
صور شخصية أمام هذا العنوان

 


سفيرة بريطانيا لـ”الوسط”:
الدولة في اليمن ليست قوية.. ومن يرحبون بالحوثيين لا يعتبرونهم بديلاً عنها
هناك خطر من تقسيم اليمن
وبعض الأطراف والأحزاب السياسية تعيد ترتيب نفسها لاستغلال الوضع.. وسنفرض العقوبات على أية جهة إذا لم يكن هناك خيار آخر
تعد سفيرة المملكة المتحدة في صنعاء جين ماريوت من أنشط سفراء الدول العشر في متابعة القضايا الشائكة في السياسة اليمنية بغرض التوفيق بين الأطراف وحلحلة المشاكل العالقة التي تُخلق بسبب تمترس كل طرف خلف ما يعتقد أنه الصحيح فقط، باعتبار أنها تقود مجموعة السفراء العشر لهذا العام..
ومن سيتابع هذا اللقاء سيعرف مدى إلمام جين بما يجري في اليمن وذكائها في التهرب من الإجابة الصريحة على بعض الأسئلة الموجهة إليها في حين، والإجابة بصرامة ووضوح حول أسئلة شائكة أخرى، ومن ضمنها موقف بلادها
والاتحاد الأوروبي في ما له علاقة بقضية الجنوب وجماعة أنصار الله..
وبالتأكيد سيلمس القارئ أن هناك أسئلة كان يجب أن تُطرح، إلا أن وقت السفيرة المزدحم بالاجتماعات لمحاولة التسريع باختيار الأطراف للوزراء الذين سيشكلون الحكومة القادمة قد حال دون طرح مثل هذه الأسئلة..
إلى نَص المقابلة:

ـ دعينا نبدأ باعتبار أن بريطانيا قائدة للدول العشر في اليمن.. كيف تقرئين المشهد السياسي في اليمن؟
شكرًا لمدحك لنا على أن بريطانيا قائدة المجموعة، ولكن سفراء الدول العشر يعملون كمجموعة واحدة ورؤيتنا لليمن هي كما يتمناه الجميع بأن يصل اليمن إلى المرحلة التي ينعم فيها بالاستقرار..
ويعمل فيه الحميع بأمان حتى يحققوا معايش طيبة، وما زالت أمامنا مبادرة مجلس التعاون الخليجي، وهي الذي ما زال المجتمع الدولي يدعمها، وهي بالتالي ما زالت تُمثل لنا خارطة طريق لمستقبل اليمن، ولدينا – أيضًا – نتائج مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، التي تُعتبر مخرجًا ونتيجة لما يريده اليمنيون لأنفسهم، وتناقشوا عليه.
ونرى أن اتفاق السلم والشراكة الموقّع عليه في الـ21 من سبتمبر يتفق مع هاتين الآليتين “المبادرة، ونتائج الحوار”، وجميعهما يشكلان خارطة لمستقبل اليمن..
والشرط الوحيد هو أن يلتزم الكل بما اتفقوا عليه بالالتزام بما تم الاتفاق عليه باتفاق السلم والشراكة وما تقوله مخرجات الحوار الوطني وما شابه ذلك.
ـ ولكن كيف تقيّمين حتى الآن التزام الأطراف باتفاق السلم والشراكة ؟
من ناحية اختيار رئيس مجلس الوزراء فقد استغرق الأمر وقتًا أكثر بكثير مما كنا نتمنى، ولكن الشخص المختار الكثير من الناس يخبرونني أنه الرجل المناسب للعمل.. وبحسب فهمنا للاتفاقية وتفسيرنا لها فإنه وبعد أن صار لنا رئيس وزراء مسمى ومعيّن “يجب أن تستمر جميع الأطراف في ضمان تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في اتفاق السلم والشراكة السلمية ومن ذلك إزالة جميع المخيمات ونقاط التفتيش.”.. وما زلنا نرى أن بعض الأطراف والأحزاب السياسية تعيد ترتيب نفسها وكأنها تريد أن تستغل الوضع الحالي، وتريد أن تكسب منه أكبر قدر ممكن.. وما زال رئيس الجمهورية يعمل من أجل مصلحة اليمن، ولكنه محتاج إلى آخرين يقفون معه، ويعملون معه بنفس المبدأ.

ـ ولكن ماذا لو لم يلتزم أي طرف من الأطراف بتنفيذ اتفاق السلم والشراكة ولُمس من أحد الأطراف عرقلة.. ما الذي يمكن أن يعمله المجتمع الدولي أو سفراء الدول العشر؟
من ضمن الاستعداد لهذا ما يتم في مجلس الأمن من خلال الحديث عن قرار العقوبات 2140، لأنه إذا اتضح أن هناك من يعرقل العملية فإن هؤلاء يجب أن تُفرض عليهم عقوبات، ونفضّل أن نرى الناس يلتزمون بما اتفقوا عليه طواعية، وهناك نقاش في اجتماع لمجلس الأمن بدأ يوم الاثنين في نيويورك بخصوص هذا الموضوع، وهو مجرد نقاش، وبداية لنقاشات أخرى، هي التي ستصل في النهاية إذا ما كان هناك ضرورة لفرض العقوبات، وهذا بشكل نوعي يختلف عما كان يحدث من قبل، الآن لجنة العقوبات بدأت تتصرف بطريقة يجعلها تحصل على الأدلة.

ـ لكن الواضح من خلال خطابات السيد عبدالملك الحوثي وما هو واقع أن الحوثيين لا يهتمون بفرض مثل هذه العقوبات؛ باعتبار أن هؤلاء ليس لديهم ما يخافون عليه فهم ليس لديهم أموال بالخارج، كما أنهم لا ينوون السفر إلى خارج اليمن، وبالتالي ربما أن مثل هذه العقوبات لو فُرضت فإنها ستأتي بنتيجة عكسية؛ كونها ستحشرهم في الزاوية وتجعلهم أكثر عداء للمجتمع الدولي؟
هذه هي المشاكل التي نحتاج لأنْ نعالجها، وكما أخبرتك أن من مصلحة اليمن تنفيذ الاتفاق واحترام الأطراف لما تم الاتفاق عليه، ونحن لا نريد أن نفرض عقوبات على أيّ شخص، وأعتقد أن أنصار الله سيكونون مثل أية جهة سياسية أخرى راغبين في أن تكون لهم علاقة جيدة مع المجتمع الدولي، وبالرغم من أنه لم تعجبنا الطريقة التي تم بها السيطرة على صنعاء، لكن آذاننا مفتوحة للاستماع إليهم، وليس هناك شك في أن المطالب التي يطالب بها أنصار الله هي أشياء يرغب بتحقيقها المجتمع الدولي أيضًا، وعندما يتكلم عن مكافحة الفساد وحكومة تكنوقراط فإن هذه أشياء نبحث عنها كلنا.
ـ أدلل على سؤالي السابق من أنه وقبل نقاشات مجلس الأمن كانوا في صنعاء، وبعد هذه النقاشات هم الآن يسيطرون على سبع محافظات، ويتم الترحيب بهم شعبيًّا، وأكثر من ذلك فإنهم حين يدخلون محافظة يتم التنسيق والتفاهم مع السلطات المحلية وتم عمل اتفاقيات؟
الدولة في اليمن ليست دولة قوية، وبالتالي فإن من يرحبون بهم لا يعتبرون أنهم بديلاً عن الدولة، وتأريخ اليمن يظهر لنا كيف أن جماعات ومجموعات تصير قوية وبعد فترة تتدهور، ثم تأتي جماعة أقوى، والضحية – في الأخير – هم الناس العاديون والبسطاء، لكن لو كان في الإمكان بناء نظام سليم يعتمد على اللا مركزية أو الفيدرالية كما تذكره مخرجات الحوار الوطني فسيعد ذلك هو الأنسب، وصحيح أن الأحزاب السياسية لها صوت، ولكن – أيضًا – هناك صوت للنساء والشباب والمهمشين، وهناك مجال لاحتواء القبائل في المجتمع، ونؤكد أنه إذا كان لدينا مثل هذا النظام القادر على احتواء الكل فلا شك أنه سيكون أفضل من كل هذه التضاربات.

ـ الواقع يقول إن أنصار الله تمكنوا من تنفيذ كثير من القضايا لم تستطع القيام بها الدولة مثل إيقاف الفساد والحد من ضربات القاعدة، وأيضًا تمكنوا من حماية المحافظات التي سيطروا عليها.. كيف ترين ذلك؟
لا شك أن هذه هي ادعاءات الحوثيين وستكون لديهم فرصة لإثباتها، ولكن التجارب حول العالم تظهر لنا أن تحقيق الاستقرار في الدولة يتطلب أن تتم هذه الأمور عبر القنوات الرسمية والشرعية. أما تكوين مؤسسات موازية لمؤسسات الدولة أو زرع مليشيا أو شبكات محسوبية على سبيل المثال فإنه يؤدي إلى تقويض الاستقرار، وقد رأينا أمرا مشابها لهذا في 2011-2012 كذلك، ورأينا أثره السلبي على المؤسسات وقدرتها على خدمة المجتمع اليمني.”
ـ وزير الدولة البريطاني أثناء اجتماع مشترك مع وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي صرّح من أن الوضع الجديد في اليمن، ويقصد الحوثيين، يمثّل خطرًا على دول المجلس.. كيف تفسرين مثل هذا الموقف؟

بعض من قيادة أنصار الله الذين وافقوا على الحديث معي قالوا بصراحة: المبادرة الخليجية تعتبر ميتة بالنسبة لهم، وهذا يعد تهديدًا واضحًا لمبادرة مجلس التعاون، لكن أنا لا أعتقد أن هناك تضاربًا عندما نتحدث عن المبادرة الخليجية وعنوانها، فهي نفس ما تحتوي عليه اتفاقية السلم والشراكة، وتتوافق مع مخرجات الحوار الوطني، إذًا فكلها تعمل في نفس الاتجاه.

وفي ماله علاقة بسياسة الحوثيين كيف يقيّم المجتمع الدولي خطابات السيد عبدالملك الحوثي، وبالذات تجاه الدولة؟
عبدالملك الحوثي خطيب مفوّه وقادر على الحديث مع الناس وقادر على إيصال رسالته، هذا أمر قوي يُحسب له، وأعتقد أنه حين يتحدث في الأجزاء الأقل ودية مع الأجانب نحن لا نكون مرتاحين كثيرًا، ونتمنى أن نراه هو وجميع أنصار الله يعملون مع الدولة وليس ضدها.
ـ هل هناك أي لقاءات سياسية مع أنصار الله يمكن أن تصنع تقاربًا مع المجتمع الدولي؟
نحن كسفراء لمجموعة الدول العشر مستعدون وراغبون للحديث مع الحوثيين إنْ أرادوا أنْ يأتوا إلينا ليتكلموا معنا كمجموعة سفراء في الدول العشر كلنا، لكن حتى الآن أنصار الله ليسوا مهتمين باللقاء مع سفراء الدول العشر كمجموعة متكاملة، ونحن ما زلنا كسفراء للدول العشر مستعدين لأنْ نقوم بمثل هذا اللقاء.. وبالنسبة لكل سفارة على حدة فمعظم السفارات، ومن ضمنها السفارة البريطانية تلتقي مع كل الأطراف، ومن ضمنهم الحوثيين، وأنا أؤمن بأن الحوار هو مهم لفهم موقف الشخص الآخر، وأعتقد أنه ليس من الممكن أن يتفق الكل على كل شيء، ولكن على الأقل سيكون هناك توافق على ما هو مهم.
ـ هل تعتقدين أن التوافق على اختيار الوزراء سيأخذ وقتًا أطول من الذي تم أخذه في اختيار رئيس الحكومة؟

هذا الأمر يقلقني قليلاً باعتبار أن اختيار الوزراء الذي ينبغي أن يتم اعتمادهم على معايير معينة نحن بحاجة أن يتم بأقصى سرعة وأكثر كفاءة ممكنة، لكن المشكلة أننا رأينا بعض الألعاب التي حصلت في تعيين رئيس الوزراء، والتي أدت إلى تطويل الوقت بشكل كبير، غير أنه يبدو لي أن هناك بعض الأطراف التي ترغب في تأخير تنفيذ الاتفاقية حتى ما بعد 31 اكتوبر حتى يكون بإمكانهم أن يقولوا من أن الرئيس قد فشل.. وكما تقول الاتفاقية إن لديه ثلاثين يومًا، ولهذا أعتقد أن الموضوع ربما لن يتم، والأحزاب السياسية مشغولة بألعاب، وكل منها يبحث عن مصلحته، بينما المفترض أن يكون هناك تركيز للوصول إلى شيء.
ـ هل سيدفع سفراء دول العشر في إنجاز اختيار الوزراء بحسب ما نصّت عليه الاتفاقية من معايير، وكيف ستتصرف فيما
لو حصلت عرقلة؟
كان لدينا (سفراء الدول العشر) اجتماع يوم الجمعة وتناقشنا عن ما هي الخطوات التي يمكن أن نفعلها من أجل التسريع بالعملية.
ـ هل توصلتم إلى نتائح محددة في هذا الموضوع؟
الفكرة هي أن يتم التواصل مع مختلف الأحزاب السياسية، وأيضًا مع مستشاري رئيس الجمهورية، وطبعًا ليس عملنا بالتأكيد
أن نذكر أسماء بعينها، هذا ليس مكاننا، ولكن تذكيرهم وتشجيعم لأن يتعاملوا مع الموضوع بشكل أسرع، وأن يلتزموا بالمعايير المذكورة.
ـ بالنسبة للجنوب كانت كلمة السفارة مؤثرة حول العيد الـ51 لثورة أكتوبر.. ولكن مع التصعيد الجديد الذي تم اتخاذه عقب الفعالية من منح الشمالييين مهلة حتى نهاية نوفمبر كي يغادروا الجنوب مع ما يمثل القرار من جعل الانفصال واقعًا، واللافت أن الدولة لم تقل شيئًا
حول الموضوع.. كيف ترى بريطانيا ذلك؟
الشيء الذي نعرفه هو الحق في حرية التعبير حتى في هذا البلد الذي ما زالت حرية التعبير فيه تنمو، هناك مجموعة معينة تقول أنها ستعمل شيئًا معيّنًا، ولكن في الأخير هو كلام وليست سياسة، كما أنه ليس اتفاقية تم الاتفاق عليها، واليمنيون المفروض أن يكونوا قادرين على أن يعملوا ويعيشوا ويسافروا إلى أي جزء في اليمن.
ـ ولكن في ظل الوضع الضعيف للدولة فأنه يمكن أن ينفذ مثل هذا الأمر في الجنوب كما حدث في صنعاء؟
أعتقد أن هناك خطرًا من تقسيم اليمن، ولكن فيما لو حصل فإن النتيجة أن الكل سيكون خاسرًا سواء أكان الحوثيون أم الحراك، أم أي فصيل آخر، الكل سيخسر، وأي شخص يدفع في هذا الاتجاه هو شخص انتحاري يعمل ضد بلده.
ـ هناك من يتحدث، وبالتأكيد هي ليست وجهة نظري، من أن دولة بريطانيا تعمل على العودة إلى الجنوب لاستعادة دورها.. ما ردك على ذلك؟

ليست هناك أية مصحة لبريطانيا في تقديم أي دعم للانفصال في اليمن، هي ليست سياستنا، وهو أمر لا نريده، والأشخاص الذين يقولون إننا نهدف للانفصال هم كاذبون، ويحاولون التسبب في مشاكل، وسمعتُ أنا – أيضًا – إشاعة تقول: إن والدي كان جنرالا في عدن، وإن ابنته السفيرة هي موجودة لاستعادة أمجاده في عدن.. مع أنه في عام 1967 كان عمر والدي 17 سنة، وكان سيكون جنرالا شابًّا، والحقيقة انه كان يعمل محاسبًا، وطوال عمره لم يغادر أوروبا.. الموقف البريطاني واضح وصريح ومعه موقف المجتمع الدولي، نحن واقفون مع وحدة اليمن ومع تنفيذ مخرجات الحوار الوطني والوصول إلى الدولة الموحدة والمدينة، وربما لاحظت في الفترة الأخيرة أنه كان هناك مناظرات في بريطانيا حول استقلال اسكتلندا عن المملكة المتحدة، ولكنهم فضلوا في الأخير أن يكونوا بلدًا واحدًا.
ـ لكن الحراك الجنوبي – أيضًا – يطرح: طالما وبريطانيا تؤمن بالحريات وتدعمها فلماذا لا تدعم حقهم بمطالبة الجنوب بالاستفتاء وتقرير مصيرهم؟

هذه النقطة عادلة، ولكن اليمن أقام مؤتمر حوار وطني، وكان هناك نقاش من قبل الجميع، وهم الذين اتخذوا القرار، والجنوب يملك 20% من القوام السكاني في البلد، ومع ذلك لديه 50% من قوام التمثيل، وكانت هناك فرصة لنسمع بعض الأصوات، ولكن لو بدأنا باننتزاع قرار واحد من قرارات المؤتمر الوطني فإنه سيكون هناك قرارات أخرى يبدأ حولها
النقاش ومحاولة إلغائها، وفي الأخير ليس هناك إجابة سهلة، أو واضحة هنا، ولكن في نهاية المطاف اليمن بلد سيادي.

ـ ولكن في الواقع كان من شارك في الحوار هم من المحسوبين على السلطة، وبالتالي يقول البعض إنهم لا يمثلونهم، وحتى عندما شارك محمد علي أحمد في مؤتمر الحوار عاد وحدد موقفًا وانسحب بسبب هذه القضية، وبالتالي يقول الجنوبيون
إن من شارك في الحوار لا يمثلونهم.. كيف تقرئين ذلك؟

هذا صحيح، وقيل هذا الكلام في وقت مؤتمر الحوار، ولكن لم يأتِ حينها جنوبيون ليقولوا: نحن الممثلون الحقيقيون للجنوب.

أعتقد أن هناك جنوبيين معروفين ظلوا يرفضون حوارًا مثل هذا، باعتباره لا يمثلهم، وكونه يرتكز على المبادرة الخليجية الذين لم يكونوا طرفًا فيها، ومن كونه حوارًا للشمال، وكان من بين هؤلاء رؤساء جنوبيون سابقون مثل علي ناصر محمد، العطاس, البيض الجفري.
ـ هؤلاء قادة يعيشون خارج البلد..
ولكن كان هناك قادة من داخل البلد، وأعتقد أنك التقيتِ بهم، وكان أيضًا هذا موقفهم، وطالما أن هذا هو الموقف فإن القضية ستظل مشكلة؟
اتفق معك..
ـ أسأل كممثلة لبريطانيا في اليمن وجزء من الاتحاد الأوروبي: هل هناك خشية من انفصال حضرموت؟

كما ذكرت قبل قليل.. نعم أعتقد أن هناك خطرًا من حصول تقسيم في اليمن، وكما ذكرت – أيضًا – هذا لن يكون في مصلحة أي شخص،
وبالنسبة لموقف الاتحاد الأوروبي وبريطانيا نحن سنبقى مناصرين لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني والالتزام بالدولة الفيدرالية الذي قال اليمنيون إنهم يريدونها، ووجود منظمات مثل القاعدة ليست خطرًا على المملكة المتحدة فقط،
وإنما خطر يهدد استقرار اليمن، ولو كانت الأقاليم قادرة على حل المشكلة بنفسها كأقاليم لكانوا فعلوا هذا الشيء الآن.. ولكن هناك حاجة لأن يعملوا معًا، وأن يكون هذا العمل من خلال جيش وطني، وهذه مشكلة قائمة؛
لأنه وفي ظل عدم وجود جيش وطني لا يتبع أية عائلة أمر مطلوب من أجل أن يكون هناك إمكانية لتحقيق الأهداف.
ـ قد يُفهم من كلامك أنك تدعين لتصفية هذا الجيش القائم باعتباره عائليًّا، وأنك تدعين لإقامة جيش على أنقاضه كما حدث في العراق، رغم أنك تعلمين أنه حدث تدمير ممنهج للجيش خلال الثلاث السنوات الماضية؟
كثيرون كانوا يخبرونني أن الوضع الذي تمر به اليمن كان يمكن تجنبه لو كان هناك جيش حقيقي متماسك وواحد.
ـ هل يمكن القول إن المجتمع الدولي واقع في اليمن بين أمرين أحلاهما مرّ، أما القاعدة أو الحوثيين؟
أناس كُثر يتكلمون بهذه الطريقة وكأننا محتاجون لأنْ نختار بين إما الحوثيين أو القاعدة، وأعتقد أن هذا تحليل خاطئ.. نحن هدفنا أن نرى دولة قائمة، دولة تحتوي الجميع، دولة تنعكس عليها مخرجات الحوار والمبادرة الخليجية واتفاقية السلم والشراكة، وليس هناك داعٍ للاختيار بين اثنين، أو بين فصائل جهات معينة.
ـ هل أنتم راضون عما تم إنجازه فيما له علاقة بالحرب على القاعدة؟
أعتقد أن لدينا مشكلة في بعض المناطق التي يتحجج فيها بعض الناس بالإسلام لتحقيق أهداف خاصة بهم، من مصلحة المسلمين أن يشرحوا ما هو الدين وما حقيقته.
ـ لكن القاعدة الآن في صنعاء؟
القاعدة لها فترة طويلة في صنعاء، وهذا المفروض يقلقنا ويقلق كل الناس.
ـ هل لديكم تصور للقضاء على القاعدة؟
أعتقد أن هناك بعض الوسائل قصيرة المدى في محاربة القاعدة، ونتائجها قد يكون مختلف عليها لكن الحلول طويلة المدى، وقد تكون هي الأكثر تعقيدًا، ولكن هي الأفضل، هذا يعتمد على وجود تعليم للناس ولعامة الشعب حتى يستطيعوا فهم القرارات التي يقومون بها، وأن يتعلم الناس أن بإمكانهم أن يعملوا عملاً سليمًا وصحيحًا حتى يحصلوا على ما يريدون بدلا من أن يتصرفوا تصرفات غير مقبولة، وعلى سبيل المثال المملكة المتحدة تضخ في اليمن 300 مليون دولار من أجل التعليم ومن أجل التنمية، ولكن كلما قل الاستقرار كلما زادت صعوبات أن يصب هذا المال في مكانه.
ـ هل لكِ كلمة تودين قولها للأطراف السياسية، ثم هل أنتِ راضية عن موقف الإصلاح الأخير في عدم مواجهة الحوثيين؟
أعتقد أن الإصلاح اتخذ موقفًا قويًّا جدًّا حينما قرر أن لا يبدأ حربًا أهلية مع الحوثيين، والقتال كان سيكون الطريق السهل، ولكنه كان سيدمر اليمن، وأعتقد أنه ما زال هناك من يدعي انتماءه للإصلاح، وعندهم الرغبة لأن يجروا الناس لهذا الطريق.. لكن الإصلاحيين الحقيقيين والقادة الذين التقيتهم يجب أن يكون لهم مجال في العملية السياسية، ويجب أن يعطوا دورًا في النظام القادم والحكومة القادمة مثلما كنت أحدثهم أنفسهم قبل أشهر من أنه نحتاج لأن نعطي الحوثيين مجالاً حتى يكونوا جزءًا من النظام، وإذا لم تنكسر هذه الدائرة من العنف في اليمن فإن الأشخاص العاديين سيستمرن في المعاناة.

 

عن موقع صحيفة الوسط

 

أخبار ذات صله